بسم الله الرحمن الرحيم
هذه نماذج من شعري الاجتماعي الناقد نُشرت في دواويني المطبوعة ومعظمها منشور في صحف ومجلات وعلى مواقع الكترونية لكنني حاولت أن أجمعها في هذه الباقة ليتجول القارئ في أعطافها ونواحيها ولتحفظ أيضا في أرشيفكم الكريم
================================================== =======================================
انقطاع الكهرباء
شعر ماجد الراوي نقلا عن صحيفة الفرات ,ومن ديوانه المطبوع ( الوشاح)
الكهرباء بحارتي مقطوعة = فكأنني بعباءة ملفوفُ
قد خانني نظري فعندي في الدجى = العنز بغل والمهاة خروفُ
إغماض عيني في الظلام وفتحها = سيان إنـي بالدجى محفوفُ
وقصدت مدخل غرفتي فأضعته = فأنا الى شباكها مجروف
جاري هوى وسط الظلام بحفرة = فمضى يخور ولونه مخطوفُ
ومشى يسب الكهرباء وحالها = والشتم همهمة هنا وحروفُ
نطح الجدار صديقنا لما مشى = فبكى له سقف وأنّ رصيفُ
قصد الطبيب مسائلاً فأجابه = متمزق في عنقك الغضروفُ
هجم اللصوص على دياري خلسة = فحسبت أنهمو عليّ ضيوفُ
فضممتهم وأردت تحضير العشا = فسرقت لم يترك لدي رغيفُ
ياشركة للكهربا ماذا جرى ؟ = وعلى سؤالي الفذ لست أضيفُ
================================================== ======================================
FONT="Arial"][/FONT]
إذا ماجاء زَيْدٌ ثم عمرو = كِلا الإثْنَينِ أثْقَلُ مِنْ حَديْدِ
[ شَبِيهُ الشَّيءِ مُنْجَذِبٌ إليهِ ]=فَما أحْلى البَلِيْدَ مَعَ البَليدِ(1)
تَلاقى البارِدانِ بِيَومِ صَيْفٍ = فَحانَتْ هَجْمَةُ البَرْدِ الشَّديدِ
وصارَ الماءُ مِنْ ذا البَرْدِ صَلْباً = وعاشَ النّاسُ في العَصْرِ الجَليدي
من ديوانه المطبوع ( طيوف ساحرة)
================================================== =======================================
الضفدع والحمامة
حَكى ضِفْدَعٌ لي بِصَوتِ الذَّلِيْلْ = وقالَ اسْتَمِعْ قِصَّتي يا صَديْقْ
كرهت النقيق ورمت البديل = بإتْقانَ صَوتِ الحَمامِ الرَّقيْقْ
فلَمْ أسْتَطِعْ أنْ أُجيْدَ الهَديْلْ = ولكِنَّني قدْ نَسِيْتُ النَّقيْقْ
وهاأنذا كُلُّ وَقْتي عَويْلْ = فَقَدْتُ الرَّجاءَ وضاعَ الطَّريْقْ
من ديوان ( طيوف ساحرة )
================================================== =========================================
;309620]خبّاز حارتنا
خبّازَ حارتنا يا خيرَ خبَّازِ = يا من عِنادُكَ أعْيى داؤهُ الرازي
أمام فُرنِكَ تلقى النّاسَ دائخةً = كأنَّها النملُ لما رُشَّ ( بالكازِ
هاجوا ونادوا بصوتٍ شابَهُ شَجَنٌ = كأنَّما وقْعُهُ عَزْفٌ من ( الجازِ )
خبزي كَخُبزِكَ يا خبّازُ تَخْبِزُهُ = خبزتَ خُبْزَكَ فاخْبِزْ بعضَ أخبازي
من ديوان ( الوشاح ) المطبوع
[/QUOTE]
================================================== =======================================
;309621]بدين
يا صاحبي مالي أراكَ مُرَبَّعاً = الطولُ منهُ مُشابهٌ للعَرْضِ
وإذا ضربنا عرضَهُ في طولِهِ = يَنسَدُّ ما بين السما والأرضِ
فإذا رأيتُكَ نائماً أو قاعداً = أو قائماً أو في الفيافي تمضي
فبأيِّ حالٍ لستَ غَيْرَ مُرَبَّعٍ = ولنفسِ شكلٍ في النتيجةِ تُفْضي
من ديوان ( الوشاح )
[/QUOTE]
================================================== =======================================
بائع خضراوات
أحد أصدقائي كان يكتب الشعر فهجره وذهب يبيع خضراوات فقلت له مازحا
غزا الاسواق في بدء النهار = فعمرو بائع خضرا وشار
وعاف قصائد الاشعار جنبا = وبدّلها بفجل أو خيار
أصبت الحق يامحظوظ فاهنأ = حذار بان تحن لها حذار
أرى الاشعار يصحبها افتقار = وبيع الفجل يأتي بالنضار
من ديوان ( طيوف ساحرة ) المطبوع
================================================== =======================================
الصياد والسمكة
العين جاحظة تبدو بلا حركه= و الوجه منكمش يرنو الى الشبكه
هذا الموظف يعلو حوله صخب = لكن جوارحه بالصيد منهمكه
أتى المواطن يمشي و هو يرصده= يقول : يا ليتها تأتي هنا السمكه
مس المواطن فخاً كان ينصبه = فصاده شبك في حنكة حبكه
فراح يرفس في الأشراك مرتبكاً = ذعراً و قد غمرت صياده البركه
وعاف أجيابه مقلوبة وهنا = راح الموظف يمشي مشية الديكه
كأنه ثعلب قد صاد فرخ قطا = أو قطة لقطت في ظلمة ودكه
مواهب الناس في الدنيا منوعة= و الله أعطاه في صيد الورى ملكه
من بؤس هذا و ذا كانت سعادته = فالناس في صنعها يا صاح مشتركه
ماجد الراوي نقلا عن صحيفة الفرات السورية
[/QUOTE]
================================================== ========================================
اختلاف العقول
شعر ماجد الراوي
سألت الثعالب في الكون من = جميع البرايا بحسن فتن ؟؟
فقالت ظباء البوادي اللطاف = سحرن الجميع بقد حسن
أتى فرس النهر يسعى وقال = رأيت الغزال ثقيل البدن !!
فان تطلبوا الحسن في الكائنات = فرمز الجمال أخي الكركدن !!
أرى الله أضعف بعض العقول = وميز بعضا بحسن الفطن
فبعض يفكر في ما يقول = وبعض لديه الحماقات فن
وبعض غباوته لاتزول = وبعض تخف بمر الزمن
عقول البرايا عليها دليل = وما لعقول الورى من وطن
من ديوانه ( شموس القوافي ) ونقلا عن منتديات الساخر
================================================== ========================================
من الشعر الاجتماعي الناقد
اعترافات مدير دائرة
شعر ماجد الراوي من ديوانه ( شموس القوافي ) ونقلا عن مجلة ( منارة الفرات )
أنا ياصحابي أي شخص راق = وأناقتي تطغى على أخلاقي
وربطت في عنقي المبارك ربطة = هي زينة لروابط الأعناق
إني أفصل كل يوم بردة = حيكت حريرا من يدي للساق
وإذا شممتم بعض عطر ملابسي = فاحت عليكم نفحة الدراق
لكنّ قبعتي ب ( روما ) صممت = تهدى وليس تباع في الأسواق
أما طعامي فالغدا لحم القطا = وعلى العشا أسقى حليب نياق
جودي يبارك راتبي أنا دائما = أعطي الأجير ليشتري بالباقي
كم غادة حسناء حين لقيتها = طلبت تواقيعي على الأوراق
كم من وجيه حين أبصر طلعتي = أمسى يهرول مسرعا لعناقي
أنا قد أطلت الفخر عذرا منكمو = ونسجت تشبيهي وراء طباقي
والآن أسمع حول داري ضجة = ماذا؟؟ وشتما زاد في إقلاقي
من ذا يخبئني ؟ أما من منجد ؟ = من ذا يخلصني أما من واق ؟
فلربما بعض الذين سرقتهم = والبائسون يحاولون لحاقي
جاؤوا اليّ فإن خرجت إليهمو = هجموا عليّ وأمسكوا بخناقي
قدموا إليّ فإن طلعت عليهمو = لاقيت فورا ضربة ( المسلاق )
المسلا ق : كلمة فصيحة وهو حبل مطاط يربط برأس عصا تضرب به الدابة
================================================== =======================================
ومن أخطاء الأطباء البيطريين أنقل هذه الحادثة من ديواني المطبوع ( الوشاح )
الثور والطبيب البيطري
كان مع الشاعر في الوحدة الإرشادية الزراعية طبيب بيطري غير متمكن من عمله ، عالج أحد الأثوار في القريةفأخطا في العلاج فنطحه الثور فانقلب وكاد يموت فوصف الحادثة بهذه القصيدة
نَطَحَ الثُّورُ طبيباً ورَفَسْ = فغدا الدكتورُ مَقْطوعَ النَّفَسْ( )
قالَ : جاؤوني وجسْمي مُنْهكٌ = بطبيبٍ يَحْسَبُ الجَحْشَ فَرَسْ
كنتُ أشكو من صُداعٍ عابرٍ = وبأُذنيَّ طنينٌ كالجَرَسْ
جَرَّ أُذْني وحَباني إبرَةً = صِحْتُ حتّى حَزَّ بلعومي المَرَسْ
نحوَ خَلْفٍ صِرتُ أمشي دائخاً = زاغَتْ العَينانُ والرأسُ انعكَسْ
ياأهالي الحي أضناني الأسى = غَضَبٌ ثارَ بصدري واحْتَبَسْ
كمْ خَروفٍ ذي زُكامٍ جاءَهُ = حينَ أعطاهُ دواءً ما عَطَسْ( )
كمْ دُوَيكٍ مُدْنَفٍ عالَجَهُ = جَرَّهُ الكنّاسُ صُبحاً إذْ كَنَسْ
كمْ حِصانٍ جاءَ يشكو جَرَباً = ماتَ مَغدوراً وحرفاً ما نَبَسْ
ذا طبيبٌ هو ثورٌ مِثلُنا = غيرَ أنّا جُهَّلٌ وهوَ دَرَسْ
ما عطس : أي مات .
ماجد الراوي من ديوانه المطبوع ( الوشاح )
================================================== ======================================
قصة سيارة قديمة
شعر ماجد الراوي
نقلا عن مجلة منارة الفرات السورية وديوان طيوف ساحرة
اشترى صديق الشاعر سيارة قديمة جدا دولابها أعوج ونوافذها مكسرة وأجزاؤها مهترئة وأخذ يتدرب بها على قيادة السيارات ودعا الشاعر أن يرافقه لنزهة بها فرفض ذلك خوفا من أن يقع له مكروه وكتب هذه القصيدة
سَيّارَةٌ لِصَديقي راحَ يَركَبُها= قَدْ اشتراها ببعض من دنانير
إنْ شَغَّلُوها بِدَفْعٍ وَسْطَ حارَتِنا= سَمِعْتَ ضَوضاءها في أرض "كِشميرِ"
جاءَت وزَمُّورُها العالي يُرافِقُها= يَعوي كَنَفْخَةِ إسْرافيلَ في الصُّورِ
تَعْلُو وتَهبِطُ لا تُلْوى أعِنَّتُها= ولا يُقالُ لها في مَفرَقٍ دُوري
باتَتْ مَكابِحُها لا تَسْتَجيبُ لها= وُقُوفُها عندما تَرتَدُّ بالسُّورِ
كُلُّ العَجائِزِ ماتَتْ وهيَ باقيةٌ= مِنْ عَهْدِ إسْكَندَرٍ أو عَهدِ آشُورِ
أبوابُها مِنْ بلادِ الصِّينِ مِقْوَدُها= للهنْدِ نِسْبَتُهُ دُولابُها كُوري
تَمشي إذا طَلَبَ الإسْراعَ صاحِبُها= مَشيَ السَّلاحِفِ في مُستَنْقَعِ القيرِ
إنْ قالَ سيري يساراً مانَعَتْ يَدَهُ= وأسْرَعَتْ ليَمينٍ دُونَ تَفكيرِ
صَوتُ المُحَرِّكِ يَحكي عندَ مَقْدَمِها= بَلهاءَ غَنَّتْ على إيقاعِ " طُنبُورِ "
كُلُّ الدَّواليب في أنْحائِها انْفَجَرَتْ= تَمشي على الشَّوكِ أو صَفِّ المَساميرِ
كمْ مَرَّةٍ حَرَنَتْ لَيلاً بِصاحِبِها= والبَردُ يَلْسَعُهُ لَسْعَ الدَّبابيرِ
وكمْ حَشاها بِرُكابٍ وأرْجَعَهُمْ= مُكَسَّرينَ كَتَكسيرِ القَواريرِ
وقالَ يَوماً صَديقي هلْ تُرافِقُنا= لِنُزَّهَةٍ حيثُ رَوضاتِ الأزاهيرِ
فقُلتُ أخشى إذا لَبَّيتُ تأخُذُنا= لِحَرفِ وادٍ مَداهُ غَيرُ مَنظُورِ
حتَّى إذا انْحَدَرَتْ مِنْ مَتنِهِ وهَوَتْ= رَحَلْتُ للخُلْدِ صَوْبَ الأعْيُنِ الحُورِ
================================================== =====================================
مكالمة شديدة الازعاج
يتخذ بعض الأشخاص من الهاتف وسيلة للتسلية وإضاعة الوقت و ( أبو عبيد ) الذي تصفه هذه القصيدة كلما شعر بالفراغ أو الملل اتصل بصديق له وجاد عليه بأقاصيصه التي لاتنتهي دون أن يقدر ظرف الشخص المقابل
ماجد الراوي نقلا عن صحيفة الفرات
إن رَنَّمَتْ في اللَّيلِ نَغْمَةُ هاتفٍ = وأبو عُبيدٍ راحَ يهذي ساعَهْ
فالحلُّ عندي أن أُحَطِّمَ هاتفي = وألملم الأسلاك والسِمَّاعَهْ
فكأنَّه يَخشى التَكَلُّمَ يَنتهي = أو بَعْدَ هاتفِهِ تقومُ الساعَهْ
فيطيلُ في سَرْدِ الحديثِ تَشوُّقاً = ويَظُنُّ عندي للهُراءِ مناعه
أأبا عُبيدٍ يا عزيزُ رَويْتَ لي = بالخَطْفِ خَلْفاً قِصةً ببراعَهْ
ولقد أطَرْتَ النَّومَ من عَيْني ولمْ = أرْقُدْ كأنّي مُبصِرٌ فَزَّاعَهْ
أفرَغْتَ قاموسَ الصِّحاحِ بمسمعي = ما عادَ عندي باللُّغاتِ قَناعَهْ
أحبَبْتُ إنسانَ الكُهوفِ لأنَّهُ = عَبْرَ الإشارةِ يشتكي أوْجاعَهْ
وكَرِهْتُ أصحابَ المَجازِ وإنْ سَمَوا = لمُجاشِعٍ أو سُلْسِلُوا لقُضاعَهْ
ان كان قولك فضة فالصمت من = ذهب فأخف الفضة اللماعه
أأبا عُبَيدٍ مِنكَ جاءَتْ صرخَةٌ = كادتْ تُمَزِّقُ مَسْمَعي والقاعَهْ
سأفُكُّ أُذني أبتغي إصلاحَها = أو أشتري أُذُناً تكونُ صِناعَهْ
صَنَعوا الهواتِفَ كي تُلَبيَ حاجَةً = لا كي نُرَكِّبَ وَسْطَهُنَّ إذاعَهْ
================================================== =======================================
تكريم بطريق على المنصة
من الظواهر الأدبية اللافتة في عصرنا أن يجتمع بعض مدعي الأدب في قاعة ويقرروا تكريم أحدهم لانجازاته الفذة في عالم الأدب ثم يقف المتحدثون أمام المكرم ليعدوا مناقبه فقد فاز بجائزة كذا الأدبية وأصبح مديرا لنادي كذا الأدبي ونال وسام كذا , تقرأ مايكتب فتجده أقل من العادي بكثير وماهو بالصقر المحلق في سماء الابداع بقدر ماهو كالبطريق قصير الجناح والساق يمشي ببطء على مدرج الأدب فماذا يجري تماما ؟ وكيف حصل ذلك ؟ التقينا بالبطريق المكرم خارج القاعة وحاورناه عن الموضوع من خلال هذه القصيدة
ماجد الراوي من ديوانه المطبوع ( الوشاح )
أرى جناحَيْكَ يا بَطريقُ قد ضَمَرا = وقد ظهرتَ بساقٍ لا تكاد تُرى
بطنٌ يكادُ يـمُسُّ الأرض تحمله = رجلانِ تشتكيان الضعف والقِصَرا
فكيفَ أصبحتَ ممشوقاً كما زَعموا = وبالجناحَيْنِ هذينِ ارتَقَيتَ ذُرى
قد كَرَّموكَ بهذا اليومِ تكرِمَةً = قامتْ وما قَعَدَتْ من ذكْرِها الشُعَرا
عَدُّوا مناقِبَكَ الغَرَّاءَ قاطِبةً = فقيلَ : فذٌّ تفوقُ البَدْوَ والحَضَرا
وقيلَ عُنْقُكَ ممدودٌ وخّصْرُكَ مَح = بوكٌ وَوَجهُكَ حَقَّاً يُشْبهُ القَمرا
الصَدرُ منكَ ضياءُ الصُبحِ حينَ بدا = والظَهرُ منكَ سوادُ اللّيلِ حينَ سَرى
قالوا شبيهٌ بطفلٍ في تمايلِهِ = قالوا يُحاكي انسيابَ النّهرِ يومَ جَرى
قالوا : فريدٌ وقالوا عَقْلَهُ جَبَلٌ = قالوا جميلٌ وقالوا يَسْحَرُ الحَجرا
كيفَ استَطَعتَ اجتذابَ العالمينَ متى = صِرْتَ السبوقَ وكُلُّ العالمين وَرا ؟
قالَ : التَعَجُّبُ حقَّاً من تَعَجُّبكُمْ = أما ترونَ زماني حَيَّرَ الفِكَرا
إنّي اشتريتُ بأموالي نفوسَهُمُ = وكم مثيلي ثناء بالنقود شرى
من قال ساقي استطالتْ والجناحُ غدا = جناحَ صَقْرٍ ومِثلي يرتقي الشَجَرا ؟
أأنتَ تَحسَبُ أنّي مثلما زَعموا = أنا اشتَرَيتُ بمالي هذه الأُجَرا
================================================== ======================================
البحترى وكوكبة الساذجين
قرأت أبياتا من شعر البحتري( أبي عبادة ) الشاعر العباسي المشهور أمام أناسٍ يجهلون التراكيب الجزلة والبلاغة في اللغة العربية وبينما كنت أقرأ الأبيات لاحظت انشغالهم وعدم التجاوب مع الشعر فقلت
قَرأتُ قَصِيْدَةً لأبي عُبادَهْ = أجادَ بها وامْعَنَ في الإجادَهْ
على قَوْمٍ مِنَ الأقْوامِ أمست = عُقُولُهُمُ بِها التَّقْصيْرُ عادَهْ
فَرُحْتُ أُعِيدُها كي يَفْهَمُوها = فَلَمْ يُجْدِ التَّمَهُّلُ والإعادَهْ
فهذا فاتح ثغرا وهذا = بِعَيْنَيْهِ علاماتُ البَلادَهْ
وهذا نائِمٌ مِنْ عَهدِ نُوحٍ = تَوَسَّدَ كِرْشَهُ العالي وِسادَهْ
وصوت شخيره إذ راح يعلو = يحاكي الطَّرْقَ في سُوقِ الحِدادَهْ
لهُ عَقلٌ بِهِ نَقْصٌ كَبيرٌ = ولكِنْ بَطْنُهُ فيها زِيادَهْ
وإمّا فَزَّ مِنْ نَومٍ عَمِيقٍ = حَسِبْتَ البَغْلَ عَضَّتْهُ قَرادَهْ
ظَلَلْتُ أمامَهُمْ أقْرأ وأبْكي = وكُنْتُ أظُنُّ تَغْمرُني السَّعادَهْ
بَكَيْتُ على الجَحاجِحِ مِنْ مَعَدٍّ = وقَدْ كانُوا لأهْلِ الذَّوْقِ سادَهْ
أأصلح مااقام الدهر فيهم= وما ألفوه من قبل الولاده
ألاياصاحبي الداري أفدني = مثيلك ترتجى منه الإفاده
من ديوان ( طيوف ساحرة ) المطبوع
================================================== ================================================== ================================================== =======