بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة محبة إلى سوريا العرب قيادة وحكومة وشعبا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعد أن اطلعت على القصيدة الرائعة التي كتبها أخي وأستاذي الفاضل الشاعر الكبير ياسر طويش – مدير العلاقات العامة في واتا – تحت عنوان ( بشار رمز صمودنا ) والتي وردتني برسالة خاصة من أخي الغالي الأستاذ عبدالرؤوف عدوان – عضو المجلس الاستشاري في واتا - وعلى الرابط أدناه ، وفي ضوء التعليقات والتعقيبات على القصيدة ، فقد وددت توجيه الرسالة آلاتية إلى أهلنا في سوريا قيادة وحكومة وشعبا ..
فأقول بعد التوكل على الله ومن دون مقدمات :
العراق اقرب الأقطار العربية إلى سوريا فكرا وحضارة وثقافة وعادات وتقاليد ومصاهرة
ونسب وأحاسيس ومشاعر تجاه شعبه وأبناء أمته وأسلوب تعامله مع التحديات التي كانت
ومازالت تواجههنا كعرب ، وهذا أمر معروف لأبناء الأمة والعالم ، ومع اعتزازنا بإخوتنا
العرب على امتداد الأرض العربية ، نقول نحن العراقيين الذين نمرّ في هذه الفترة بأشدّ وأقسى محنة
عرفتها الإنسانية منذ فجر التاريخ وحتى الوقت الحاضر ، لكن الذي يخفف عنا ما نلاقيه من أهلنا في
غيداء العرب الشام الحبيبة - مع اعتزازنا بالأقطار العربية الأخرى التي احتضنت العراقيين بصدر رحب –
نقول ونحن في هذه المحنة لكل العرب أن سوريا تتعرض خلال هذه المرحلة إلى أشرس هجمة
وأقذر مؤامرة تقودها الصهيونية العالمية ومعها الولايات المتحدة وإسرائيل بهدف إخراجها
من حلبة الصراع العربي الصهيوني أو تحييدها أو حصارها أو عزلها بسبب مواقفها
التاريخية من القضية الفلسطينية وقضايا الأمة بشكل عام ومنها قضية احتلال العراق
واحتضان أبنائه بلا قيود أو فيزا أو تعقيدات على اعتبار أن سوريا هي ملجأهم الآمن ودارهم
الثانية ، وهو ما حاصل الآن حيث نتجول ونتحرك بحرية ونفرح ونتصرف كأننا في بلدنا
العراق من دون قيود أو شروط أو ملاحقة أو مراقبة كما تفعل بعض الأقطار العربية الأخرى ..
من هذا المنطلق وللاعتبارات التي ذكرتها في بداية حديثي ولكوننا من الذين عاشوا أحداث
الأمة منذ ما يزيد عن أل 35 عاما ، فإننا نؤكد محبتنا ووفاءنا لسورية العرب قائدا
وحكومة وشعبا ، في نفس الوقت الذي نقف معها بكل إرادتنا وأحاسيسنا ومشاعرنا ضد كل
محاولات النيل من سيادتها ومواقفها القومية وسعي أجهزة المخابرات المعادية لزرع الشك
وبذر الفتنة بين أبناء الشعب الواحد وقيادته التاريخية ، ونحن بحكم معرفتنا بطبيعة هذه
المخططات ومأجوريها والمتعاونين معها أو المتعاطفين معها نقول أن هذه المحاولات فشلت
وستفشل بعون الله لان أهلنا في سوريا باتوا يمتلكون من الوعي والدراية الكثير عن هذه
المخططات ، ولأنهم على علم ويقين تامين بان قيادتهم الحكيمة قد اتخذت قراراتها
الإستراتيجية الوطنية والقومية التي تعبر عن مصلحة الشعب السوري ومصلحة الأمة على حد
سواء ، وان لا تراجع عن المواقف الوطنية والقومية التي تصب في هذا الاتجاه الحيوي
الاستراتيجي مهما اشتد التآمر وتكالب الأعداء في محاولتهم الهستيرية للنيل من صمود شعبنا
في سوريا والتفافه حول قيادته الحكيمة والواعية لكل التحديات والمخاطر ..
من هنا وانطلاقا من قيم الوفاء والشرف ومبادئ الأخوة والمحبة والمصير المشترك لأهلنا
وإخوتنا في سوريا فإننا نعتبر أن كل المحاولات المسمومة والمشبوهة ضد سوريا ومن أي جهة
كانت إنما هي جزء من المخططات التي اشرنا إليها أنفا للتأثير على الموقف القومي والشجاع للقيادة السورية والتفاف الشعب السوري حولها كاحتياط مضموم للرد على كل تلك المخططات والمشاريع ، وعلى اعتبار
أن سوريا هي البلد العربي الوحيد الذي مازال يرفع لواء وحدة الأمة والمطالبة بتحريرها وحصولها على
كامل حقوقها واستحقاقاتها التاريخية والمشروعة في التحرر والسيادة والاستقلال والتمتع
بثرواتها بعيدا عن الاحتلال والمحاصصة وكل محاولات التجزئة والتفتيت التي تتعرض لها
الأمة وخاصة في العراق العظيم ..
تحية حب ووفاء وتقدير لسوريا العرب ممثلة بقائدها الشاب الغيور الرئيس بشار الاسد وحكومتها الرشيدة وشعبها المضياف المجاهد وتحية حب للعرب الشرفاء والغيارى في
كل مكان وتحية حب لكل المسلمين والأصدقاء في العالم، الذين يساندون ويدعمون قضايا
امتنا العربية ، انطلاقا من مواقف ذاتية تؤمن بقيم الحق والعدل والإنصاف والعدالة والإنسانية
وترفض العنصرية والعدوانية والاحتلال والطائفية وكل المحاولات الفاشلة التي تستهدف
تجزئة الأمة وتفتيتها لصالح أجهزة المخابرات المعادية ودولها التي مابرحت تتآمر على
أوطاننا وامتنا والتي ستفشل بعون الله ..
قال تعالى ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ) وقال سبحانه ( فاعف عنهم واستغفر لهم
وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله )وقال جلا وعلا ( الذين امنوا يقاتلون في
سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت فقاتلوا أولياء الشيطان ، إن كيد الشيطان
كان ضعيفا ) صدق الله العظيم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخوتنا في الله والمستقبل المشرق بإذن الله
الرابط
*******
العراق في 9/ 6/ 2009