منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 13
  1. #1

    صباح الخير (273) معاناة الفكر والمفكرين 1

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    إنه موضوع ليس بجديد، لكنه يتجدد باستمرار أمام الزخم الإبداعي بلا قناة سليمة لتسويقه...
    يبدأ مشوار المبدع الحقيقي، من تهذيبه وتقويمه لتجربته، والتي تستهلك عمره وفكره ، وعلى حساب قناته المعاشية.
    ويتعرض في هذه المرحلة لسرقات شتى لأن اسمه غير معروف.
    وينطلق بعد هذا لقناة الانتشار فيرى من يسبقه إليها متسلقا، فيدخل عباب القنوات التعارفية كي يحجز مقعدا،منهم من يرفعه ، ومنهم من يضرب به الأرض...
    حتى يصبح له اسما معروفا بعد النقد المر...
    وهنا سيدخل عالما منوعا مختلفا مليئا بالمفاجآت ...والمنافسات، سوف تسأل من سيصفق لي الآن؟، هل من صفقت له فعلا؟
    سوف تطبع كتابك مثلا.. وقد تكون رسومه مرتفعة، وقد لا تحصل على جمهور من المشترين جيد...قد يكون في الكتاب عيوب لم تنتبه لها...
    وقد يحاول أحدهم سرقة أفكارك وأنت تناقشه في موضوع هام، فتغلق عليك فمك وتمضي في مشوار تكميم الأفكار...ومنعها من الخروج علنا...
    قد يحاول احدهم استمالتك لتقوم ببعض أعمال ظاهرها خدمة بسيطة وباطنها فهم ميكانكية عملك واقتباس أفكار ...
    قد يشرق لك كتاب دون علمك وتتذكر أنك لا تملك مالا كافيا لمواجهته قضائيا. وقد تجد ان الامر كله لا طائل منه وقد اعطى صورا زائفه من كتبك لبائعي الأرصفة..
    وقد تشتري من المكاتب التي من المفروض ان تسوق لك كتبك فترى نفسك زبونا لها بقوة وضحية لأسعارها المرتفعة...
    وقد تجد أخيرا أن المكسب الحقيقي للأفكار التجارية اللامعة والتي تتخطى المألوف لا لمن يملك اعمق وأكثرها قيمة...
    تترد في المضي او الرجوع...وتقف في مفترق طرق...
    ***********
    باختصار:
    المبدع هو الضحية الأولى والأخيرة في معظم الأعمال...فإن لم يترجم إبداعه ويتحول لعمل تجاري فسوف يمضي مضيا متواضعا ،وربما أفرج عنه في آخر المشوار.. فالتسويق يحتاج مرانا، طريق مزينة بالمكر فضلا عن أمور أخرى صاحبها أدرى بها...
    لن ننفي مرور من هو أهل لذلك لكن الشروط التجارية حاضرة هنا دوما..
    لقد اشتكى الدكتور " نبيل المحيش" من ظلم دور النشر في السعودية.[1]
    لكنه أمر عام لا تشجع الدار إلا من يحقق أرابحا عالية للجمهور، مقولة " الجمهور عاوز كدة" حقيقية...
    ترتكز عملية النشر على أربعة اركان: المبدع الناشر ، المسوق والقارئ.[2]
    إن دور النشر تحتكر نصف المردود صراحة، وهذه أول خطوة في الظلم ،فضلا عن الموزع الذي يقتسم المردود كذلك، هذا فضلا عن القارئ غير النشيط الذي يكسر مجداف الإبداع ويثبطه من التوالد.
    يقول الاستاذ غسان: أن للتوزيع آلية منهجية نفتقدها في عالمنا، ونقول أن كل ما حولنا يفتقد للمنهجية، فالدار التي تحترم نفسها مثلا: تتواصل مع الكاتب سنويا لتعطيه تقريرا عن الجرد السنوي دون أن يطلبه، لكنها تحوله لمتسول ربحه، وهو المبدع الذي يجب أن يحترم أولا ويشجع على الاستمرار ، خاصة لو كان أمر الطابعة ماديا تكفل به وحده كما بات حاليا...وهذا يجعله سيد الأمر لا عبده...وضيع دار النشر بمحطة تحصيل حاصل أمام اسمها التجاري فقط..
    وأما الازمات التي تعصف في البلاد العربية الآن ، بات أمر الإبداع مخنوقا جدا وكأن العالم يحاول قتل العقول وكسر الاقلام...[3]
    يقول الأستاذ هيثم القباني حول ذلك:
    إن الأزمات الاقتصاديّة التي تُعاني منها دول الربيع العربي وارتفاع أسعار الكتب أدّى إلى عزوف القرّاء عن شراء الكتب على مدار ثلاث سنوات؛ ما يزيد من تفاقم الأزمة بين الكاتب والمؤلف والناشر.
    ما دفع إلى ظهور قطاع جديد وكبير من القرّاء لم يكن موجودًا.
    وإن معظم دور النشر بها لجنة أو جهاز منوط بتقييم الأعمال التي تُعرض عليهم وفقًا لمعايير معيّنة ترتئيها هي ووفقًا لرسالتها التي تودّ توصيلها للجماهير.
    يقول الاستاذ مسعد شعير: إن المشكلة التي تواجه الكتاب في العالم العربي هي ضعف الدعم الذي توليه الدول العربيّة للكتاب على عكس ما توليه من اهتمام كبير بالسينما والمسرح والفنون الأخرى، لافتًا إلى أن الكتاب يأتي في ذيل القائمة؛ الأمر الذي يضع الناشر والمؤلف في مأزق حقيقي.
    حتى الكاتب الالكتروني والذي من المفروض ان يروج للكتب الورقية، تراه يدفعها للوراء أمامه.. وقد قالها الأستاذ هيثم القباني: انتشار الكتاب الإلكتروني الأمر الذي قلل الإقبال على الكتاب الورقي إلى جانب ظاهرة "قرصنة الكتب" وسرقة حقوق الناشر والمؤلف.
    نعم فالكتب المجانية المتاحة على معظمها لم يؤخذ إذن صاحبها في النشر...فابتلعت سوقه وبخست بضاعته.. بينما في الغرب فإن تلك الحقوق مصانة بقوانين صارمة، ولو اشتكى أحدهم لأخذ حقه بطريقة ما...كمنا تقرأ وترى وتسمع من خلال منتدياتهم الثقافية.
    وللعلم بات سرقة حقوق دور النشر منتشرة أيضا كما سمعنا من عدة دور للنشر في سوريا، فماذا بقي من عالم الإبداع؟.
    وأخيرا وليس آخرا فشروط البدع في عصر الانحطاط العربي الإسلامي: يتسم ب:
    1- أهمية ارتفاع الوفرة المادية للمبدع.
    2- سعيه الفردي في تسويق عمله داخلا وخارجا.
    3- محاولته ترجمة أعماله للغات الغربية وتحولها لكتب تباع في المواقع الغربية.
    4- محاولته عدم توقيف فكره الولاد بمعوقات قد تقتل أداته وفكره.
    كم من المبدعين يمتلكون هذه الإمكانيات؟، ضمن تلك الظروف الحارقة القاتلة؟.
    والحديث يطول...لكنها تبقى علامات دامية في طريق الإبداع.
    فلم لا نقوم بشراكة صادقة بين المبدع والناشر مثلا: كما يقول مؤسس دار مدبولي في مصر:
    إن تقاسم التكاليف بين الناشر والمؤلف فكرة مشروعة جدًا، وتستمدّ مشروعيتها من كون عملية النشر ذات وجهين، "وجه إنتاجي ووجه خدمي".
    ويعرّف مدبولي الوجه الانتاجي بأنه يعني تمويل الدار لكتاب أو فكرة كتاب، أما الخدمي فهو قيام الدار بتحويل المادة التحريريّة للكاتب إلى كتاب موجود في الأسواق.[4]
    فهل هذا أوقف هذا الأمر في الواقع استغلال المبدع حقا؟. نتساءل.
    وللموضوع بقية.
    وكل عام وانتم بألف خير
    *****
    الخميس 2-10-2014


    [1] المصدر: اليوم : المؤلف ضحية لدور النشر.. و الإنترنت أثر سلبا على الكتاب


    [2] راجع ملف غسان الحبال وحمله من هذا الرابط: عنوان المقال: دور النشر يتبادلون الاتهامات والكتاب هو الضحية.
    https://www.google.com/url?sa=t&rct=...76477589,d.cGU


    [3] قالها الأستاذ " هيثم القباني: ولفتوا إلى أن الأزمات الاقتصاديّة التي تُعاني منها دول الربيع العربي وارتفاع أسعار الكتب أدّى إلى عزوف القرّاء عن شراء الكتب على مدار ثلاث سنوات؛ ما يزيد من تفاقم الأزمة بين الكاتب والمؤلف والناشر.
    راجع الرابط للمزيد:
    جريدة الراية - الكتاب الورقي ضحية الصراع ما بين المؤلف والناشر


    [4] من مقال الأستاذ هيثم القباني: الكتاب الورقي ضحية الصراع ما بين المؤلف والناشر
    جريدة الراية - الكتاب الورقي ضحية الصراع ما بين المؤلف والناشر
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  2. #2
    حتى الأفكار تسرق..الله يعينا على ها الزمان................

  3. #3
    العالم العربى كبير...

    فلماذا لا يشترك المبدعون فى إنشاء شركة مساهمة للنشر ، و يكون ثمن السهم فى امكانية الجميع ، فمن له مال اكثر يشترى اسهم اكثر ، و يشرف على الشركة خبير قانونى ، ويوضع رأس المال فى بنك ولا يتم الصرف منه على نشر انتاج أدبى أو علمى إلا بموافقة لجنة من المفكرين و المبدعين لها معايير للجودة و الإبداع؟

  4. #4
    قبور المثقفين العرب في اليوم السابع

    القدس: 28-8-2014 ناقشت ندوة اليوم السابع الثقافية المقدسية كتاب"قبور المثقفين العرب" للدكتور عبد الستار قاسم، ويقع الكتاب الصادر في نابلس عام 2006 في 145 صفحة من الحجم الكبير.

    ومما قاله عبدالله دعيس

    إن نظرة خاطفة لحال الأمة العربية اليوم ولدور المثقفين فيها، يجعلنا نقول:

    ليت المثقفين ناموا في قبورهم وتركوا الأمة تحاول النهوض، لكان من الممكن أن يظهر من أبنائها من يقودها إلى العزة والكرامة والسؤدد. ولكن الحقيقة أن كثيرا من المثقفين تحولوا إلى معاول هدم ينبشون في خاصرة الأمة حتى أصبحت في ذيل الأمم.

    تحدث المثقفون عن الحرية كثيرا، وعندما نهض الناس ليتنفسوا نسيم الحرية، تنكروا لها، وانضووا تحت راية أعدائها، فكانوا عونا للحكام وأداة للغرب لبسط نفوذه وتحقيق مصالحه دون أن يرفع سلاحا أو يسيّر جيوشا.

    تحدث المثقفون عن التقدم والازدهار، فكانوا سدّا في وجهه عندما تعلقوا بذيول الغرب وتخلوا عن تاريخ أمة زاهر.

    تحدث المثقفون العرب عن التعصب الديني، وحاربوه، ثم أصبحوا أكثر الناس عصبية لأفكار غريبة عن الأمة وتاريخها. خلقوا لأنفسهم دينا جديدا أسموه العلمانية، أو ما شاؤوا من الأسماء، فكان الركن الأول من أركان هذا الدين الجديد هو اقصاء الآخرين.

    جبن المثقفون فما قاموا لإنكار منكر ولا لإحقاق حق. وركن بعضهم إلى سلاطين يعلمون قطعا ضعفهم وخيانتهم وخذلانهم لأمتهم من أجل متاع دنيوي زائل. وأتقن كثير منهم فن التملق والنفاق والكذب، فخرجوا علينا في وسائل الإعلام يكذبون ويكذبون ثم يصدقون أكاذيبهم.

    وآخرون يئسوا من الإصلاح لما رأوا صولة الباطل، فانزووا في أقبيتهم يلعنون الظلام ولا يضيئون للحق شمعة. ومنهم من اختار الهرب والعيش بعيدا عن أمة تتنكر لكل من يحاول أن يبث الروح في أوصالها الخامدة، فهاجروا إلى بلاد يستطيعون أن يتنفسوا فيها شيئا من الحرية الزائفة.

