منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 3 من 3

العرض المتطور

  1. #1

    أفخـــــــــــــــــاخ

    أفخاخ

    صيد الفَخْ .. (لَخْ) .. هذه عبارة كان يكررها الأطفال الذين ينصبون أفخاخا مصنوعة من أسلاك معدنية ومُشَكَلة من نصفي دائرة يطبقان على الطير الذي يقوده قدره لالتقاط (قمحة) أو حشرة وضعت فوق التراب المُغطي للفخ، فما أن يمس منقار الطير الطعم هذا، حتى يفلت النابض الرابط لنصفي الدائرة المعدنية فيمسكان بالطير. كان الطير يموت بالتأكيد، فالفخاخ نُصبت بالمساء، وهي تنتظر أسراب طيور (القُبرة ) التي تقضي ليلها في السهول، والأطفال يعودون في الصباح أو بعد أن يكملوا مشوارهم للمدارس. ومع ذلك كانوا يأخذونها ويأكلونها على مرأى ومسمع من ذويهم وكان ذووهم يشتركون في التهام تلك الوجبات ضئيلة الحجم.

    الطير ميت، والميت حرام، لكن الفتوى الجاهزة في مثل تلك الحالات هي (صيد الفخ .. لَخْ) .. ما هو (اللخ)؟ لا أحد يعرف. ومن يُفتي في مثل تلك الأمور هو نفسه الذي أفتى بأكل الجنب اليمين من (الضبع) رغم أن الضبع حيوان ذو ناب، وهو حرام، وهو الذي يفتي في إعطاء الرشوة لموظف فاسد حتى يقلل من قيمة التخمين الضريبي، أو يُعبر مادة مهربة، أو يتغاضى عن مخالفة ما!

    كثيرة هي الفخاخ التي ينصبها الناس (ذكور وإناث)، فمنهم شاب يقود سيارة أجرة يضع رقم تلفونه الخلوي على زجاج سيارته الخلفي، طمعا بأن تقوم إحدى الفتيات اللواتي ركبن معه واستمعن لمسجلة سيارته أن يفتتن بصوت المطرب الذي كان يصدح خلال المشوار، ويهوين السائق!

    ومنهم من يذهب الى مدير الشرطة المعين حديثا، ويدعوه لوليمة (تكريم!) ليكون سندا له في إنجاز كفالة أحد المخالفين للقانون، ويشتهر هذا المتكفل بأنه نصير الجماهير، ويرشح نفسه للبرلمان.

    ومنهم من يكتب في الصحف يهنئ أحد الوزراء المعينين حديثا، ليفاجئه في أي لحظة للتوسط في إعطاء رخصة لاستيراد مادة بكلفة أقل.

    ومنهم من يلبي أي دعوة سواء كانت تلك الدعوة جادة أو غير جادة، لعله يلتقي بعلية القوم فيستمع لخبر يزهو به على أهله أو أصحابه الذين لم يحظوا بمثل تلك الفرص التاريخية.

    ومنهم من يجامل كل من يكتب بالمنتديات ويبجله ويوقره، لعله يكون في لحظة ما، صاحبه أو صاحبته، أو على الأقل يرد له تلك المجاملة في مناسبة شبيهة.

    ليس كل الفخاخ تأتي بصيد ثمين أو حتى ضئيل، فقد (يفعط) النابض على قطع من قش، أو يكون كصيد صاحبنا الذي روى أنه ذات يوم اكتشف (دحة بيض)، فأخذته أحلامه أن يغتني من وراءها. كان يظن أنها بيض (حجل)، كان لدى والدته دجاجة ترقد على بيضها (قرُقَة) فدس البيض تحتها. وبعد أيام سمع الدجاجة الراقدة (تصافق) بجناحيها غضبانة، وعندما أتى ليفحص ما أغضبها، وجد عدة سلاحف برية قد فقست من بيض (الحجل)!

  2. #2
    اخي عبد الغفور

    مشكور على هذه المقالة الرائعة فالأفخاخ في ايامنا هذه كثيرة وأصبحت تنصب لكل شيء في الحياة

    حمانا الله وإياكم من شرها

  3. #3
    نعم رب مجتهد ظاهرا لكنه ..يبحث عن صيد ثمين!
    جزاك الله خيرا نص رائع
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •