متابعات-وكالات:
تعرض المسلمون الى حملات اضطهاد وتعذيب وسجن وقتل غير مبرر لفترة طويلة، وبدأت هذه الحملات منذ الايام الاولى لظهور رسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأستمرت لغاية اليوم.
. اضطهاد المسلمين في جزيرة العرب: تعرض المسلمون الجدد في الأيام الأولى لرسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم للاضطهاد الديني من قبل الكفار والمشركين العرب، بل وتهجموا على النبي الأمين ووصفوه بالمجنون والساحر، في حين القي عليه القاذورات وهو يصلي وتلقى شتى أنواع الشتائم والألقاب. وهناك من المسلمين من قُتل مثل سمية أم عمار، بينما تعرض بلال بن رباح الحبشي، والذي أصبح لاحقا أول مؤذن للمسلمين، الى شتى أنواع الايذاء والتعذيب في الصحراء.
. اضطهاد المسلمين في بيت المقدس: كانت الحملة الصليبية الأولى، والتي بدأت سنة 1095م/ 488هـ من قبل البابا أوربان الثاني، تحمل دعوى استعادة السيطرة على المدينة المقدسة في القدس الشريف من المسلمين. أسفرت هذه الحملة عن احتلال بيت المقدس في السابع من مايو ايار سنة 1099م/ الثالث عشر من جمادى الاخر سنة 492هـ، وقيام مملكة القدس اللاتينية بالإضافة إلى عدّة مناطق حكم صليبية أخرى، مثل امارة الرها (اديسا)، وإمارة أنطاكية، وطرابلس بالشام. وفي الخامس عشر من يوليو تموز سنة 1099م/ الجمعة الثالث والعشرين من شعبان سنة 492هـ، أرتكب الصليبيون مجزرة مروعة قتل فيها تقريبا جميع سكان القدس. حاول عدد من المسلمين الهرب باتجاه المسجد الاقصى، الا ان ذلك لم يمنع الصليبيين من ذبحهم، وحول هذه المجزرة تقول المصادر الغربية بان "عمليات الذبح كانت كبيرة جدا وبدأت بعد الظهر واستمرت مساءا وصباح اليوم التالي لدرجة ان الدم وصل الى كواحل رجالنا". وبحسب فوشيه شارتر وهو أحد المقاتلين الصليبيين خلال هذه الحملة: "رأيت أقدامنا ملونة للكاحلين وأكثر من ذلك فلم نترك منهم أحدا على قيد الحياة، لا من نسائهم ولا من أطفالهم".
. اضطهاد المسلمين في صقلية: عرف المسلمون جزيرة صقلية قبل فتحها في سنة 827م/ 212هـ، ذلك أنها كانت تتبع الروم، وكانوا يشنون منها الغارات على تونس وشمالي إفريقيا، لذا أغار عليها المسلمون في حملات تأديبية، فاضطر قسطنطين بطريق صقلية الى عقد صلح مع إبراهيم بن الأغلب والي إفريقيا، وكانت مدة هذا الصلح عشر سنوات. وفي سنة 826م/211هـ، استعان أهل صقلية بالأغالبة حكام تونس من قبل العباسيين، وكان رسول الجزيرة الى الأغالبة إيفيميوس، فطلب العون ضد حكام صقلية، فجند له زياد الله الأغلب عشرة آلاف رجل بقيادة أبي عبد الله أسد بن الفرات، وانتصر المسلمون على حكام صقلية واستولوا على بلدة مازارا، واستمر تقدم المسلمين عبر الجزيرة، وأحرزوا الانتصارات المتتالية على الروم حتى استكملوا فتح جزيرة صقلية في سنة 901م/289هـ. وفي النصف الثاني من القرن الخامس الهجري بدأت غارات الروم على شمالي الجزيرة، ثم ظهرت الفتنة واستشرت بين أهل الجزيرة في سنة 1039م/431هـ، وفتحت هذه الفتنة ثغرات في صفوف المسلمين، ونفذ من خلالها النورمانديون حكام جنوب إيطاليا فعاونوا بعض الفئات المتخاصمة، وتم استيلاء النورمانديين على صقلية في سنة 1091م/484هـ بعد سقوط آخر مقاومة في الجزيرة، وبعد حكم إسلامي دام 267 سنة، وبدأت فترة من التحدي، إذ أخذ النورمانديون يشنون ألوانا من الاضطهاد ضد المسلمين، وشهد الحكم النورماندي بن جبير، حيث مر بصقلية في عودته من الحج، فكان الناس يكتمون إسلامهم سرا خوفا من بطش النورمانديين، وقال ابن جبير واصفا أحوال المسلمين: "هم غرباء عن إخوانهم المسلمين تحت ذمة الكفر، ولا أمن لهم في أموالهم ولا في حريتهم وأبنائهم".
