دراسة توصي باستكمال خطوات إنهاء الانقسام والتوافق على رؤية فلسطينية موحدة
جامعة الأزهر بغزة تمنح درجة الماجستير في العلوم السياسية للباحث خالد جميل القطراوي

غزة (19/6/2014)- أوصت دراسة بحثية بضرورة استكمال خطوات إنهاء الانقسام والتوافق على رؤية فلسطينية موحدة تطالب بالحقوق الفلسطينية المشروعة عبر المنظمات الدولية وبذل الجهود المضاعفة للحصول على دعم الدول الرئيسية في النظام الدولي للقضية الفلسطينية، لمواجهة السياسات الإسرائيلية والكشف عن جرائم الاحتلال الإسرائيلي ووضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته في الدفع باستحقاقات الأمن والسلام الدوليين.
جاءت تلك الدراسة خلال مناقشة رسالة ماجستير في العلوم السياسية، للباحث خالد جميل عبد الوهاب القطراوي بعنوان، "التحولات في بنية النظام الدولي وأثرها على السياسة الإسرائيلية تجاه القضية الفلسطينية 1985-2010" في برنامج الدراسات العليا لجامعة الأزهر بغزة، والتي بموجبها منحت له درجة الماجستير من قبل لجنة المناقشة والحكم والتي تضم كل من الأستاذ الدكتور رياض العيلة مشرفاً ورئيساً، الدكتور فاروق دواس مشرفاً، الدكتور كمال الأسطل مناقشاً داخلياً، والدكتور أحمد حماد مناقشاً خارجياً.
وهدف الباحث في دراسته إلى التعرف على تطورات وسمات النظام الدولي وفهم التحولات في بنيته وكيفية تأثيره على السياسة الإسرائيلية اتجاه القضية الفلسطينية واستفادة إسرائيل من أحداث 11 سبتمبر في سياساتها اتجاه الفلسطينيين.
وتناول الباحث مشكلة الدراسة في الإجابة على السؤال الرئيس المتمثل بـ"هل أثرَّ التغير في بنية النظام الدولي على السياسة الإسرائيلية تجاه القضية الفلسطينية" والذي يتعلق بعنوان ومحتوى الدراسة وتقديم تحليل معمق للإجابة على أسئلة الدراسة الفرعية في أربعة فصول.
واستخدم الباحث في دراسته، منهج تحليل النظم، والمنهج الوصفي التحليلي، والمنهج التاريخي.
وأكد الباحث أن انتقال النظام الدولي من القطبية الثنائية إلى القطبية الأحادية بعد انتهاء الحرب الباردة أدى إلى تسوية العديد من القضايا الشائكة في أنحاء متفرقة من العالم دون إيجاد حلول للقضية الفلسطينية جراء الانحياز الدولي اتجاه السياسة الإسرائيلية العدوانية ضد الشعب الفلسطيني.
وشدد الباحث على أن السياسة الإسرائيلية اتجاه القضية الفلسطينية لم تتأثر بشكل جوهري في ظل تحولات النظام الدولي من ثنائي القطبية إلى أحادي القطبية. لافتاً إلى أن إسرائيل نجحت في استغلال الأحداث الدولية لخدمة أهدافها ومخططاتها بشأن عملية التسوية مع الفلسطينيين والموازاة بين حرب الإدارة الأمريكية على "الإرهاب" وحربها ضد الشعب الفلسطيني ومؤسساته الرسمية.
وأشارت الدراسة إلى التحولات في بنية النظام الدولي وأثره على السياسة الإسرائيلية تجاه القضية الفلسطينية في الفترة الممتدة من عام 1985 وحتى عام 2010 من خلال وصف وتحليل مفهوم النظام الدولي وتغيراته وانتقال القوة في العلاقات الدولية وعلاقات إسرائيل بأقطاب النظام الدولي الثنائي والأحادي القطبية، بالإضافة إلى مكانتها في النظام الدولي. كما وصفت الدراسة السياسة الإسرائيلية ومحدداتها وآلية اتخاذ القرار تجاه القضية الفلسطينية.
وخلصت الدراسة إلى أن إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية قد وظفتا الانقسام الفلسطيني في الضغط على المفاوض الفلسطيني لتقديم تنازلات كبيرة. مؤكدة أن السلام المتوازن في الشرق الأوسط لن يتحقق إلا بانسحاب إسرائيل من الأراضي الفلسطينية والعربية ونيل الفلسطينيين حقوقهم المشروعة في حق تقرير المصير وإقامة دولتهم المستقلة.
وتوصل الباحث إلى أن النظام الدولي قابل للتغيير وفقاً لموازين وعلاقات القوى في استناده على مفهوم الاعتمادية التبادلية في التعبير عن مصالح النخب والقوى السائدة اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً. مشيراً إلى أن التحولات الجوهرية في النظام الدولي بعد انتهاء الحرب الباردة كانت لصالح الولايات المتحدة الأمريكية مما عزز مكانة إسرائيل الإقليمية في مواجهة الدول العربية من بينهم الفلسطينيين.
واستنتج الباحث أن أحداث 11 سبتمبر/ أيلول 2001 والهيمنة الأمريكية في صياغة النظام العالمي الجديد أديا إلى حدوث تحولات خطيرة للغاية في المفاهيم الإستراتيجية للأمن القومي الأمريكي كإقرار مبدأ حق التدخل في شؤون الدول الداخلية بحجة الحرب على "الإرهاب" الاستباقية بل وحتى الوقائية، دفعت إسرائيل وبمساندة الإدارة الأمريكية لاختلاق مقاربة فحواها، أن الحرب على الفلسطينيين تقع في خانة مكافحة "الإرهاب"، لذا الولايات المتحدة الأمريكية تعتبر الحرب الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني دفاع عن النفس.
وأشار الباحث إلى أن العلاقة الأمريكية الإسرائيلية المتينة تعود أصولها الفكرية والفلسفية للمفاهيم المتضاربة للأيدلوجية الصهيونية ونظيرتها الأمريكية في نقطة الالتقاء في النشأة والتكوين من مجموعات استيطانية مهاجرة قامت على أساس مصادرة حقوق الشعوب في تقرير مصيرها.
وأثنت لجنة المناقشة والحكم للرسالة على الباحث على المجهود الذي بذله، وأشادت بمحتوى الرسالة وأوصت بوضعها في المكتبة بعد إجراء التعديلات الطفيفة عليها لتعميم الفائدة على كافة الباحثين في هذا الميدان.
وحضر المناقشة لفيف من الطلبة والمهتمين وزملاء الباحث.