ورد في كتاب الناقد مارون عبود وجهة نظر هامة لافتة نظرنا وهي:
اللغة كائن ينمو ويتكاثر , فكلما وجدت الأض خلقت الألفاظ,وصار العرب دولة بعد الفتح الإسلامي , فكانوا كالبوتقة للغات , فصهروها وطبعوها,
بطابعلغتهم الخاص , وأخذوا منها كل ما احتاجوا إليه, فاتسع نطاق لغتهم أيما اتساع.
ومن أهم أسباب النمو هي:
المجاز-الاشتقاق-الإبدال-النحت,القلب, التعريب, وهاك التفاصيل:
1- المجاز:أو التجوز وهو أوسع أبواب اللغة , فمنه تثري اللغة إلى مالا حد له,ومن شروطه وجود العلاقة بين المعنى والكلمة التي نقلت إليه, ويكون المجاز في المفرد والجملة.
2- الاشتقاق:هو من ميزات اللغة العربية وبه تتناسل إلى حد بعيد, فبنقلك اللفظة من صيغة إلى صيغة تنقلها منن معنى إلى معنى آخر, فتستغني غالبا بكلمة عن جملة كقولك:
استكتبت فلانا,أي طلبت إليه أن يكون كاتبا,الخ..
3-الإبدال: وهو إبدال حرف بحرف من لفظة فتكونان بمعنى واحد.
وللإبدال أثر كبير في اللغة تعثر عليه في أكثر كلماتها , إن لم نقل كلها, وإليك المثل :
أتلمس -أتلمص -أتلمز:أي أتخلص
لصق-لسق-لزق
البصاق-البزاق-البساق الخ..
4- القلب: وهو تقديم حرف او تأخيره في اللفظة بشرط ان لا تتبدل الحروف كقولك :
فطس-طفس
يتسكع-يتكسع
أوباش-أوشاب الخ..
5-ويقصد به الإيجاز -والإيجاز بغية العربي ومطلبه في كل شؤونه حتى اللغة:
لباسه وجيز
وأكله وجيز
وبيته وجيز
وهو أن تصاغ كلمة تدل على كلمات كقولهم : بسمل وكبّر
ويكون النحت بالفعل نحو:سمعل:قال السلام عليكم
وبالوصف: نحو صلدم للحافر الشديد من االصلد والصدم
والاسم: نحو جلمود من جلد وجمد
وبالنسبة نحو مرقي من سلال امرئ القيس
6- والتعريب:وهو نقل الكلمة الأعجمية على نهج العرب وأسلوبهم .
فالحاجة إلى التعريب ماسة دائما في كل مكان وزمان, وقد لجأ إليها العرب في كل أطوارهم ولم يأنفوا من الاتجاء إليها كما نأنف نحن اليوم.
وفي اللغة ألفاظ لا تعد كلها أعجمية معربة, وفي القرآن الكريم مائة كلمة منها.
كتاب أدب العرب -مارون عبود -ص 23