علم المصطلحات/محمد الشنقيطي
- إن أول العلوم ظهورا في الخلق هو علم المصطلح ويعد الله عز وجل مخرجه من عالم الغيب ومما استأثر به عنده إلى عالم الخلق والشهادة وتفضل بتعليمه لعباده دون غيرهم قال تعالى " أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء " .
فكل علم بعده كان سابقا عليه ، فلا تعرف الأمور إلا بأسمائها ولا تدرك إلا بأوصافها المحمولة في رسومها التي وسمها الله بها وأعطى لها الموافقة الإلاهية .
فعندما خلق سمى الأشياء إما بأوصافها " كالسماء " لما علا . وإما بأفعالها لقوله تعالى " إلا إبليس " فوسم بهذا الإسم لفعله .
ومما يدل على أهمية علم المصطلح وفهم الألفاظ ومدلولاتها قوله " علم آدم الأسماء كلها " فتعليمه السريع وفتحه الكبير على ادم في فهم مدلولات الاشياء هو لحاجة ادم لفهم المطلوب منه والغاية من وجوده ، ولو لم يرتكز ويتحقق هذا العلم في فهم ادم عليه السلام ويدرك في قرارت نفسه مدلولات الاشياء لما كان لقوله تعالى لادم " وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ." وقوله : " قُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ " فالعقوبة بالهبوط تقرير من الله عز وجل لادراك ادم لمدلول الفاظ النهي ومنعه من الشجرة . كما كان فعله عليه السلام مناسبة لتعليمه مصطلحات ذات مدلولات التوبة والرجاء " فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ " فالامر كله متعلق بالمصطلح .
وكلما كان ادراك المرء للمصطلحات وضبط اصولها كان له مزية الفهم والحكمة قال تعالى " ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ "

- والله اعلم كتبته انا الملقب نفسه بمحمد الشنقيطي غفر الله له


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي