حساب دقيق ..
تخيل أنك أخطأت خطأ ما و أنت على يقين تام بأن أحدا لم يرك حينه ،
ثم جاءك طلب لقاءك من أحدهم على انفراد ، فماذا سيكون شعورك ؟
بكل تأكيد ستساورك هواجس و خيفة و ستعيد المشهد ببطء شديد في مخيلتك للتأكد من سرية ما فعلت و عدم وجود أي ثغرة قد تكشفك ، و ستحسب أي صيحة عليك
أنت واهم مهما كنت دقيقا في حسابات دقتك ..
اقرأ معي :
( أيحسب أن لم يره أحد ) .
إذا أنت تحسب و لست تبحر في الظن ، و الحساب أثبت من الظن بكثير فكلمة(يحسب ) غير كلمة ( يظن) و الفرق بينهما شاسع، و قد جاءك الرد على حسابك الواهي .و من بلاغة القرآن أنه لم تأت كلمة ( أيظن) بل جاءت ( أيحسب) ، لأن المخطئ دائما يحسب حساب الدقة في ما يقوم به من خطأ ، فإذا كان حسابك مكشوفاً فكيف بظنك ؟!!
و خذ من معين هذه الآية ما يصلح شأن بواطنك
( إن الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة و أجر كبير * و أسروا قولكم أو اجهروا به * إنه عليم بذات الصدور ) .
فإذا كان عليما بسر قولك أفلا يعلم بسر فعلك ؟!!
إن الذي يرسل إليك الرؤى و الأحلام و أنت غائب عن نفسك بين طيات المنام أحق أن تخشاه و أنت صاحٍ .
اللهم حسن ظواهرنا و بواطننا و اجعلنا من المتقين الذين يعبدونك و كأنك مطلع تراهم