تأشيرة وإشارة
إلى اغتراب الشنفرى
هـل ذ ُقـــتِ يا أمّي ؟
مرارة َأن يـبـيعَ الأبن ُخاتم َزوجـِه ِ
وبقـيــّة َ الذكــّرى هـدايا عــرسه ِِ
(ونــُقـوط َ) حُـــبٍّ بالرَّفاهِ وبالبَـنـينْ
حتى النبالَ وقوسَـه ُ!
ورفوفَ مَكـتبةٍ حروفُ عـُيونِها
لـَهمتْ وعـينيه ِقـناديل َالسّنينْ
ويَدسُّ للبقــّال ِآخـرَمُعجم ٍ
عـنوانه ُ.. قـَبضُ الهــوا
بـِفـــَم ِ الصّدى.. للجائعينْ
يبتاعُ فــي وثـَـن ِاللـُغى تأشيرة ً.. لمُسافـــر ٍ
أحلامُهُ قـَبلَ الجـَّواز ِتـَغـَرَّبتْ
تـَركتْ له أكوام َماغـنـّى ورتــَّـلَ رافعًا
صورًاعلى جـدران ِدهـر ٍ
طالما كانوا.. لأمس ٍمُنـْزَلين !
يرمي عِـظامًا من قـلادتـهِ
وينسى ربّما لغة ً تـذكــّره ُبـأنْ
في الأرض ِمَـنأى للكريم عـن الأذى
وبها لمَـن خافَ الـقِـلى وطـنٌ وديـنْ !
يستظهرُ الحِـبـرَ العتيقَ بكأسِه
ونـَـشيدَ طفـل ٍلايزالُ بـصفـّهِ
عـاشَ الوطن ْ
عـا شَ الوطنْ
فـتـرابهُ وَسِع َالسنا بل َكـلــَّها
مـا آدَه ُ إرْواؤها
رقــَصتْ سواسية ً
حَصادُ نشيدها للأ جمعـينْ
***********
يبكي على أطلال ِأسوار ٍ
تــُـزلـزلــُها قـصائدُ شاعـر ٍ
وعـواء ُأمعاء ٍ يكادُ أنينـُها
أن يَـثـقـبَ الجـدرانَ يا أمـَّاهُ في
حـُلــُم ِالرَّحيلْ
فـذاكرة ُالفـتى صارت رمادًا
يحرقُ الأوراقَ ..
والأوثانَ في إرثٍِ ثـقــيلْ
ودموعه ُصارت رغـيفـًا
يَهجـرُ العينَ الــّـتي قـــرأتْ ملاحِــمَ خــيلهِ
وتـَضوَّرتْ سَغـَبًا
معَ الفانوس ِمـن أكل الفـَـتيلْ
ومَضى الـفتى مُـتأبـِّطـًا وطنـًا
يـَضِـنُّ بـتــَركهِ
أسرى به
خلفَ الحـدودِ بحُــلمهِ
حتـّى ولو
استـَفََّ تــُربَ الأرض ِفي جــَنــَباتهِ
يبقى الوطنْ
مُـتربعًا ..في صَهوة ِالمُهـر ِالأصيلْ !
وأكادُ تـَسبيحَ الـذي
يَسري بليل ٍ حاملا ً
وطنًا بغـطش ٍ
راغبًا.. أو راهبًا
فالجّوع ُياأمّاهُ مِقـبـرة ُالصَّهيلْ !
***********
يبكي على كلّ ِالخرائط ِوالرسوم ِ ..
وما تكسّرَ من تخوم ٍ
والزغاريد ِالتي حـُرقــَتْ
مراكبُها الأميـنة ُوالسّـفـيـنْ !
فالزيتُ من خلفٍ
ومن قـدّامهِ
أين المـفـرّ ُبــِقاعـهِ المهـزوم ِ..؟
والزيت ُ المُراقُ..
يزحلـقُ العمرَ القصيرَ لغـربة ٍ
وشِراعـه ُراس ٍ
على وحـل ِالسّنينْ
أين المطايا ؟
حُـمّت الحاجاتُ ياأمّي ْ
وراحلــتي هَـجـيـنْ !
**********
إنـّي كرهـتُ الـزّيتَ من خمسينَ عامًا
(والصهاريج َ) الــّـتي
نـُفـخـَتْ بـنِسغ ٍأزرق ٍ
فـَـتـقَ الـوتـيـنْ
بـَطرًا تــُمـِـنّ ُ بضخـِّهِ
فنطافــُها خيرُ اللــّواقح ِ..
أ ُخـرجت للنــّاس ِزُلـفى
ماتيسـّرَ لليسار ولليمينْ
وأنا ( كسيزيفَ) ....
المُعلـّق ِ في حجارةِ قـريتي
وبحـَبـْـلها السّـرِّي في عُـنقي ْ
وفي قـلبي ْ
ومن خـلفيْ
وقـد ّاميْ
أدَحـرجـُها تـُـدحـرجُـني
أيا أمّيْ كـفى
أين المـفـرُّ ألا تـَريـنْ ؟
*********
في لحظةٍ سرق َ الفتى إغـفاءة ً
ثــَقـبَ الحـدودَ بدمـعةٍ
وعـيونـُه في حُـلمِها تــَتسلـلُ
صَرخ َالخـفـيرُ: أتهـْربـيـنْ ؟
هَمَسَت له :
إنـّـي إلى قوم ٍسواكمْ
أمْــيـَـلُ
أهـلونَ لي من دونـِكمْ
لن يسألوا
عن مذهـبي أو مـَن أبي
لن يقـتـلـوا !
حـتىّ ولوغنيتُ شعري للرَّغـيف ِ..
وللهـوا
غـَـنـّوا معي لرَغـيفهمْ
والكلُّ يُشبـِعهُ الغـناءُ الأجـمـلُ !
لا ضيـرَ يا أمّيْ فـَهـُمْ
بـثـلاثِ آذان ٍوقـلب ٍ
يسمعـونَ الصّامـتـينْ
يا أمّي مالك ِ ضرسك ِالمشغولُ دومًا تطـلبـيـنْ ؟
قـومي انـــّزعـي ماتـدّّعـيـنَ مُلاءة ً
لـتـُحرري أذنـًا
عساكِ لمرَّةٍ قــد تسمعــينْ
حسن ابراهيم سمعون 2006