ستبقى..!
شجرة معمّرة شهدت رحيل الغزاة الواحد تلو الآخر، وبقيت منتصبة شامخة وفيّة لفلاّح لا يعرف غير ريح تربتها.
في ليلة قاسية العتمة اجتاحتها أسنان غولٍ فولاذية، فسقطت تزرع نَفَسها الأخير في التربة التي لا تعرف هي الأخرى سواها.
بعد أيام شقّ عود صغير طريّ سطح التربة وأشرق يانعاً من بين شفتيّ الشجرة المعمّرة الشهيدة، يحمل بألق وريقات خضراء صغيرة تعشقتها ثلاث فراشات.. خضراء وسوداء وحمراء، رسمتهم طفلة على كوفيّة الفلاّح البيضاء وطيّرتها..
رفرفت وحلّقت فرحةً في فضاء ممتدٍ بين نهر وبحر، وراحت تضع على عتبة كل بيت مهدّم، قصفة خضراء.
وما زالت ترفرف..
ع.ك