. اضطهاد المسلمين في بغداد: قاد الجيش المغولي هولاكو خان ومعه القائد الصيني جو خان نائبه بالقيادة المخصصة لبغداد في نوفمبر تشرين الثاني سنة 1257م/ ذو القعدة سنة 655هـ، ولم يكن هولاكو وحده بوذي المذهب ولكن معظم كبار قادة جيشه كانوا كذلك. وبالاضافة الى الجيش الرئيسي من غير المسلمين، كان معه من ضمن الجيش قوات مسلمة شاركت معه هجومه على بغداد. لكن يجب أن يؤخذ بالاعتبار أن المسلمين المنضويين تحت إمرة هولاكو كانوا ذو مذاهب متعددة ومن جميع الطوائف الدينية الإسلامية تقريبا. سار هولاكو بأضخم جيش مغولي على الإطلاق وبأمر من منكو خان، واحد من كل عشرة مقاتلين بالإمبرطورية كلها يجب أن يذهب مع هولاكو وأنضم إليهم جيوش من مملكة جورجيا ومملكة الأرمن وامارة انطاكيا الصليبية الذين كان لهم دور نشط في احتلال وتدمير بغداد وانهاء الخلافة العباسية سنة 1258م/656هـ. حاول الكثير من الأهالي الفرار ولكن المغول أعترضوهم وقتلوهم بشكل عشوائي، وبلغ عدد القتلى في بغداد بين 800 ألف-2 مليون قتيل، بينهم 50 ألف من جنود الدولة العباسية. وحول هذه المجزرة الرهيبة يقول ديفيد مورغان: "جرفوا كل من بالمدينة كأنهم جوارح جائعة تنهش أي طير أمامهم، أو كذئاب مسعورة تهاجم الخراف اطلق لهم العنان وبوقاحة، نشروا الموت والرعب. الأسرة والوسائد المصنوعة من الذهب والملبسة بالجواهر قد قطعت بالسكاكين إلى اجزاء وقطع صغيرة....سحبوا على الأرض خلال الشوارع والأزقة حتى أضحوا إلعوبة ومات الناس بين يدي الغزاة". ويقول ابن كثير نقلا عن ابو شامة واوب عبد الله الذهبي وقطب الدين اليونيني: "أصاب الناس في هذه السنة بالشام وباء شديد، وذكروا أن سبب ذلك من فساد الهواء والجو، فسد من كثرة القتلى ببلاد العراق، وانتشر حتى تعدى إلى بلاد الشام فالله أعلم". انسحب المغول من بغداد بعد تنصيبهم أحد الوزراء المقربين إلى هولاكو وهو الشيخ الفارسي علاء الدين عطاملک جويني كحاكم شكلي على العراق وايران.
. اضطهاد المسلمين في الأندلس: سقطت غرناطة، آخر قلاع المسلمين في إسبانيا، سنة 1492م/897هـ. وكان ذلك نذيرا بسقوط صرح الأمة الأندلسية الديني والاجتماعي، وتبدد تراثها الفكري والأدبي، وكانت مأساة المسلمين هناك من أفظع مآسي التاريخ، حيث شهدت تلك الفترة أعمالا وحشية ارتكبتها محاكم التفتيش، لتطهير أسبانيا من آثار الإسلام والمسلمين، وإبادة تراثهم الذي ازدهر في هذه البلاد زهاء ثمانية قرون من الزمان. حيث عملت هذه المحاكم على أجبار المسلمين باعتناق المسيحية، كما أصدروا قانون أخر في الخامس والعشرين من مايو ايار سنة 1566م/ الخامس من ذو القعدة سنة 973هـ ينص على حظر استخدام اللغة العربية أو استخدام الملابس العربية او اقامة المهرجانات الاسلامية بهدف التمهيد لسلخ المسلمين من رحاب امتهم. بعد ذلك، أصدر الملك فيليب الثاني ملك إسبانيا امرا بتدمير جميع الحمامات العامة وذلك لانها تذكر الناس بالوضوء، بل وتعداه باصداره امرا يحظر فيه حيازة القران الكريم والكتب المكتوبة باللغة العربية ومن يضبط ومعه هذه الكتب يعتبر دليلا ملموسا على العصيان ويعاقب بشدة. وفي السنة الجديدة، الأول من يناير كانون الثاني سنة 1568م/ الاول من رجب سنة 975هـ، اصدر الكهنة المسيحيين الأوامر بجمع الأطفال المغاربة والذين تتراوح اعمارهم بين 3-15 عاما ووضعهم في مدارس خاصة ليتعلموا فيها القشتالية والعقيدة المسيحية. وكل هذه القوانين كانت تتم قسريا، ناهيكم عن مصادرة اموال وسبائك ومجوهرات المسلمين وأدخالهم في حالة الفقر والحرمان والجوع حتى يضطروا الى استبدال عقيدتهم.