    وآخرون أتقنوا فن الكلام لكنهم لم ينسجوا بالأفعال سربالا، فكان كلامهم مخدرا لأبناء الأمة، موهما الآخرين أن هناك من يقوم بالمهمة.

    وكثير من المثقفين رموا أنفسهم في أحضان الغرب، مقلدين دون إعمال عقل، وتخلوا وترفعوا عن أبناء أمتهم، فسقطوا، وكانوا سوطا في أيدي الغرب يضرب به كل حلم للأمة بالنهوض.

    ومن المثقفين من انغلق على فكرة وتعصب لها حتى لم ير غيرها؛ جمد في ماض بعيد عن تحديات الحاضر، أو انغلق على فكرة لفظها أهلها ومبدعوها.

    لقد هرع كثير من المثقفين إلى المأدبة الأمريكية يلتهمون علفها، فاستسلموا للإرادة الأمريكية وداروا في فلكها، ونصّبوا أمريكا إلها من دون الله، فأصبحت أمريكا في نظرهم كأنها تدير الكون، وأصبحت غايتهم أن يكسبوا ودّ أو شفقة أمريكا، ولو على حساب أبناء أمتهم، وأصبحت قرارات وإرادة أمريكا كأنها قدر يجب أن نستسلم له. فمن رفع عصا العصيان في وجه الطغيان تصنفه أمريكا إرهابيا وكذلك يقول عبادها من المثقفين ثم يبررون لحكامهم القمع والاستبداد. أما الواقعية فهي تلك التي يمكن أن ترضى بها أمريكا ومن قبلها "إسرائيل" وما عدا ذلك فهو ضرب من الخيال وتطرف في نظرهم.

    ليت هؤلاء المثقفين يغيبون في قبورهم ويتركون الأمة تصنع مجدها من جديد بعيدا عن خنوعهم وانحرافهم.

    ثلة من الحكام الضعفاء يحكمون أمة مترامية الأطراف، وهل يحكم الضعيف قويا؟ ما حكمها أولئك إلا لأنها أمة ضعيفة مترددة مهزوزة مهزومة.

    لكن حركة التاريخ تقول أن أصحاب القبور لا يخرجون منها بل يفنون ويغيبون عن الوجود، أما النائم فلا بد أن يستيقظ، والغافل لا بد أن ينتبه، والحق لا بد يوما أن يسود. لقد بدأت الحركة تدبّ في أوصال العالم العربي، وكسر حاجز الخوف بين الناس وبين الحكام الخونة، وانفضحت عورة المتآمرين والمتخاذلين، وبدأ ربيع الأمة يزهر. يقاوم الباطل زهرها ويريد له أن يذبل، ويكشر عن أنيابه ويحاول أن يئد الحق، لكن دروس الطبيعة تقول لنا أن الزهرة ستتحول إلى ثمرة، وأن الطفل إذا تعثر بعد خطواته الأولى فلا بد لساقه أن تشتد ويبدأ بالعَدْو، فربيع الأمة قادم بإذن الله، رغم الانتكاس ورغم ما يبدو من انتفاخ للباطل.

    وبكلمات الدكتور عبد الستار قاسم:عندما تخرج الأمور عن سيرها التاريخي العقلاني وتتحول إلى ظلم واستعباد، فإنه من المتوقع أن يأخذ الوعي دورته ليتحول إلى وعي عملي يقلب الطاولة على رؤوس الظالمين."

    إن انتصار المقاومة الفلسطينية على آلة البطش الصهيونية وصمودها أمام العدوان، ليبعث روح الأمل في هذه الأمة، وهنا يصبح واجب المثقفين أن يخرجوا من عزلتهم وأن يقفوا في وجه الطغيان، ويقولوا كلمة الحق لا يخشون لومة لائم، فهذا العدو الغاشم بجيشه الجرار وعتاده وعدته، لم يستطع أن يفل حديد المقاومة الذي بنته بإمكانيات ضعيفة، فأنى لأولئك الضعاف الذين نصبوا أنفسهم علينا حكاما أن يسرقوا فجر أمة قررت أن تنهض من سباتها!


    وقال عماد الزغل:

    يطرق الدكتور عبد الستار قاسم في كتابه " قبور المثقفين العرب" مسألة قديمة جديدة، هي جدلية العلاقة بين السياسي والمثقف، وضياع النخبة من المثقفين العرب الذين يعول عليهم النهوض بأمتهم نحو المجد والكرامة والتخلص من التبعية السياسية للغرب، حيث يقعون فريسة لأمراض نفسية واجتماعية كالجبن وضعف الشخصية والانعزال والنفاق والتزلف وبيع المبادئ إلى العشائرية والقبلية والفهم الخاطئ للدين والتطرف وغيرها.

    لقد كان السياسي قديما هو المثقف، فلم يكن هناك فصام بين السياسة والثقافة، وكان رأس الهرم السياسي للسلطة مثقفا عالما، فشهد تاريخ العرب والمسلمين شخصية عبد الملك بن مروان والمأمون وغيرهما حيث كان المثقف والسياسي وجهان لعملة واحدة، وكان في الأندلس لسان الدين بن الخطيب يلقب بذي الوزارتين؛ وزارة السياسة ووزارة الأدب، مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم: "تفقهوا قبل أن تسودوا."

    ولم يحدث هذا الفصام النكد في شخصية السياسي المثقف أو المثقف السياسي إلا بعد أن انتزع العسكر رأس الهرم السلطوي في العالم العربي، والعسكري ضحل الثقافة باطش اليد، يحاول أن يعوض عن ضعف الثقافة ببطش الاستخبارات وقوة العسكر، بل أن بعض العسكر حاول أن يرتدي ثوب المثقف ففشل فشلا ذريعا، وما القذافي عنكم ببعيد.

    ومعظم الأنظمة الشمولية في العالم كان يرأسها السياسي غير المثقف، وكان يطيح بالمثقفين والعلماء الذين يخالفون سياسته نفيا أو سجنا أو قتلا أو تشريدا، فبطش ستالين بتروتسكي، قضى صدام حسين على كل خصومه من العلماء والمثقفين، ومثله نظام حافظ الأسد وغيره.

    وقد أعاد الربيع العربي اليوم السيادة للمثقف، وعاد المثقف ليرأس الهرم السياسي في تونس مثلا حيث أصبح المنصف المرزوقي العالم والمحاضر والباحث رئيسا للسلطة السياسية في تونس، وأصبح محمد مرسي عميد كلية العوم رئيسا لمصر لولا أن بطش به العسكر.

    أما عبد الستار قاسم فهو مثال للمثقف الذي يتحدى الساسة، ويقف لهم بالمرصاد ويعري خيانتهم وفسادهم، فهم مثال للمثقف النخبوي الذي يتصدى للسياسة مثله مثل الكثيرين من المثقفين الذين وقفوا الموقف نفسه في العالم العربي؛ فغابوا وراء الشمس وأكلت الزنازين أجسادهم، ولولا لطف الله به لأصبح قتيلا بيد الغدر والجهل والعصبية المقيتة.

    إن كتاب الدكتور عبد الستار قاسم الذي أظن أنه قد طبع قبل الربيع العربي، يحتاج إلى إعادة نظر في أحوال المثقفين العرب، فالمثقف العربي قد قاد وبكل نجاح ثورة مجيدة على النظام العربي العفن، وفي هذه الجولة استطاع العسكر وبدعم من أمريكا أن يعودوا إلى السلطة ولا سيما في مصر واليمن؛ لأن المثقف التنويري لن تصب سيادته في مصلحتها.

    لقد وقف الدكتور عبد الستار محللا وضع المثقفين الإسلاميين وصنفهم إلى أكثر من صنف واختار لهم من قبور الكهنوتية والسطحية والسلفية ما شاء، وكأنه يريد القول إن المثقف الإسلامي لا بد له أن يكون عمليا واقعيا وسطيا معتدلا، ولكنه لم يخبرنا كيف تكون مواجهته أمام النظام، فإذا كان لا يمكن له أن يخوض التجربة الديمقراطية، لأنها ليست أخلاقية كما يقول الدكتور وليس له أن يستخدم العنف، فكيف له أن يصل إلى السلطة؟

    ألقاه في اليم مكتوفا وقال له إياك إياك أن تبتلّ بالماء

    إن المثقفين العرب لا بد أن يكون لكل واحد منهم قبر قد دفن نفسه فيه، ولكن في النهاية لقد أثبت الواقع العربي الجديد أن المثقف يحرك الشارع والجماهير ويقود الناس إذا أراد.

