أما أمنياتهم على الصعيد السياسي فيُمَثل لها بقول الباري جل شأنه (ودّوا لو تدهنُ فيدهنون)[ سورة ن 9 ]، فالإدهان : المصانعة والملاينة والمقاربة في الكلام وإظهار خلاف ما يضمر [ لسان العرب 4/434 ] فهو مأخوذ من الدّهن ؛ شبّه التليين في القول بتليين الدهن ، إنها المجاملة في المواقف على حساب العقيدة، والمساومة على حساب المبادئ والثوابت ..
فهذا أمر مفهوم ، ومن قديم الزمان معلوم ،فلو تأمّلت جملة ( يدهنون) فهي لم تأت جواباً للشرط وإلا لكانت مجزومة بحذف حرف النون لأنها من الأفعال الخمسة فغدت ( يدهنوا) ولكن مجيئها هكذا (يدهنون) فالجملة الفعلية عندئذ خبر لمبتدأ محذوف تقديره (هم) ليصبح المعنى هكذا ( ودّوا لو تدهن فهم يدهنون) فالإدهان - وهو الملاينة والمصانعة - واقع منهم وحاصل تجاهك ! وهم ينتظرون منك مجاراتهم في ذلك ! ويرتقبون وقوع مداهنة منك تجاههم ، مداهنة تستلزم التميّع في القيم ، والتضييع للمبادئ ،والتأرجح في الثوابت ، بل وهدرها والانسلاخ منها ...
د.عيد دحادحة.
المصدر:
http://www.omferas.com/vb/showthread.php?t=41384