. اضطهاد المسلمين في باكستان وافغانستان: قاد الجيش السيخي المهراجا رانجيت سينغ الى بيشاور، وما ان دخل الى المدينة حتى عاث فيها تدميرا وحرقا وقتلا وخرابا. بعد ذلك، امر قائد جيشه هاري سينغ نلوى باحتلال كشمير، وبالفعل تمكن من احتلالها وأصبح حاكما عليها سنة 1819م/ 1234هـ. أصدر هاري سينغ نلوى العديد من الأحكام الجائرة على المسلمين في بيشاور وكشمير منها حظر ذبح الأبقار ومن يخالف ذلك يعدم، كما قام باختطاف الكثير من النساء المسلمات من البشتون والأوزبك ومن ثم بيعهن في أسواق العبيد، بل وامتد طغيانه حتى وصل الى كابول وسن قانون فيها يحظر فيه ذبح الأبقار، كما فرض على المسلمين ضرائب طائلة.
. اضطهاد المسلمين في الأناضول: تعرض الكثير من المسلمين من الأتراك والأكراد الى عمليات قتل وابادة جماعية من قبل الروس والأرمن في شرق وغرب الأناضول، وتركزت هذه المجازر في بتليس وارزينجان وبايبورت وأرضروم وازمير ومانيسا واوساك بحجة الرد على الابادة الجماعية للأرمن. وفي الرابع عشر من مايو ايار سنة 1919م/ الثالث عشر من شعبان سنة 1337هـ، رست سفن حربية امريكية وبريطانية وفرنسية ويونانية في ميناء ازمير "ميناء سميرنا" وعلى متنها الكثير من العصابات اليونانية، فجابت هذه العصابات شوارع المسلمين نهبا وسلبا وقتلا واغتصابا. وحول هذا المجازر، كتب المستشرق السويدي يوهانس كولمودين، والذي كان في ذلك الوقت في ازمير، رسالة الى الصحافة السويدية يقول فيها: " أحرق الجيش اليوناني 250 قرية تركية مُسلمة".
. اضطهاد المسلمين في البلقان: بدأت الدولة العثمانية بالتراجع منذ أواخر القرن السابع عشر، ففقدت الكثير من الأراضي في كل من أوروبا والقوقاز لصالح اليونان وصربيا ورومانيا وبلغاريا. شجعت القوى المسيحية المتنافسة على تطوير الأيديولوجيات القومية وغذتها بتصوير المسلمين باعتبارهم "طابور خامس" ومن بقايا الحقبة السابقة التي لا يمكن دمجها في الدول المخطط انشائها في المستقبل. وبذلك أصبح النضال من أجل التخلص من المسلمين في منطقة البلقان عنصرا هاما في تحديد مصير المسيحيين. تمكن قائد الجيش الروسي الكسندر سوفوروف خلال الحرب الروسية التركية 1787-1792م/1201-1206هـ من الوصول الى قلعة ازماييل في الثاني والعشرين من ديسمبر كانون الاول سنة 1790م/ الخامس عشر من ربيع الثاني سنة 1205هـ، فعاث في المدينة سكفا للدماء بمعونة من البلغار. وتشير الاحصائيات بان أكثر من 40 الف مُسلم قتل على يدّ سوفوروف وجيشه. وبعد تنفيذ سوفوروف هذه المذابح بدم بارد، عاد الى خيمته ثم جلس يهرج بأنه حزين ويبكي، حسب أحد الرحالة الأنجليز! تقدر الاحصائيات بانه جرى خلال السنوات 1821-1922م/ 1237-1341هـ طرد نحو 5 مليون ونصف المليون مسلم من أوروبا ومقتل نحو 5 مليون مسلم اخرين بسبب الجوع والفقر والامراض وأثناء محاولة الفرار من الاضطهاد المسيحي. لكن ذروة العمليات الاجرامية ضد المسلمين حدثت خلال حروب البلقان 1912-1913م/ 1331-1332هـ، ويصف تقرير مؤسسة كارنيغي لسنة 1914م/1333هـ هذه العمليات الوحشية ضد المسلمين بانها بلغت أعلى مستويات القتل ولم ترى أوروبا من قبل مثل هذه المذابح. وتشير التقديرات ايضا الى مقتل وطرد نحو 2.9 مليون مسلم في منطقة البلقان خلال الفترة 1912-1926م/1331-1345هـ. وقد وقعت احداث مماثلة في مكان اخرى، فمثلا أثناء اندلاع الثورة اليونانية، طرد غالبية السكان المسلمين من موريا والذين يقدر عددهم نحو 300 ألف مسلم. وأثناء التمرد في بلغاريا سنة 1876م/ 1293هـ، قتل نحو 1000 مُسلم. غطت الصحافة الالمانية الحرب في بلغاريا ورصدت الفضائع الروسية ضد المسلمين، ويصف تقرير لهذه المجازر الاطفال والنساء وكبار السن المسلمين الذين ذبحوا في قراهم على ايدي المسيحيين. وكشفت مؤخرا وزارة الخارجية الألمانية وثائق تعود الى الحرب الروسية التركية يكشف فيها المذابح التي قام بها الروس ضد المسلمين في منطقة ستارا زاكورة والتي راح ضحيتها نحو 20 ألف مسلم. واضافت الصحافة الالمانية بان الكثير من المجازر ارتكبت ضد المسلمين اثناء حروب البلقان وكانت تنفذ من قبل البلغار واليونانيين والأرمن، بينما حولت العديد من المساجد الى كنائس وتعرضت الكثير من النساء للاغتصاب وتشويه الجثث.
. اضطهاد المسلمين في تركستان الشرقية: حدثت بين المسلمين التركستانيين وبين حكام منجو الصينية معارك دامية سنة 1759م/1172هـ فراح ضحيتها أكثر من مليون مسلم وفرضوا سيطرتهم على تركستان الشرقية حتى سنة 1862م/ 1278هـ، وقد شهدت تلك الفترة تمرد شعب تركستان الشرقية ضد إحتلال المنجو 42 مرة وفي آخر تمرد سنة 1863م/1278هـ نجح المسلمين من طرد حكام منجو وأقاموا دولة إسلامية مستقلة تحت زعامة يعقوب بك والذي إستمر في حكمه 16 عاما، ولكن نظرا للتوسع الروسي خلال عهد التسارست فقد تخوف البريطانيون وقوع تركستان الشرقية تحت الإحتلال الروسي فقدموا النصيحة والأموال لحكام منجو الصينية بإحتلال تركستان الشرقية مرة ثانية واستطاعت الجيوش الصينية الضخمة بقيادة الجنرال زوزونغ تانغ مهاجمتها واحتلاها مرة أخرى سنة 1876م/ 1293هـ ومنذ ذلك التاريخ تم تسمية تركستان الشرقية باسم شينجيانغ، وفي الثامن عشر من نوفمبر تشرين الثاني سنة 1884م/الثلاثون من محرم سنة 1302هـ ضمت تركستان الشرقية داخل حدود إمبراطورية المنجو وأصبحت تابعة لها. وبعد تولى الحكومة الوطنية الصينية مقاليد السلطة في الصين سنة 1911م/1329هـ، حاول المسلمون التحرر من الإحتلال الأجنبي فقاموا بعدة ثورات ونجحوا مرتين الأولى سنة 1933م/1352هـ والثانية سنة 1944م/1363هـ حيث تمكنوا من إقامة دولة إسلامية مستقلة في تركستان الشرقية إلا أن تلك الدويلة المستقلة لم يكتب لها الإستمرار حيث أن موسكو لم تتردد في كلا المرتين من إرسال قواتها البرية والجوية والقيام بكل ما من شأنه للقضاء على هذه الدولة الفتية لأنهم كانوا يعرفون أن تركستان الشرقية ستكون داعمة لشقيقاتها في آسيا الوسطى في كفاحهم للتخلص من ربقة الشيوعية وقتل الصينيون بعد قتل الحكومتين أكثر من مليون مسلم. بدأت الصين الشعبية إحتلال تركستان الشرقية بمذابح رهيبة وفرضت حكمها بعد مجازر دموية فظيعة وكان ما فعلت به في البلاد أن هرعت إلى بعض الترتيبات لإزالة الإسلام من النفوس ومواصلة حكمها للبلاد ومارسوا أبشع أنواع الظلم والإضطهاد الذي لم تشهده الدنيا من قبل وقسمت البلاد إلى 450 معسكر عمل اجباري ليعمل فيها العمال