    إن أمريكا تحذر دائما من الزعيم المثقف ولا تحبه في العالم العربي، ولذلك اختارت أن تكون قيادة الأردن بعد الملك حسين للملك عبد الله بن الحسين وليس للأمير حسن، لأنه يعتبر نموذجا للسياسي العربي المثقف الذي يتخذ قراره بناء على رؤيته وثقافته العربية والقومية والإنسانية.

    إن خلاصة دور ما ينبغي أن يكون عليه المثقف هو الأمانة التي أوجزها قوله تعالى: "وإذ أخذنا ميثاق الذن أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه."

    وجرى نقاش مطول شارك فيه عدد من الحضور منهم: ابراهيم جوهر، جميل السلحوت، ديمة السمان، رفعت زيتون، سوسن عابدين الحشيم، رشا السرميطي، ماجدة صبحي، طارق السيد، وماجد الماني.

  5. #5
    وجهة نر رائعة دكتور تحتاج تبويب ومدراسة ونتيجة.بوركت

  6. #6
    حتى الأفكار تسرق..الله يعينا على ها الزمان...........
    نعم عزيزتي ومااُكثرهم.
    العالم العربى كبير...

    فلماذا لا يشترك المبدعون فى إنشاء شركة مساهمة للنشر ، و يكون ثمن السهم فى امكانية الجميع ، فمن له مال اكثر يشترى اسهم اكثر ، و يشرف على الشركة خبير قانونى ، ويوضع رأس المال فى بنك ولا يتم الصرف منه على نشر انتاج أدبى أو علمى إلا بموافقة لجنة من المفكرين و المبدعين لها معايير للجودة و الإبداع؟
    نعم دكتور لقد اتيت بفكرة إبداعية مسجلة,ونحن معك فاحشد جمهورك.
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  7. #7
    شكرا اخي ناجي لإضافتك الهامة.
    مع التحية.
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  8. #8
    عندما نتحدث عن المختلسين والسارقين واللصوص , فتحدث ولا حرج , فهم عن يمينك وعن شمالك , وحتى الدكتور الناقد قد يتحدث عن السرقة وهو من أكبرهم , ولم يأخذ الدكتوراة إلا بعد أن نهب عشرات الأفكار من غيره .
    شكراً لك أديبتنا ريمه على هذا الموضوع القيم , وبارك الله بك .

  9. #9
    المعانة المستمرة بين الإبداع والتمويل

    بدون أي شك أنها معضله ومستمرة

    افتقار البيئات لحاضنات تحتوي المبدعين وستثمرهم

    القضية ليست تجارية ولكن أستفادة من الطاقات والمبدعين تحديدا

    ومع هذا اقول المبدع يعمل ويجب أن يعمل بكل طاقاته الممكنة ولا يلزم أن تكون تجارية

    فقد يرزق المبدع بصدق نيته وبركة جهدة وأخلاصة من حيث لا يحتسب

    سلمتِ لنا دوما

  10. #10
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غالب الغول مشاهدة المشاركة
    عندما نتحدث عن المختلسين والسارقين واللصوص , فتحدث ولا حرج , فهم عن يمينك وعن شمالك , وحتى الدكتور الناقد قد يتحدث عن السرقة وهو من أكبرهم , ولم يأخذ الدكتوراة إلا بعد أن نهب عشرات الأفكار من غيره .
    شكراً لك أديبتنا ريمه على هذا الموضوع القيم , وبارك الله بك .
    تماما ولك الف شكر للاهتمام والرد.
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. صباح الخير (328)الفكر الضنين
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى سلسلة صباح الخير(للأديبة ريمه الخاني)
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 03-31-2018, 05:28 PM
  2. صباح الخير (281)معاناة الفكر والمفكرين 3
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى سلسلة صباح الخير(للأديبة ريمه الخاني)
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 03-14-2017, 03:24 AM
  3. صباح الخير (274) معاناة الفكر والمفكرين 2
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى سلسلة صباح الخير(للأديبة ريمه الخاني)
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 11-13-2014, 07:50 AM
  4. صباح الخير (251) مرارة الفكر
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى سلسلة صباح الخير(للأديبة ريمه الخاني)
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 12-12-2013, 07:39 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •