الأخت الفاضة ريمة
السلام عليكم ورحمة الله
أولا:
أوّل ما يتبادر إلى الذهن أنّ هناك تعارضا بين ما أقول وما تفضّلت بالتعليق.
ولكن توضيحا صغيرا يزيل هذا اللبس وأقول:
الاكتشاف معناه الوقوع على شيء كنّا نجهله من قبل، وليس ضروريّاً أن يكون الاكتشاف الأوّل، فقد نجد الشيء، فيضيع منّا، ثم نجده مرّة أخرى.
ليس معنى اكتشاف أرض أنّ المكتشف أوّل من وضع رجله على هذه الأرض، فقد يكون رحّالة آخر عرفها قبله.
ثمّ لماذا نقرّر أنّ المكتشف الذي جاء إلى هذه الأرض هو أوّل إنسان عاش عليها! ربما كان من قبل إنسان يعيش في الأرض، هل خلق فيها، هل ولد عليها، لن أقرّر في شيء هو من أعماق التاريخ بناء على افتراضات لا دليل علميّاً عليها.
وإذا قلنا: العرب والماليون اكتشفوا أمريكة قبل كولومبوس، ليس معنى هذا أنهم أوّل من اكتشف، كلّ ما في الأمر أنّهم سبقوا كولومبوس ليس غير.
وهذا مضمون الملحوظة التي ذكرتها قبل التعريب.
ثانيا:
أمّا قولك: (صورة أو مرجعٍ أو مستمسك قويّ عن الصين) فأفهم أنّك تعنين الصينيّ المسلم الذي اكتشف أمريكة قبل كولومبوس.
لا نستطيع عمليّا أن ننقل – في الغالب – على هذه المواقع سوى كلام، و يدخل في الكلام الكذب والتخيّل والتوهم، وليس باليد حيلة.
مشكلة أكثر الناس أنهم يصدّقون ما يقول بعض الناس، ويكذّبون آخرين، لماذا؟ ليس من سبب سوى الحبّ والكره!!وعندما ننقل مثلا عن عالم المحيطات البريطانيّ " كيفين مانزيس:، فالأمر يحتاج إلى التريّث والبحث.
إنّما اقبلي عملي كعمل ابن كثير والطبريّ والسيوطي في أخبارهم التاريخيّة– أشبّه العمل، ولا أشبّه نفسي ، حاشا لله – إنّما قاموا بخطوة علميّة ضروريّة أولى: جمعوا أخبارا، وكانو أمناء فذكروا أسانيدها، ولم يهملوا – ما استطاعوا – أن يتركوا أيّ خبر صحيح أو سقيم، والخطوة التالية أن تمحّص هذه الأسانيد. و لكن مع الأسف نجد كثيرا من رسائل( الدكتوراه )العلميّة!! في التاريخ تضع في الهامش الأسفل مصادره أو مراجعه – لست أدري – الطبريّ أو ابن كثير، نعم هما ثقتان ثقتان عندنا، ولكن لا ثقة بكتابيهما دون تحقيق!
الخلاصة أنا أنقل المعلومة، وعليّ وعلى غيري – إذا استطاع – أن يغربل هذه المعلومات.
و الله وليّ التوفيق.