الحيــــــــــــــــــــــــــ ــاء ..

قال صلى الله عليه وسلم: ((الحياء كله خير ))

وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر الناس حياءً وأعظمهم اتصافاً بهذا الخلق الرفيع، فعن أبي

سعيد الخدري رضي الله عنه قال (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياءً من العذراء في

خدرها) متفق عليه

وكان صلى الله عليه وسلم يستحي من الخالق سبحانه وتعالى ومن الخلق

أما حياؤه من الخالق جلّ وعلا فهو أكمل الحياء،ومنه قوله صلى الله عليه وسلم لموسى عليه السلام

ليلة المعراج لما طلب منه مرة بعد مرة أن يرجع إلى ربه فيسأله التخفيف من الصلوات قال:

( استحييت من ربي) رواه البخاري

وأما حياؤه من الناس فأدلته كثيرة منها ما روته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، (أن امرأة سألت

النبي صلى الله عليه وسلم عن غسلها من المحيض، فأمرها كيف تغتسل، قال خذي فرصة من مسك

فتطهري، بها قالت كيف أتطهر؟ قال تطهري بها قالت كيف؟ قال سبحان الله! تطهري، و استحيا

وأعرض عنها، فجذبتْها عائشة رضي الله عنها وقالت تتبعي بها أثر الدم) متفق عليه. فانظر كيف حمله

الحياء على الإعراض عن التفصيل في هذا الأمر، حتى تولته أم المؤمنين، لتعلقه بأمور النساء

الخاصة

ومن الأدلة على حيائه كذلك ما رواه الشيخان عن أنس رضي الله عنه في قصة زواج النبي صلى الله

عليه وسلم بزينب بنت جحش ، فبعد أن أكل الصحابة تفرقوا، وبقي ثلاثة منهم في البيت يتحدثون،

والنبي صلى الله عليه وسلم يريد خروجهم، قال أنس رضي الله عنه : ( وكان النبي صلى الله عليه

وسلم شديد الحياء. وفي رواية، جعل النبي صلى الله عليه وسلم يستحي منهم أن يقول لهم شيئاً ) وهذا

الحديث من أعظم الأدلة على شدة حيائه صلى الله عليه وسلم. فقد حمله الحياء على عدم مواجهة

أصحابه بشأن خروجهم، حتى تولى الله تعالى بيان ذلك، إعظاماً لحق نبيه صلى الله عليه وسلم، قال

تعالى: {يَا أَيُّهَا الذينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاَّ أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا

دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ

لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ} [الأحزاب:53

*************************

وكذلك كانوا صحابته مقتدين به في كل أمورهم...فهذا عثمان بن عفان رضي الله عنه..

كان حيّيا، كأنه العذراء في خدرها من شدة حيائه. فقد كان إذا اغتسل يغتسل جالساً لئلا يكشف

شيء منه مع أنه في بيت مغلق عليه...

وقول النبي صلى الله عليه وسلم في عثمان رضي الله عنه ((ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة))

((صحيح مسلم)) وهذا أيضاً دليل على اتصاف الملائكة بهذه الصفة..

وكذلك يُذكِّر النبي صلى الله عليه وسلم الأمةَ بمناقبه فيقولنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي(وَأَصْدَقُهُمْ حَيَاءً عُثْمَانُ )) ((أحمد

والترمذي وابن ماجه))

******************************

وإن تعجب فعجب أمر فاطمة رضي الله عنها التي حملها الحياء على أن تقول لأسماء

بنت أبي بكر : يا أسماء إني قد استقبحت ما يُصنع بالنساء ؛ أنه يُطرح على المرأة الثوب فيصفها .

فقالت أسماء : يا بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أريكِ شيئاً رأيته بأرض الحبشة؟ فدعت

بجرائد رطبة فحنتها ثم طرحت عليها ثوباً ، فقالت فاطمة رضي الله عنها : ما أحسن هذا وأجمله ،

يُعرف به الرجل من المرأة ، فإذا أنا مت فاغسليني أنت وعلي ولا تدخلي علي أحداً . فلما توفيت جاءت

عائشة تدخل فقالت أسماء : لا تدخلي . فشكت لأبي بكر فقالت : إن هذه الخثعمية تحول بيني وبين ابنة

رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد جعلت لها مثل هودج العروس ! فجاء أبو بكر فوقف على الباب

وقال : يا أسماء ما حملك على أن منعت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يدخلن على ابنته ، وجعلت

لها مثل هودج العروس ؟ فقالت : أمرتني أن لا أدخل عليها أحداً وأريتها هذا الذي صنعت وهي حية

فأمرتني أن أصنع ذلك لها . فقال أبو بكر : فاصنعي ما أمرتك . ثم انصرف ، وغسلها علي وأسماء

رضي الله عنهما . ((سنن البيهقي : 4/34))

جمعته من عدة مصادر..
********
أخواتي الغاليات...

وينبغي أن نعلم أنه ليس من الحياء أن يسكت الإنسان على الباطل ، ليس منه أن تُعَطل شعيرة الأمر

بالمعروف والنهي عن المنكر ، فهذا جبن وخور وضعف ، وليس من الحياء في شيء ، وليس من

الحياء الإخلال ببعض الحقوق ، وغير ذلك مما هو معروف في العادة .

ولذا مما تنزه الله عنه الاستحياء من الحق مع أنه موصوف بالحياء كما سيأتي ، قال تعالى :{ إِنَّ اللَّهَ

لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا } ((سورة البقرة ، الآية :26)) وقال النبي صلى الله

عليه وسلم نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي( إن الله لا يستحيي من الحق)) ((سنن الترمذي))

وليس من الحياء أن يمتنع الإنسان من السؤال عن أمور دينه ، فالحياء يبعث على الخير ولا يصد عنه .

ولذا مدحت عائشة رضي الله عنها نساء الأنصار بقولها :" رحم الله نساء الأنصار ، لم يمنعهن الحياء

أن يتفقهن في الدين ". ((صحيح مسلم))

منقول بتصرف..

************

أخواتي الغاليات..

إن مادفعني لكتابة هذا الموضوع هو كثرة الأسئلة في الأسرية والتي ليست من الدين..

وتخرج كثيييييييراً عن الحياء...والله ياأخوات لاأستطيع ذكرها كمثال...من شدة خروجها عن الحياء..

فأنتبهي أخية ولتقتدي بفاطمة رضي الله عنها..

وإذا كنت مقبلة على زواج....وتراودك الكثير من الأسئلة...

فإذا كانت أسئلة في الدين وفي الفقه والطهارة.......فأبحثي عنها في كتب الفقه..

إن لم تجديها بإمكانك طرح سؤالك لذوي العلم دون خجل..

أما إن كانت أسئلة في الحياة الزوجية...فلاتستعجلي أخية..

وليس أفضل من أن تحتفطي بحياؤك و تكتشفي أسرار الزواج وكنوزه بنفسك...
*************
منقول من عدة مصادر