والفلاحون المسلمون وهم يشكلون 98 في المئة من عدد السكان وقد مات الكثيرون في هذه المعسكرات وألغيت الملكية الخاصة وصودرت كل ثروات المسلمين بما في ذلك حلى النساء وحتى الأفراد والأولاد وجعل طعام الناس جماعي ومنع الطبخ في البيت وحتى فرق الأزواج من بعضهما ومن متطلبات الحياة العمومية أنه يسمح للمتزوج لقاء زوجته لعدة دقائق بعد كل أسبوعين وكانت تمنح للمرأة إجازة لثلاثة أيام فقط للولادة. ولما رأى الشيوعيون أن الدين الإسلامي هو أكبر عائق أمامهم عملوا تحت مسمى الإصلاح الثقافي ضد الإسلام بالاعلان رسميًا بأن الإسلام خارج على القانون ويعاقب كل من يعمل به ومنع تعليم الدين وإقامة العبادات وبدء تدريس الإلحاد في المدارس وإغلاق أكثر من 28 ألف مسجد و18 ألف مدرسة دينية واستخدمت المباني الإسلامية مثل المساجد والمدارس في أعمال تتتافى مع قيم الإسلام.
. اضطهاد المسلمين في فيتنام: عانى المسلمون بعد غزو امبراطورية مينه مانغ من الاضطهاد سنة 1832م/ 1248هـ. وعلى الرغم من ان المسلمين في فيتنام هم سكان أصلييين من عرق تشام، الا ان الحكومة الفيتنامية تعاملهم كسكان غرباء. وقد فرضت عليهم الحكومية الفيتنامية الحالية قيودا عنيفة تتعلق بممارسة عقيدتهم. وخلال الاعوام 2010-2013م/ 1431-1434هـ، وقعت العديد من عمليات القتل ضد المسلمين في تين فوك وقرى نهون، كما قامت الشرطة الفيتنامية في قرية شاو جيانغ باقتحام مسجد تشام وسرقة مولد كهربائي والأعتداء على المسلمين في المسجد وأغتصاب المسلمات التشاميات.
. اضطهاد المسلمين في اندونيسيا: أرتكبت قبيلة الداياك الوثنية مجزرة مروعة في اندونيسيا ضد مسلمي المادوره سنة 1999م/ 1420هـ. ورغم ضخامة المجزرة والتي راح ضحيتها نحو 3 الاف مسلم، الا ان الحكومة الاندونيسية لم تفعل شيئا يذكر لايقافها. وبعد عامين من المجزرة، عاودة قبيلة الداياك، القيام بمجزرة اخرى ضد المسلمين راح ضحيتها نحو 500 مسلم وتهجير نحو 100 ألف من منازلهم، اضافة الى قطع رؤوس نحو 100 مسلم بينهم أطفال ونساء.
. اضطهاد المسلمين في البنغال والفلبين: ارتكبت القوات اليابانية والبورمية مذبحة رهيبة ضد مسلمي الروهينجا سنة 1942م/ 1361هـ، بل وتعدى ذلك بقيام هذه القوات باغتصاب العشرات من النساء المسلمات وتهجير 40 ألف مسلم من ولاية البنغال باتجاه شيتاجونج ببنغلادش. تشير التقارير الاعلامية ايضا الى قيام القوات اليابانية بمجازر وتعذيب وأعمال وحشية ضد مسلمي مورو في مينداناو وسولو بالفلبين. وقد اعترفت القوات البحرية اليابانية بان المسعفين قاموا بتشريح المسلمين المدنيين من المورو بينما كانوا لا يزالون على قيد الحياة. وبالنسبة للمسلمين في الفلبين، فتاريخ معاناتهم طويل، وقد بدأ عندما أحتلت اسبانيا جزر الفلبين التي كان يقطن فيها قبائل وثنية وقبائل مُسلمة، ففرضت محاكم التفتيش الاسبانية قوانين عرفية لاجبار المسلمين على اعتناق المسيحية، لذا فأغلب الناجين باسلامهم من بطش محاكم التفتيش ظلوا محصورين في مينداناو لاعتبارات اهمها بان الغزو الاسباني لم يصل اليها. خلقت محاكم التفتيش والسلطات الاستعمارية الاسبانية معاناة وتوترات بين المسيحيين والمسلمين في البلاد الى يومنا هذا.
. اضطهاد المسلمين في الهند: قررت بريطانيا في سنة 1947م/ 1366هـ منح الهند استقلالها في نطاق تقسيمها إلى دولتين، إحداهما للهندوس ويطلق عليها الهند والأخرى للمسلمين، والتي أطلق عليها المسلمون باكستان أي أرض الأطهار، وإطلاق الحرية في كل ولاية هندية للانضمام للهند أو باكستان أو الاستقلال بنفسها برغم معارضة غاندي الشديدة لهذه الفكرة، لأنه كان يريد السيطرة على المسلمين تماما. وبالفعل كونت الولايات الشمالية الشرقية في الهند "البنغال الشرقية وجزء من آسام" والشمالية الغربية "جزء من البنجاب والسند وبلوجستان" دولة باكستان وعاصمتها كراتشى، والباقي للهند وعاصمتها دلهي ثم أصبحت نيودلهي وكل من باكستان والهند يأخذان نظام الدومنيونات، أي يكون مع استقلالها ارتباط مع التاج البريطاني، وخضوعها لإشراف الحاكم العام البريطاني، وكان تقسيما جائرا على المسلمين فقد قسموا بعض الولايات ذات الأغلبية المسلمة مثل البنجاب والبنغال بين المسلمين والهندوس، وأرادت بعض الولايات الهندية الانضمام لباكستان مثل جوناكاد، ودعا إلى ذلك حاكمها المسلم، وكذلك إمارة حيدر أباد بسبب حاكمها المسلم، ولكن الهند رفضت ذلك، وأرسلت قوة إلى كل ولاية لاحتلالها وضمها إلى الهند، بينما ولايتا نيبال وبوتان كانتا في الأصل مستقلتين عن الإنجليز، حيث لم يدخلوهما، وأهلهما بوذيون فلم ينضما إلى الهند وانضمت ولاية سكيم إلى الهند سنة 1976م/ 1396هـ، واستقلت سريلانكا عن الهند سنة 1947م/1367هـ، وكانت جزر المالديف ذات الأغلبية المسلمة تتبعها، ثم استقلت جزر المالديف عن سري لانكا سنة 1953م/ 1373هـ، وعندما تم التقسيم نكل الهندوس بالمسلمين في الهند أشد التنكيل، فهاجر الكثير منهم إلى باكستان، وكان الهندوس يحرقون القطارات التي تنقل المسلمين إلى باكستان لحقدهم الشديد عليهم، بينما بلغ عدد القتلى المسلمين بين 50-200 ألف مسلم. اما بالنسبة لكشمير، فكان هناك مطالب للتخلص من هيمنة أسرة الدونمرا والأنجليز المعاديين للاسلام. وعندما نالت الهند استقالها، اراد المسلمين في كشمير الانضمام إلى باكستان بينما حاكم كشمير (المهراجا) آخر حكام أسرة الدونمرا عمل على منع حدوث ذلك، فأسس عصابات من الهندوس الكشميريين، والهندوس الذين أتوا من الهند لمنع انضمام كشمير إلى باكستان، وأخذت هذه العصابات في الهجوم على المسلمين، وقتلت نحو 135 ألف مسلم، فقام المسلمون بالمظاهرات وأطلقت الشرطة التابعة للمهراجا النار على المتظاهرين الذين يطالبون بانضمام كشمير إلى باكستان وسجنت الكثير منهم، وتدفق المجاهدون المسلمون على كشمير لنجدة إخوانهم، واستطاعوا تحرير جزء من كشمير بينما فر المهراجا (هري سنغ) إلى الهند، وعقد مع الهند اتفاقية بانضمام كشمير إلى الهند برغم أن المسلمين يشكلون 80% من سكانها، وهذا ما يتنافى مع شروط تقسيم الهند إلى منطقتين، مسلمة وهندوسية تعتمد على الغالبية القاطنة. يعيش الآن في الهند ما يزيد على 90 مليون مسلم، يذوقون ألوان البأس والاضطهاد من الهندوس، من هدم للمساجد، وهتك للأعراض، وإزهاق للأرواح، وإبادة، ولعل صورة البطش في الهند تتضيح اليوم بالمجازر التي وقعت ضد المسلمين في ولاية اسام سنة 2012م/ 1433هـ والتي ادت الى نزوح نحو 400 ألف مسلم من 400 قرية عائدة اليهم باتجاه المخيمات.
. اضطهاد المسلمين في اراكان: يتواجد في اراكان او ميانمار مسلمين من الروهنجيا. حدث اول اضطهاد ديني ضد المسلمين في اراكان خلال السنوات 1550-1589م/ 956-997هـ، عندما منعهم الملك البوذي بينانج من اقامة شعائرهم الدينية، وكذلك حضر عليهم ذبح الحيوانات في سبيل الله "نحر الماشية في عيد الاضحى". وكل هذه الاجراءات لدفعهم لاعتناق البوذية. وبعد تولي الجنرال ني وين السلطة سنة 1962م/ 1381هـ، أصبح وضع المسلمين سيئا للغاية، ومارس عليهم التضيق في حياتهم اليومية مما دفع الكثير من المسلمين مغادرة اراكان باتجاه بنغلادش. وبلغ عدد الذين غادروا أراكان نحو 200 ألف سنة 1978م/ 1398هـ ونحو 250 ألف سنة 1991م/ 1412هـ. تصاعد اضطهاد المسلمين في بورما على نطاق واسع سنة 2012م/ 1433هـ، مما ادى الى نزوح نحو 90 الف مسلم، كما ارتكبت العصابات البوذية وبالتنسيق مع الحكومة الشيوعية مجازر دموية راح ضحيتها الالاف من المسلمين.
. اضطهاد المسلمين في سريلانكا: عمل متمردو نمور التاميل الهندوسيين على طرد المسلمين من المقاطعة الشمالية، كما قاموا بالتعاون مع البوذيين بمهاجمة المسلمين ومساجدهم أثناء الحرب الأهلية السريلانكية 1983-2009م/ 1403-1430هـ.
. اضطهاد المسلمين في البوسنة: تعرض المسلمين في البوسنة الى حملات كثيرة للقتل والابادة الجماعية والترحيل، وكان ورائها القوات الصربية. ولعل مذبحة سربرنيتسا أكثرها شهرة. ففي يوليو تموز سنة 1995م/ صفر سنة 1416هـ، نفذت القوات الصربية وميليشيا العقارب المسيحية وباوامر مباشرة من أعضاء هيئة الأركان الرئيسية للجيش الصربي عملية تطهير عرقي ممنهجة ضد المسلمين البوسنيين. وقد حدثت هذه العملية على مرأى وسمع الفرقة الهولندية التابعة للامم المتحدة من دون التحرك لانقاذ حياة المدنيين، بل وفي بعض الاحيان تواطئت مع الجُناة. خلفت هذه المذبحة نحو 8372 ألف مُسلم ونزوح الالاف من المدنيين المُسلمين من المنطقة، تاركين وراءهم عيونًا لم تجف حتى بعد 19 عامًا من حدوث المذبحة.
. اضطهاد المسلمين في تتارستان: كارثة بشرية وابادة جماعية تعرض لها المسلمون في تتارستان خلال السنوات 1921-1922م/ 1339-1340هـ، وراح ضحيتها نحو 2 مليون مسلم، والجاني الاتحاد السوفيتي السابق، مما ادى الى انخفاض عدد المسلمين في منطقة الأورال الى أقل من نحو 50 في المئة. وكل هذا بهدف أحداث تغير يجعل من الروس الغالبية في البلاد. يشكك بعض الكتاب الالمان في بعض الصور التي يعرضها اليهود في وسائل الاعلام والتي يدعون فيها بانها تعود ليهود عذبوا وقتلوا في معسكرات النازية، ويشير فريق الكتاب هذا بان هذه الصور تعود لمسلمين في تتارستان.
. اضطهاد المسلمين في افريقيا الوسطى: يتعرض مسلمو إفريقيا الوسطى لحرب إبادة جماعية وتطهير عرقي منذ مارس اذار سنة 2013م/ جمادى الاول سنة 1434هـ. ومع اتساع نطاق نزوح المسلمين، تشير التقارير الى انه لم يبقى سوى أيام وسيغادر جميع المسلمين أفريقيا الوسطى فراراً من العنف الذي تركتبه جماعة "آنتي بلاكا" المسيحية، بينما توجد أحياء كاملة هُجر سكانها من المسلمين بالكامل، ويتم هدم منازلهم بصورة ممنهجة، حيث يتم نزع الأبواب والنوافذ والأسقف، وتوجد أدلة على محو وجودهم الاسلامي بالكامل. وكانت شوارع بانغي قد شهدت أعمال قتل مروعة وتشويها لجثث مسلمين نفذتها عناصر مجرمة من مليشيات "آنتي بالاكا"، كما وردت تقارير عن قيام جنود من الجيش التابع للسلطة الجديدة بإعدامات في الشوارع.
. اضطهاد المسلمين في شبه جزيرة القرم: كان الاتحاد السوفيتي معاديا لجميع أشكال الدين، لذا كانت الحرية الدينية نسبية للمسلمين في السنوات التي أعقبت الثورة، ولكن في أواخر سنة 1920م/ 1339هـ أخذت الحكومة السوفيتية منعطفا جديدا ضد الدين، فعملت على أغلاق دور العبادة جميعا. وخلال فترة قيادة ستالين، أصبح مسلمو تتار القرم والشيشان وانغوشيا وبلقاريا وكراشاي ضحية الترحيل الجماعي. بدأ ترحيل المسلمين بصورة مكثفة في مايو ايار سنة 1944م/ جمادى الاول سنة 1363هـ، حيث عمل نحو 32 ألف جندي على ترحيل المسلمين من شبه جزيرة القرم، فكانت النتيجة ترحيل نحو 193 ألف مسلم من تتار القرم الى أوزبكستان وكازاخستان والأقاليم المختلفة في روسيا الشيوعية. ولعل هذه الصورة تكون انسانية لو وصلت الى هذا الحد، لكن توفى ما يقارب 27 في المئة من مسلمي تتار القرم جوعا في أوزبكستان وأقاليم روسيا الشيوعية. استمرت مجازر الشيوعيين ضد المسلمين في الشيشان حتى بلغت ذروتها خلال الحرب الشيشانية الاولى 1994-1996م/ 1415-1417هـ والحرب الشيشانية الثانية سنة 1999م/ 1420هـ.
. اضطهاد المسلمين في كمبوديا: قتل نحو 500 ألف مسلم من مسلمي التشام من قبل الشيوعيين في كمبوديا خلال سنة 1970م/ 1390هـ، وقد عمل حكم الخمير الحمر على تدمير نحو 132 مسجدا واعدام نحو 90 شيخ مُسلم.
. اضطهاد المسلمين في العراق وافغانستان وباكستان والصومال واليمن: عمل الجيش الامريكي وتحت ذريعة الحرب على الارهاب، على قتل بين 62 ألف-1.2 مليون مسلم مدني في العراق، غالبيتهم العظمى في المناطق السنية: 48 في المئة قتلوا جراء طلق ناري و 9 في المئة قتلوا جراء القصف الجوي و6 في المئة قتلوا جراء حوادث عشوائية. كما قام الجيش الامريكي ايضا بقتل بين 10-49 ألف مسلم مدني في افغانستان، بينهم 3100-3600 مسلم قتلوا جراء القصف الجوي الامريكي وهجمات القوات الخاصة. وعلى مسافة قريبة من افغانستان، باكستان، قتل الجيش الامريكي بين 1467-2334 مسلم مدني جراء القصف الجوي العشوائي بالطائرات بدون طيار، بينما بلغ عدد القتلى المسلمين في الصومال جراء القصف العشوائي لهذه الطائرات نحو 6500 مسلم مدني واصابة نحو 8516 مسلم مدني وأرقام أخرى مخيفة يجرى التكتم عنها في اليمن.
. اضطهاد المسلمين في سوريا: بدأ اضطهاد المسلمين في سوريا منذ فترة طويلة، ولكنه تصاعد في مارس اذار سنة 2011م/ ربيع الثاني سنة 1432هـ وأستمر لغاية اليوم. أسفرت حملات الابادة ضد المسلمين الى مقتل بين 102-150 ألف مسلم، وتهجير بين 4.5-5.1 مليون مسلم داخليا وخارجيا، بينما يقدر عدد المفقودين والمحتجزين لدى النظام الهجين نحو 130 ألف مسلم.
. اضطهاد المسلمين في فلسطين: عملت العصابات اليهودية على قتل الالاف من المسلمين وتهجير بين 711-726 ألف مسلم فلسطيني خلال حربي فلسطين سنة 1948م/ 1367هـ وسنة 1967م/ 1387هـ. لعل الاضطهاد الأكبر للمسلمين يكون في فقدان الجانب الغربي لبيت المقدس ومن ثم الجانب الشرقي.