ضرب الطويل المحذوف
من قلم غالب أحمد الغول
تشرين 1/2010
@@@@@@@@@@@@@@@@@
أخي الفاضل الأستاذ خشان , رعاه الله , أختي الفاضلة نادية بوغرارة رعاها الله
استجابة لرغبتكما معاً في تفسير ظاهرة ضرب الطويل المحذوف , إيقاعياَ , ومعالجة ذلك بالإنشاد الشعري ,على الرابطين أدناه
https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/nabr
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?62572
@@@@@@@@@@@@@@
السؤال السابع : من الأخت نادية بو غرارة
ليتك تفسر لي هذه الجملة لأنه استعصى عليّ فهمها :
تقول :
" لماذا وضع الخليل لكل ( فعولن ) لقباً يناسبها , ألم يكن ذلك لفائدة إنشادية ,
ألم يكن ذلك للعودة إلى أصول التفعيلة"
فهل هناك اختلاف في طريقة الإنشاد أو النبر أو اللفظ بين كل من:
( طويلا ) و( ثقيلا ) في البيت الأول وهو من المتقارب ،والثاني وهو من الطويل
هجرتَ أُمامة هجرا طويلا ..........وحمّلك النأي عبئا ثقيلا
هجرتَ أمانيـَّك هجرا طويلا ......وحمّلك الهجران حملا ثقيلا
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
يرد الأستاذ خشان رعاه الله بقوله:
أستاذتي الكريمة
أعجبتني الأسئلة وكنت آمل أن أتمكن من خلال إجابة أستاذنا عليها من فهم بعض ما فشلت في فهمه في الحوارات التي أشار إليها أستاذنا الكريم. ولم يسعفني ذهني بتصور أي فارق في الإنشاد بين (ثقيلا وطويلا) في نهاية شطري الطويل والمتقارب.
أما وقد اعتذر أستاذنا عن الإجابة فإني أتوجه له ولسواه ممن يجد فارقا بينهما أن يتكرم بشرحه لي مشكورا. فيما يلي رابط آمل أن يكون مفيدا
https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/nabr
يرعاك ويرعى أستاذنا الله.
@@@@@@@@@@@@@@@@
ثم يكمل حديثه الأستاذ خشان قائلاً :
لا شك لدي في إيمان أستاذي الغول بما يتبناه من تأثير النبر على طريقة الإنشاد وإكماله لعروض الخليل.
كما لا شك لدي في استعصاء ذلك على فهمي، وقد حفزني لكتابة هذا الموضوع أمران:
1- الأول سؤال وجهته الأستاذة الكريمة نادية بوغرارة لأستاذنا الكريم غالب الغول حول الفرق بين ذات الكلمتين في نهايتي بحري المتقارب والطويل
2- وجود برنامج يمثل الأثر الصوتي للإنشاد سواء من حيث الشدة أو المدة التي يستغرقها لفظ أي مقطع أو مجموعة مقاطع وقد سبق لي وشرحت ذلك البرنامج واستعماله على الرابط:
https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/wasp-1
ولما كان النبر أو الإيقاع أو الموسيقى يصعب تمثيلها بالكلمات فقد فكرت في اللجوء لذلك البرنامج لعله يفيدني في توضيح ذلك من جهة ويكون عونا لشرح الدراسات المتعلقة بالموضوع من جهة أخرى. وقد أخذت شطرين وحدت بينهما الألفاظ لأكبر قد ممكن وهما :
من المتقارب : وحمّلك الهجر عبئا ثقيلا
من الطويل : وحملك الهجران عبئا ثقيلا
ولم أستطع التمييز بين نهايتيهما اللتين تمثلان ( ثقيلا ) بل ( عبئا ثقيلا ) في الشطرين.
وتحضرني الآن أربعة احتمالات بصدد عدم تبيني فارقا في الإنشاد بينهما:
أ- أن يكون هناك فارق لم أتبينه
ب-أن لا يكون هناك فارق مع صحة إنشادي
جـ - أن لا يكون هناك فرق لخطإ في إنشادي
د- أن لا يكون هذا البرنامج صالحا لرصد النبر.
وأيا ما يكن الأمر فإني أعيد تقديم هذا البرنامج هدية للجميع وخاصة لأخي وأستاذي غالب الغول آملا أن يجده مفيدا ولعله يعينه على فتح استغلاق فهمي.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
الشرح: من قلم / غالب احمد الغول:
الشعر الموزون وزناً إيقاعياً سليماً من العيوب لا بدّ أن يتساوى في البيت الشعري:
شطري البيت ( صدراً وعجزاً ) بعدد الأسباب وعدد الأوتاد , وتبعاً لذلك تتساوى معه عدد الوحدات الإيقاعية , ( التفاعيل ) كما ظهرت على الدائرة من غير زحاف أو علل, وبهذا الشرط تتعادل الوحدات الإيقاعية ( التفاعيل ) بالكم الزمني والمقطعي لكل شطر دون أن يهمل المنشد منها شيئاً ,
وبهذا يكون عدد حروف الطويل التام يساوي:
( 24 حرفاً لكل شطر ) ويساوي معه ( 12 وحدة زمنية )من غير أن يحسب زمن النبر الشعري الموسيقي , وعدده ( 4 ) مواقع نبرية ل ( 4 ) تفاعيل , باعتبار أن كل حرف يساوي نصف وحدة زمنية موسيقية عند لفظها حقيقة , وتقدر كل وحدة موسيقية ب ( نصف ثانية قد تزيد أو تنقص ) وتـُحدد هذه الوحدة من خلال السرعة الموسيقية التي تتماشى مع الأصوات . أي أن السبب يساوي ضعف الحرف المتحرك , فإن كان زمن السبب يساوي ( 2 ) ثانية , فإن للحرف المتحرك من الزمن يساوي ( 1 ) وحدة زمنية .
