عينان
شعر عماد على قطري
إلى بدوية هناك على شط العريش
و جميلة ..
تلك العيون النجل من تحت الخمار
من ذا يقايض رقصة الموج الهصور
بهجر دار
هل ترتضي هجر الجمال و تدعي ..
أن الديار بعيدة
شط المزار
ما شط شطك والرموش و سيفها
أو نظرة من حسنها تحوي المدار
إن خنت رملك و ارتضيت غباوة
تاهت شطوطك
و انحنى ضوء الفنار
هذي العيون و سحرها
وطن الجمال ..
فهل لها في قلب قلبك خفقة
تحمي الديار
ما بالها ..؟
تلك العيون ومالها
يوم اللقاء ترقرقت فجرى النضار
ليست دموعا إنما
التبر المخضب بالبهاء
و لفحة من وهج نار
من ذا يطيق ؟ و من يذق طعم الهوى
لا يرتضي دمع الحبيب أو اعتذار
الدمع في عين الحبيبة مؤلم
ما بالكم بالدمع في عيني منار ؟
هذي التي سكنت بقلبي فارتوي
و نما الجمال وأورقت أغصان غار
هي رقة في رقة
معجونة بالمسك خام
لم يذب رغم انتثار
و جميلة ..
من قال في هذي العيون مقالة
يهنأ بها
الخلد جاءك و الفخار
شرف لحرف أن يدور بسحرها
و يعانق الأقمار في وضح النهار
شرف لشعرك أن يهيم بلحظها
و يقيم في شرف الجوار
جاور ولو بعض الثواني هانئا
و ارض الجمال بصحبة الموج المثار
يا حظ شعرك يا عماد وقد سما
يوم احتفى بالحسن في عيني منار
و جميلة ..
لست البليغ إذا وصفت بهاءها
الحسن أبلغ من حروفك ..
هل تغار ؟
إن غرت من حسن بها
مزق حروفك و البلاغة كلها
و خذ القرار
اصمت طويلا ..
و ارتقب ..
الصمت في ظل الجمال بلاغة
و البوح عار
القصيدة من ديوان مدن البعاد الجزء الثالث من التغريبة السيناوية