حياة بشكل مختلف...
كل يوم يعود كالا من عمله , وكل يوم يمضي كسابقه لا جديد,ومازال لا يجد وقتا للحديث مع عائلته , فهو محموم لتلبية طلباتها التي لا تنتهي.بالكاد يتنفس الصعداء,ويلملم بعضه لبعضه,يلتقط بعض أحرفهم ويضم بعض دفء لعروقه الباردة.يتلمس صوتهم عند اللقاء على مائدة العشاء...
لا يدري ما هذا الإحباط الذي يعشش في ثنايا روحه , شعور غريب, يتسلل بقسوة ,يناحر ما بقي من سلام في روحه.
يشعر أن دافئا ما لم يعد مجاورا لقلبه كما كان ...., رغم أن الأمور على ما يبدو رتبيه مملة عاديه لا جديد فيها!!
هو نبض قلبه الذي يتسارع أو يتباطأ حسب ما يواجه ويعارك...
ثرثرة وقصص تتناهى لسمعه تجعله ينظر لعائلته نظرة جديدة ما هذا الشعور البارد الذي يواجه..
مازال استفهاما يكون عشه في ذاكرته المتعبة,تجعله يفكر أفكارا شيطانيه غريبة...
هو على يقين انه يملك كل ذرة في المنزل..رأيه مقدس والتنفيذ فوري...
يكفي انه خبير في كل شيء في أمور المنزل والاقتصاد والعمل الخ....
ما يسعده حقا انه بات مرجعا هاما لكل شيء في المنزل وهذا ما يزيد عبئه ويزيد سعادته ولكن شيئا من هذا لم يعد يحدث كالسابق!
دخل منزله يوما ما فوجدته خاليا إلا منه!!
لا يدري ما هذا الجنون الذي انتابه...
قلب البيت رأسا على عقب....
أشاع فيه الفوضى...
بحث في الهواتف في الحواسب في كل مكان وجار ور ومخبأ....
هل يبحث عن شيء ما أم على نفسه؟
جلس على أريكته المفضلة وبكى...................
أم فراس 17-12-2008