ولذلك تنبه الأقدمون إلى تناسب الزمنين مع تناسب عدد الحروف ,
فالحرف المتحرك +الحرف الساكن وهو السبب = (2 ) حرف ويساوي (2 ) من الوحدات الزمنية .ولقد أشار الفارابي إلى الوتد بأنه يساوي ( 3 ) حروف , وبطبيعة الحال يلتزم زمنه ب ( 3 ) وحدات زمنية ) وقد أكد الفارابي عن هذا الرقم ( 3 ) بأنه يمثل الوتد المجموع أيضاً .
ثم تكلم الفارابي وغيره من الموسيقيين , عن تعريق الإيقاع ومفهومه الموسيقي .
انظر إلى الرابط أدناه لتعرف حقيقة الإيقاع ( بلغة الثبات والاتفاق في التعريف العلمي الموسيقي ) كما يفهمها علم الموسيقا , وليس كما يفهمها اللغويون , الذين اختلفوا في تعريفه .
http://arood.com/vb/showthread.php?p=34386
قلنا يجب أن ينشد البيت الشعري على أصله بأسبابه وأوتاده , وعندما يدخله الزحاف تيسيراً لحركة الشاعر ولغته واختيار كلماته . التي قد تنفر من تطابقها مع أصل التفعيلة , أجاز المنشد معالجة هذه الكلمات عند الإنشاد , ( بمط الحرف , أي زيادة مد حركة الفتحة زيادة لا تظهر عند الإنشاد ولا تؤثر بمعنى الكلمة , ولا يزيد مدتها عن ( نصف ثانية أو أقل ) باعتبار أن الفتحة رفيقة الألف , وأن الضمة أخت الواو , وأن الكسرة شقيقة الياء , ويسير المنشد بمعالجة الزحافات بما يراه مناسباً ( بالمد أو بالسكتة أو غيرها ) ليساير زمن التفعيلة ( مفاعيلن ) , أي أن (مفاعلن) المقبوضة , لا بد من مضاعفة زمن العين فيها , لكي تلحق بزمن أصلها , وإذا لم يتبع المنشد ذلك , فإنه يقف عن الإنشاد ولا يستطيع متابعة إنشاده إلا بمعالجة زمن التفاعيل المزاحفة ,
وعندما يصل إلى فعولن في ضرب الطويل , فقد عرفه الخليل أن ( فعولن ) محذوفة , أي أنها فقدت سبباً , ولذلك يجب تعويض الزمن الذي فقدته ( فعولن في الضرب ) لكي يتطابق زمنها مع زمن ( مفاعيلن ) دون نقص ) .أي أن المنشد ينشدها بمد أخر حرف من فعولنننن , لسلامة الإيقاع الشعري الموسيقي ,
ولولا ذلك لما فرض الخليل ألقابه في العروض , وما وضعها إلا لناحية إنشادية لكي يتنبه المنشد إلى أزمان التفاعيل . لكي لا يكون الشطر الأول أكثر زمناً من الشطر الثاني , ولا أكثر عدداً بالحرف .
حتى لو اتفق العروض والضرب بكلمة ( فعولن ) فيجب أن يكون الإنشاد لبحر الطويل على أساس الوحدات الإيقاعية وهي
(( فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن )
شكراً لكم إخواني والرجاء التخفيف من إرهاقي , لأن دسك الرقبة آلمني , ويؤلمني منذ أسبوع .
أخي الأستاذ خشان , وأختي نادية , لا أجبركما على تبني هذه الأفكار , ولولا إيماني بها إيماناً يقينياً لما قلتها , فالأمانة العلمية تجبرني على قول الحقيقة , مهما كانت النتائج .
(((طويلا )))) بلفظ عادي وبزمن لا يزيد على (3 ) وحدات زمنية موسيقية = (6 ) أحرف تخص بحر المتقارب المتقارب .
طويلاااااا ( زمنها الإيقاعي 4 وحدات زمنية ) لثمانية حروف . لأن النبر يأخذ زنة حرف واحد .( وهذه تسمى الجملة الموسيقية ) عند أهل الموسيقى .
ولا نحس بالإيقاع , إذا كنا نقرأ الشعر قراءة نثرية عادية .
جازاكم الله خيراً وإلى اللقاء .
أخوكم / غالب أحمد الغول