منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1

    هل سنترك العسكر يحملون الأمة إلى"القرافة"؟!!

    هل سنترك العسكر يحملون الأمة إلى"القرافة"؟!!

    ليس اليأس من طبيعة المسلم،ولكن ليس من الحكمة أيضا تجاهل أوضاع أمة ينخر فيها الفساد،ويستشري من عقود .. التفاؤل في مثل هذه الأوضاع،يصفه"بيجوفيتش"بأنه "مثير للسخرية"،ونحن هنا نتحدث عن"الأسباب"التي يتخذها البشر،لا عن المعجزات التي هي بيد خالق هذا الكون سبحانه وتعالى.
    إن أشد ما يزيد حلكة ليل اليأس،أن يرى الإنسان "أمة"تبكي طغاتها،بغض النظر عن الاسماء. إن مجرد أن يضع "مسلم"صورة "طاغية"في "معرفه" – في أية وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي – ويتباكى عليه،يجعل غمامة من اليأس تغشى أشد الناس تفاؤلا!
    تصورا "مسلما"يضع صورة"الحجاج"ويتباكى عليه،ويترحم على أيامه ؟!!
    إن فاعل ذلك الأمر فاقد لكل أمل في أمته .. بل وفاقد للأمل في نفسه.
    بعد طامة البكاء على"الطغاة"يأتي غياب "حرية الرأي"،لقد كانت المحاولة الانقلابية الفاشلة التي حصلت في تركيا،محكا،بين غياب "حرية الرأي"لدى معظمنا ...
    لقد أسفتُ .. ودعوت الله أن يفشل ذلك الانقلاب ... بل وسهرت متبعا له – على غير العادة – ولكن ليس من حقي أن أصادر وجهة نظر شخص آخر يتمنى نجاح ذلك الانقلاب .. بل ومن حقه أن يدعو الله أن ينجح ذلك الانقلاب.
    الشيء الذي أقف ضده هو"الكذب"الذي مارسته بعض وسائل الإعلام العربية،والذي وصل حد "الفجور"أحيانا،مثل قول إحدى القنوات أن طائرة الرئيس "الطيب أردوغان"تطلب الإذن بالهبوط في ألمانيا!! هي قنوات"بائسة"تظن أنها تستطيع أن تؤثر في الشعب التركي،وهو لا يعلم بوجودها أصلا،فضلا عن متابعتها .. تكذب على من إذا؟!!
    ونقطة أخيرة في باب حرية الرأي،عجبت أن "يغرد"الدكتور محمد مختار الشنقيطي – عبر حسابه في"تويتر" – بأن إجراء قناة "العربية" لقاء مع "عبد الله غولن"استفزاز لتركيا!!
    الحقيقة أنني تمنيتُ لو أن قناة"الجزيرة" – والتي غظت المحاولة الانقلابية الفاشلة ،تغطية رائعة – أجرت حورا مع " غولن"إن من يصدر بحقه"حكم"قضائي ،من حقه أن يدافع عن نفسه،فكيف بمن لم يصدر بحقه ذلك الحكم!

