عندما يفشلون في تسويق الربيع العربي المنزوع الدسم بقلم وفاء الزاغة

قلمنا لا يعاتب الان من عمل بفكره وقنواته وادواته على تسويق هذا الفشل الذي كان واضحا لمن يملك القدرة على التحليل والتفكير بمنطق ويملك القدرة على قراءة الحدث من ارض الواقع وليس قراءة الحدث من خلال الشعارات والذكريات او من خلال اغاني خلي السلاح صاحي على اخيك العربي والمسلم والانساني اولا واخيرا
نعم فشلوا وكتب بعض الحكماء في هذا الوضع انما يبدو استخدام الكمامات الواقية للجوارح والوعي حجبت المنطق وحجبت الانسانية وحجبت بعض من رسائل السماء الدينية لان قانون السماء لا ينتظر ربيع وصيف وخريف وشتاء بل قانون يرى ما في القلوب ولا يعتمد على تسويق الصور والموديل والشعار لمن يعتبر ان البشر يعيشون اختبارات الصبر والنصر فكان ربيعهم هم الذي حتى 4 اشهر منذ بدايته وباكورة اعماله محطات فشل ومحطات خذلان ومحطات انهزام ومحطات انقضاض ومحطات كلام انا اليوم قلق وغدا اكثر قلقا كما تعود اوباما وكلينتون وغيرهم والدواء سهل لمن يقلق انت صنعت ربيعك القلق فتحمل قدرك الاكثر قلقا ....
قلمنا لا يعرف ربيع القلق والارق لان من صنعه عاش السراب الربيعي والان مصر النموذج الخامس للربيع الذي يعيش محطة الانقضاض على الاخضر واليابس ولا ينتظر حتى المنطق ولا ينتظر حتى التروي لان الهدف اصلا فاقد لشرعية اي ثورة في العالم فقيادة الثورة الربيعية مفقودة ومجهولة ... فقط الادوات تتحرك كل واحد يغني على ليلاه بلا برامج بلا اهداف بلا رؤى يتابع شعار واغنية واعداد بنيت بشكل عشوائي فانتجت عشوائية في تونس وليبيا واليمن والسودان واوضحها على الساحة العالمية مصر وما ادراك ما مصر لعبة الان بين يدي نادي الكبار وشعبها ضائع بين لونين وطيفين وقناتين ...
لقد كتبنا سابقا وضعوا ادواتهم المنزوعة الدسم وقالوا هذا غذاء الشعوب وغناء فهل الشعوب تعيش بالحليب المنزوع الدسم ام بكلمات اغنية تحصل على اقتصادها الذي هدر ونهب باسم الربيع المنزوع الدسم حتى من معالم الثورات وهل الشعوب تكسب اذا شتمت وتثقفت على ثقافة انا ومن بعدي الطوفان وهل الشعوب تحلم لتصل لمرحلة المدنية في العالم النامي الثالث الذي اصبح رابعا وخامسا في التفسخ الاجتماعي والاقتصادي والسياسي لان اوباما قلق من الثورات وعليها ... ومن قبله بوش الاستعراضي وادواتهم في سيرك الدمار الشامل ..
فعلا نجح الربيع العربي لدرجة ارتفاع الفشل اكثر في الدول النامية لتصبح في سبات والبيات الشتوي الخاص بمعنى ان يكون لك وطنا وان تكون عربيا وقوميا والاهم ان تصبح انسانيا ...
قبل 100 عام اضاعوا الوطن العربي وقدموا ثرواته لمن غنم وانتصر عليهم واليوم بربيعهم العربي ايضا اضاعوا الثروات الخاص بهذا الوطن وانتصروا فقط بشعار الثورة بلا ثروة شعار المفلس القلق .... ومن هذا الافلاس اهدار80 مليار على الاتجاه المعاكس وفق فيصل وقانونه الذي قبض عليه الالاف من الدنانير والراكض في شوارع الوطن العربي لم ينال حتى الدينار الذي يقيت يومه ويبقي اوداه... لان اوباما قلق ...
مصر عادت من جديد تتصدر الاحداث فمبارك لم يتركها الا من بعد ان افرغت خزائنها بطريقته الذكية فجاء الربيع العربي ليسلم الارض ومن عليها لقلق اوباما وادواته من خلال النزاع الراكض في الشوارع والزقاق
باسم الحزب الفلاني والعلاني ...ونفش اوباما هذه المرحلة بالاوكسجين لانه قلق وحرك هيلاري طائر المساء والصباح لتصدح بان شهريار العصر قلق ثم تغادر شهرزاد البيت الابيض ولا تكمل الحكاية ما دام ان الديك صاح وحجب الكلام عند شروق الشمس فلا منطق ان يباح عن الهدف الاصلي ... هكذا حرية امريكا قصص الف ليلة وليلة على بساط الريح العاجل لا تتحدث عن هدفها الاصيل الواضح فشل ربيعهم بدون العربي وهو الافضل لان الربيع المستورد دفع به على ارض عربية تتلون بها الفسيفساء المتنوعة كما هي امريكا ام الحلال لها والحرام عندنا ...اليس امريكا تتنوع بالعربي والمسلم والمسيحي والعلماني والبوذي واللاديني ... الخ ومن هنا الهدف يصبح واضح يا اهل القلق ... انتم اخترتم الانقضاض على الارض العربية بعد ان يتنازع من عليها بين بعضهم البعض ومن يريد من التأكد فليراقب وكالات الانباء التي تبث مباشرة من مصر المحروسة ,,, لان البث عن ليبيا واليمن والسودان وتونس وسوريا منقطع حسب ديك هيلاري ....
الكاتبة وفاء الزاغة