هل يكون الرئيس القادم لمصر شاعراً ؟
شاعر مصري يرشح نفسه للانتخابات الرئاسية في مصر والوكالة تنفرد بأول حوار معه
الثلثاء, 2010.04.06 (GMT)



- نحن معشر الأدباء و الشعراء لدينا ذاكرة حية و فعالة لا تقف عند حدود الممكن
- إنشاء مجلس للحكماء من الأدباء و المفكرين هو المعبر الحقيقي لمصر نحو المستقبل
- العامة ينظرون للشاعر على أنه يعيش ملكوتا آخر
وكالة أنباء الشعر/ القاهرة/ ولاء عبد الله
جاء إعلانه ليكون خبر الموسم ، وكيف أن شاعرا وأديبا عربيا خرج من عالمه الحالم ليعلن عن عزمه الترشح لانتخابات الرئاسة المصرية القادمة، ليترك العديد من علامات الاستفهام، في وقت تنشغل الساحة المصرية بفكرة من يكون الرئيس القادم لمصر.... انه الشاعر والأديب حسين راشد أحد الفنانين التشكيليين المصريين إضافة لكونه رئيس الاتحاد العربي للإعلام الالكتروني، والذي ساعده كونه مساعد رئيس حزب مصر الفتاة و أمين لجنة الإعلام أن يتجه إلى هذا الإعلان الهام ليترك علامة استفهام كبرى معلقة بالأذهان فهل يصبح شاعر رئيسا لمصر؟
وكالة أنباء الشعر العربي التقت حسين راشد في هذا الحوار الخاص..



-بداية إن ترشيح شاعر وأديب لانتخابات الرئاسة أمر في حد ذاته جديد لم نسمع به إطلاقاً في عالمنا العربي فما السبب في اتجاهك لذلك؟
قبل أن أجيب يجب أولاً أن أشكركم على هذه الروح المبدعة التي هي الأمل في إبداع فكر متجدد و نافع, ثم نأتي للجواب الذي يحمل هو الآخر سؤالاً معاكساً .. منذ متى و حكام العرب على مدى تاريخ العرب لم يكن لهم اهتمام بالأدب و الشعر وهو في الأساس "ديوان العرب" ؟!
فالشعراء و الأدباء خاصة هم شريحة الإبداع الإنساني طوال التاريخ, وهم الوقود الحيوي في إثراء الوجود بكل ما هو جديد و خاصة أنهم في بحثهم عن عوالم أخرى غير المعاشة كانت مدنهم مدنا فاضلة راسخة تحمي وجدان الشعوب و ترقى بذائقة العامة , و قد يكون سبب عزمي خوض انتخابات الرئاسة القادمة يعتمد في الأساس على كوني سياسياً مصرياً ومساعداً لرئيس حزب مصر الفتاة وأميناً عاماً للجنة الإعلام بالحزب , و أعتقد أني الوحيد في أحزاب المعارضة المصرية الذي يرأس لجنة إعلام وثقافة وبالفعل فاعل في الحقل الثقافي المصري على أرض الواقع , فأنا فنان تشكيلي أيضاً , ولي معارضي الكثيرة في ربوع مصر , و كذلك قاص و روائي , و لنا أن نتحدث بالفعل عن هذه الميول الأدبية في شتى مناحي الأدب و الفن الذي هو خط تواصل حقيقي لخدمة العامة ورسالتنا الحقيقية هي تنوير هذه العامة في شتى المناحي الفكرية والفنية.ولا ننسى أن في العصر الحديث رأينا رئيس الولايات المتحدة الأمريكيةشاعراً .



- ألا تعتقد انك ستواجه صعوبات بالغة التعقيد حتى من خلال الشعب الذي قد لا يكون على معرفة كاملة بك؟
لا شك أن هناك عقبات و صعوبات شتى . و لكن هل لأن أمامنا صعوبات و عقبات نقف ..ولا نكمل المشوار .. نحن معشر الأدباء و الشعراء لدينا ذاكرة حية و فعالة لا تقف عند حدود الممكن, وإن توقفت عند حدود الممكن فهذا معناه أنها فقدت ميزة الإبداع , و إن كنت أرى أن أمامنا وقت كافٍ لتعريف الشعب بي وببرنامجي و بفكري, وهذا يتطلب من جميع الشعراء و المثقفين أن يكونوا فاعلين في مثل هذه المهمة التي لن تكون صعبة فيما لو آمنوا بقضية الفكر والثقافة لخدمة السياسة .
- الشاعر والكاتب لديه رسالة أدبية يقدمها من خلال كلماته ... فهل اتجاهك لانتخابات من منطلق هذه الرسالة؟
لا شك أنه حينما يشعر المبدع أن الأدب و الفكر أصبحا مهددين في هذا العصر يتوجب أن يوجد له سلاح يستطيع من خلاله الحفاظ عليهما , و إن كان هذا هو الحل فليكن , نحن نعيش اليوم زمناً اختلط فيه الحابل بالنابل ولم يعد هناك قيمة فعلية للأدب و الشعر , و أصبح العامة ينظرون للشاعر على أنه يعيش ملكوتا آخر و لا يشعرون به و لا يستطيع هو بكلماته أن يحسن من أحوالهم , و أن الشعر والأدب أصبحا مجرد برواز قديم مهمل ليس له حائط , هذا بالإضافة إلى أن هناك الكثير من الموجات الأدبية التي لم تعد تعترف برسالة الأدب و أشاعوا عبارات " الأدب للأدب " و " الفن للفن" إهمالاً و نكراناً برسالة الأدب و الفن الحقيقي في منظومة الحياة .



- فكرة الترشح في حد ذاتها كيف جاءتك؟
ربما أكون قد أجبت عن هذا السؤال , و لكن أضيف علاوة على ما قد سبق أن الشعر و الأدب ليسا بمهنة و ليسا بغواية بل هما قاعدة أساسية يرتكز عليها الإنسان كي يستطيع الإبحار في بحر الحياة .. و لا شك أن المبدع له زاوية رؤية خاصة ينظر من خلالها للحياة , وعلاوة على ذلك فمسيرتي الحزبية والصحفية و قراءاتي التي لم تتوقف جعلتني ألم بهذا العلم" السياسة" و علينا نحن أن نؤمن بأنفسنا أولاً كي نستطيع إقناع العامة بنا , فإلى متى ينظر للمبدع على أنه يعيش عالم الخيال و متعلق بحبال الهواء ..وهو في الأساس غائص في عمق الحياة يبحث و ينقب في كيفية ترجيح كفة الذوق و الأخلاق و الفضيلة . فيما يبحث السياسي غير المستند على قاعدة أدبية عن الغاية والوسيلة , وتبرير الوسيلة من أجل الوصول للغاية.




- كيف ترى الواقع الثقافي المصري المعاصر؟
للأسف الواقع الثقافي العربي عامة واقع أليم ..كثر فيه الأدعياء و طمست من معالمه الأصالة و العراقة ..وغلبت فيه المصالح الشخصية بعيداً عن كلمة ثقافة، فلم أر مبدعاً أو مثقفاً على العموم يبحث عن أن تكون له بصمة فعليه في تاريخ الأدب المعاصر و حتى أنني في بعض لقاءاتي مع شعراء كبار و أدباء كذلك , سألتهم نفس السؤال " هل ترى أن هناك عملاً لك يمكنه أن يوضع في تاريخ الأدب العربي" و الإجابة بالطبع معروفة مسبقاً .. لأننا عشنا في عصر الاستهلاك و الكتابة من الكتابة , و بات الأدب في معظم الوسط الثقافي " سبوبة " و هيمنة من قطاع الطرق الأدبية . والحديث مؤلم في هذه المنطقة حقيقة.


- وكيف ترى المؤسسة الثقافية ؟
أرى أن المؤسسة الثقافية عاجزة تماماً عن إدراك معنى و مغزى الثقافة, وأن الشللية و المحسوبية التي تفشت في أروقتها أثرت سلباً على المشهد الثقافي الحقيقي , و أن الإدارات الثقافية بما فيها من موظفين و إداريين و عمل روتيني لا يرقى أن يتعامل مع مبدع.. و أن يتحكم هذا و ذاك في مَن مِن المفترض أنه حر و إن استسلم المبدع للروتين فقد فقدَ أساس إبداعه و هذا ما يحدث , و يكفي أن نشير إلى ما يتم طبعه من خلال هذه المؤسسة لنعلم مدى فشلها في تحديد هويتها الثقافية و معالمها التي من المفترض أن تتميز عن أخرياتها .و يجب أن يكون معها وقفة حقيقية من مجلس أدباء حقيقي غير محسوب على هذه المؤسسة.


- وما الذي تقدمه خلال برنامجك الانتخابي للنهوض بالثقافة في مصر؟
في برنامجي الانتخابي أكدت على دور الثقافة و الفكر , وهناك مجلس للحكماء وهو سيتكون من الأدباء و المفكرين الذين لهم بصمة حقيقية في عالم الفكر ولديهم الثقافة البناءة , هذا المجلس سيكون هو المعبر الحقيقي عن شكل مصر في المستقبل.


- كيف استقبل المحيطين بك في الوسط الثقافي خبر ترشحك ؟
هناك من تعامل بحماس , وهناك من تردد , و هناك من لا يصدق حتى الآن أنني أقدمت بالفعل على هذه الخطوة .


- وما هي رؤيتك لمؤتمر المثقفين الذي تتبناه وزارة الثقافة المصرية، وهل دعيت اليه؟
هذه المؤتمرات مؤتمرات شكلية لا نفع منها , و لا تشكل مصداقية حقيقية في نظر المبدع و المثقف الحقيقي, و الكل يعلم أنها شكليات لترتيب بعض الأوراق الأدبية و تسديد خانات البرامج التي توضع على الورق ويتم من خلالها تكريم بعض المنتفعين و تزويق شكل الوزارة و العاملين بها, و بالطبع لم أدع لها لأنني لست من الأبواق التي يمكنهم الاعتماد عليها في تجميل الصورة, و قد لا يعرفون من الأساس بوجودي لأنهم مشغولون في أنفسهم ولا وقت لهم للبحث عن المثقف و الأديب الحقيقي في هذا البلد العظيم .


-في النهاية هل أنت واثق من الفوز في الانتخابات؟
إذا كان الحاكم ذاته غير متأكد من فوزه فهل أستطيع أنا أن أجزم بمثل هذا؟؟
أتمنى أن يعطي الشعب المصري لنفسه فرصة التحقق من كل مرشح كي يعرف الفرق الجوهري بين من يتقدم حينها أستطيع أن أقول لك نعم ولا أظنها ثقة زائدة، لأني بالفعل أحمل مشروعاً و طنياً شبيها بمشروع عبد الناصر و قد أضفت له الطلبات المعاصرة ..و فتحت له أبواباً للمستقبل، ولا ننسى أن عبد الناصر قد تخرج من مدرسة فكر مصر الفتاة وكذلك السادات و حسين الشافعي و فتحي رضوان وكثير ممن أثروا الحياة السياسية نفعاً لمصر.
- شيء أخير تضيفه؟
أشكركم على هذه المساحة الكريمة ..و التي لو تركت نفس العنان لملأت الصفحات الالكترونية غير المحدودة عن مثل هذه الأحداث المؤلمة التي تعتصر وجداني خاصة في مجال الثقافة وما آلت إليه من ترهل و اضمحلال .
رابط الحوار

http://www.alapn.com/index.php