    العسكر .. العسكر .. العسكر

    نستطيع تكرار اسم"العسكر"إلى ما لا نهاية .. فقد اصطلت الأمة بنارهم .. "العسكر"فئة تعاني،في كثير من الأحيان،من "إذلال" الرتبة العسكرية، الأعلى،للرتبة العسكرية الأدنى .. وفي هذا المعالة سيكون"المواطن"الذي لا يحمل رتبة أصلا .. هو المصب النهائي .. للإذلال!
    حين نجيل النظر في خارطة عالمنا العربي،سنجد "العسكر"يطرزون مشهده .. وعبر دول عربية كبيرة و مؤثرة .. ففي سوريا،جرى الانقلاب الأول في المنطقة،والذي قام به "المشير" حسني الزعيم – في 30 مارس سنة 1949، قبل أن يطيح به انقلاب آخر في 14 أغسطس من العام نفسه!! - والذي دشن مسلسل الانقلابات العسكرية .. وصولا إلى قيام الفريق أول طيار"حافظ الأسد" – سنة 1970 - بانقلابه،والذي أطلق عليه اسم"حركة تصحيحية" - وهو نفس المصطلح الذي استعمله"هواري بومدين" عند انقلابه على"ابن بله" - .. وصولا إلى توريث الحكم الجمهوري .. للابن بشار الأسد .. وفي المحطة الأخيرة .. وحتى الآن لا زال يقصف "شعبه"بمساندة الروس!!
    أما الجارة الكبيرة، القريبة،العراق .. فقد قام أولا الفريق بكري صدقي،سنة 1936،بتحريك الجيش،مطالبا بإقالة رئيس الوزراء ياسين الهاشمي،فتحقق له ما طلب .. فلم تسقط"الملكية"إلا في انقلاب سنة 1958،وتم إعدام الملك فيصل الثاني،وولي عهده عبد الإله،ورئيس وزرائه نوري السعيد .. كانت تلك مجرد حلقة من مسلسل "العسكر والكراسي والدماء"والذي لن ينتج غير الدمار ..
    لم يبق من"عرب آسيا"غير اليمن السعيد .. والذي بدأ مسلسله الانقلابي،بمشاركة "المشير" – فيما بعد – عبد الله السلال،في ثورة الدستور سنة 1948،وسجن الإمام يحي حميد الدين،وأعدم كثير من رفاق"السلال"،ثم عفا عنه ولي العهد – الإمام بعد ذلك محمد البدر بن حميد الدين – فنقلب عليه سنة 1962 .. ومن المشير "السلال"إلى المشير علي صالح،والذي حكم بين عامي 1978 – 2012..ولا زالت لديه القدرة على تحريك "جيش اليمن"رغم أنه خارج السلطة! وقد تلقى "صالح"تعليمه الأولي في"المعلامة" – الكُتاب – ثم التحق في سن الثامنة عشرة بمدرسة الضباط سنة 1960،ثم التحق بالقوات الجمهورية"سائق مدرعة"ومن "سائق مدرعة" – بعد سلسلة من الترقيات – إلى رئيس جمهورية،يدير شعبا .. لأكثر من ثلاثة عقود!!
    أما "عرب أفريقا"فثمة الأنموذج الأبرز،والملهم الأول للعسكر .. في أرض الكنانة .. ولا أملُّ من التذكير بحكام مصر،من الانقلاب على الملك فارق إلى اليوم،من اللواء أركان حرب"محمد نجيب،إلى البك باشي"المقدم" جمال عبد الناصر،إلى العقيد محمد أنور السادات،إلى الفريق أول طيار محمد حسني مبارك،وصولا – ومرورا بحاكم مدني،أي د.محمد مرسي،حكم أكثر من سنة بقليل – إلى المشير عبد الفتاح السيسي.
    أما في السودان فقد دشن الفريق إبراهيم عبود مسلسل الانقلابات العسكرية،بانقلاب 17 نوفمبر 1958،وكانت آخر حلقة في مسلسل الانقلابات،هي انقلاب المشير عمر البشير،والذي انقلب على حكومة "مدنية"كان يرأسها الصادق المهدي.
    وطالت عدوى"الضباط الأحرار" جارة مصر الأخرى،حين انقلب الملازم أول معمر القذافي في الفاتح من سبتمبر سنة 1969على الحكم الملكي، وظل على كرسي الحكم حتى أُسقط عنه في العشرين من أكتوبر سنة 2011،وسلم البلد للفوضى .. الحفترية.
    وفي تونس،قام الضابط زين العابدين بن علي ،بانقلاب على الرئيس بورقيبة"و"ابن علي" .. يقال أنه أكمل تعليمه الثانوي،وهناك من ينفي ذلك!! أما تعليمه العسكري،فقد حصل على دبلوم من المدرسة العسكرية في سان سير ،ثم من مدرسة المدفعية شالون سور مارن بفرنسا،ثم أرسله حماه الجنرال كافي إلى المدرسة العليا للاستخبارات والأمن في بلتيمور بالولايات المتحدة،ومدرسة المدفعية الميدانية "تكاس الولايات المتحدة"،حكم هذا العسكري تونس من سنة 1987و حتى 2011 .
    أما الجزائر فقصة طويلة،بدأها هواري بومدين – سنة 1965 - بالانقلاب على الرئيس "ابن بلة"واصفا الانقلاب الذي قام به بأنه"جاء لتصحيح مسار الثورة،بعد ما حادت عنه"
    وقد جاء في "الموسوعة الحرة" ما يلي:
    ( ثقافة الجزائر السياسية هي انعكاس للفترة الاستعمارية،إرث ثورة الاستقلال وثقل آثاراها واضحة إلى الآن. سلطة قوية بيد العسكر،بقايا زمن الثورة،قسمت المجتمع ،لطبقة عليا بعيدة عن الجمهور،لا تحاسب في أدائها أمامه،وجمهور في فقر،أمية،وبطالة مزعجة. السلطة دعمت الاشتراكية قبلا،خلال السبعينات. "ودعم البترول السلطة).
    ولا يمكن الحديث عن العسكر في الجزائر،دون الإشارة إلى الفريق خالد نزار،والذي عمل والده رقيبا في الجيش الفرنسي،وتبعه "خالد"ملتحقا بالمدرسة الحربية الفرنسية سان مكسان،رغم قيام الثورة،ثم فر ملتحقا بالثوار .. مثيرا للشكوك في هروبه المتأخر .. وأخيرا عُين وزيرا للدفاع حتى 1993.

    انقلابات"العقداء"

    إلى أقصى الشمال الأفريقي ... إلى موريتانيا .. أو بلاد "شنقيط"حيث وقعت البلاد في قبضة العسكر .. بدأ ذلك حين انقلب العقيد مصطفى ولد السالك على الرئيس المدني المختار ولد داداه، في العاشر من يوليو سنة 1978،وفي سنة 1979 انقلب "العقيد"محمد ولد لولي،على"ولد السالك"فما كان من"العقيد"محمد خونه ولد هيدالة،إلا أن أزاح"ولد لولي"،سنة 1980،ليأتي "العقيد"معاوية ولد سيد أحمد الطايع – سنة 1984 – ليزيح بدوره "ولد هيدالة"،وليتربع على كرسي الحكم من سنة 1984،,حتى سنة 2005،بعد أن فشلت ثلاث محاولات انقلابية لـ"الرائد"صالح ولد حننا،والذي لسوء حظه لم يكن"عقيدا"كما أنه حاصل على شهادة جامعية!وما لم ينجح فيه"الرائد"نجح فيه "العقيد" اعلي ولد محمد فال،وسلم الحكم لرئيس مدني،منتخب،في انتخابات أشاد الجميع بنزاهتها،وتغنى بها المتغنون،بصفتها "أنموذجا"للديمقراطية في عالمنا العربي،ولكن يبدو أن ثمة "حظرا"على وجود ذلك الأنموذج،,حتى لو كان في دولة قصية لا حدود لها مع فلسطين المحتلة! وإن كان"شعبها"من أكثر الشعوب العربية حديثا وتفاعلا مع القضية الفلسطينية!!
    هذه المرة لم تعد رتبة"عقيد"كافية .. فكان أن تدخل "الجنرال"محمد ولد عبد العزيز،وهو فوق أنه برتبة"جنرال" فإنه أيضا درس حتى السنة الثالثة الإعدادية،ثم أرسل إلى المغرب ودخل الأكاديمية العسكرية بهذه الشهادة بطلب من السلطات الموريتانية نظرا لقلة الضباط وأعفي من شهادة الباكالوريا كشرط لدخول الأكاديمية .. رقاه ولد الطايع إلى رتبة "عقيد" - بما من هنا بدأة يحلم بكرسي الحكم!! - ثم رقاه ولد الشيخ عبد الله – الرئيس المدني المنتخب - إلى رتبة جنرال،فرد له "التحية"بالانقلاب عليه!! تماما كما رد"السلال"تحية الإمام"محمد البدر"!! " وكما رد "السيسي" التحية" للدكتور مرسي" !! العسكرية ملة واحدة!
    مشكلتنا أننا لا نتعظ،فهذه زفرة مواطنة تونسية،كتبتها تعليقا على سيرة العقيد"ولد محمد فال":
    (نحن التونسيون نتمنى حصول انقلاب عسكري،يطيح بنظام بن علي البوليسي ويمهد الطريق لقيام نظام ديمقراطي" : سهام التوكابري.
    ستة عقود من نار "العسكر"ولم نتعظ بعد!!

    سنة أولى ديمقراطية

    أعتقد أن الموريتانيين وقعوا في خطئ كبير،حين نسوا،بعد حصولهم على أول رئيس مدني منتخب انتخابا نزيها،نسوا أن البلد ليست عريقة في الديمقراطية،وذلك يستلزم "معارضة"خاصة .. تفوت على العسكر الظهور في المشهد مرة أخرى ..
    سنة أولى معارضة .. تقتضي أن تركز المعارضة على إظهار الفساد المالي .. تحديدا .. فكل الذي يجري من أجل "المال" .. ثم المحسوبية .. باختصار أن تكون المعارضة "لينة" وكأنها "معينة"من قبل الحكومة .. حتى تنتهي فترة الرئيس المدني المنتخب .. ثم،يجدد له أو يستبدل،حسب أصوات الناخبين .. حتى إذا ترسخت الديمقراطية،وأصبح تداول السلطة بعيدا عن متناول العسكر .. حينها تستطيع المعارضة أن تكشر عن أنيابها .. كما تشاء!

    شعوب حية .. وشعوب ..

    نعم.ثمة شعوب حية،وأخرى .. إما ميتة،أو في الرمق الأخير!
    خرج "العسكر" على أول رئيس مدني منتخب في مصر،الدكتور محمد مرسي،وقبل ذلك خرج"العسكر"على أول رئيس مدني منتخب في موريتانيا ..وتربع "العسكر"على كرسيي الحكم .. أما في تركيا فقد كان موقف"الشعب الحي : الشعب التركي "مختلفا .. الشعب التركي،وعلى رأسه المعارضة .. وقف الجميع في وجه الانقلابيين .. ذلك شعب حي.

    دول المواطن .. بين السلبية والإيجابية

    وبعد .. لعل قضية دور المسلم،عندما يتم"الخروج"على الحاكم الذي له في عنقه بيعة،من القضايا التي تحتاج إلى تأصيل فقهي.. وبنظرة خاطفة على التأريخ .. نجد أن سيدنا عليا – عليه السلام – سعى للدفاع عن الخليفة، سيدنا عثمان – رضي الله عنه –،بل وأمر ابنيه - الحسن والحسين – عليهما السلام – بالدفاع عن "الخليفة" ولكن الخليفة رفض ... فماذا لو طلب الحاكم من الشعب أن يدافع عن شرعيته؟

    أبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي – المدنية المنورة

  2. #2
    وهل بقي من الامة شيء وقد سحقت حلب وموصل على الطريق وبايدي عربية؟
    mustafa2.wordpress.com

المواضيع المتشابهه

  1. "فرنسا 24" و"الحرة" … أو حين تتنكر "الدبابة" في ثوب "الميديا" كتبه شامة درشول‎
    بواسطة محمود المختار الشنقيطي في المنتدى فرسان المقالة
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 02-18-2015, 09:36 AM
  2. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 10-31-2012, 02:13 PM
  3. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 09-13-2012, 07:03 AM
  4. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 08-09-2012, 08:43 AM
  5. "فيسبوك" أكبر أداة تجسس عالمية.. و"ياهو" و"جوجل" واجهتان لـ"cia"
    بواسطة شذى سعد في المنتدى فرسان التقني العام.
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 10-21-2011, 06:52 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •