تأملات طائر
الشاعر المصري محمود مغربي

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
شعر







***





تأملات طائر

.....





* قديماً ..
قدَّمَتْ فتنتها
للصبية الصغارِ
للصوصِ ..
لعابرِ الســبيلِ ..
واليومَ ..
لا أحــدْ ..
لا أحـــدْ ..
فقطْ ..
بعضُ ذكرى ..
وصمتٌ طـويلْ !
***



* الصباح
الذى كم تباهتْ به
تمامًا تلاشى
رغم ذلك ..
لسلطانِهَا
سطوةٌ فى قلبِ عُشّاقِها !
***



* طائرى العنيدْ
ما زال يبحثُ
عن شُجيْرَةٍ
ونافـذةْ ..
ليــبدأَ الغناءْ !
***



* شهرَزادْ
ودَّعَتْ بستانَها
حكاياها
رغم ذلكْ ..
تُهَندسُ المساءَ فى هدوء !
***





* إلى حَتْفِهِ يمضى
إلا من جِراحِهِ
وبقايا حَرَسْ !
***




* الصبابةُ ..
خبأها الحُرَّاسُ فى الخرابْ ؛؛
لا شمعَةٌ هناكْ ..
لا رفيقْ !
***




*ناديتُ يا سحابةْ
أمطرى ..
خُذى نصفَ عمرى
وأمطرى فقطْ
لأُنْقِذَ ما تبقَّى من صِبَاى !
***



* السندبادُ
فارعُ اليدين فى منفاهُ ..
يُسائِلُ الجموعْ :
مَنْ يُعيرنى قيثارةً ..
كى أرمّمَ ما تبقّى من جَناحْ !
***



* الناسُ فى كلَّ مرّةٍ ..
يَسْرقونَ الخُبْزَ ..
وأنتَ هناكَ تسرقُ النارَ ..
تشعلُ عتمةً
تستعيدُ الصغارَ
واحدًا
واحدًا ..
كيما تعيدُ للبستانِ رَقصتهْ !
***

............


( العاشق

والمعشوقة )



* يا الله ..
يا واهبَ النورِ ضياءَهْ
هل كان النورُ ليدركَ سطوتَهُ
لولا وجودُ الظلمةِ ؟!
***





* هىَ
شمسٌ شرقيَّة
تكرهُ مغربَها
دخلتْ بإرادتها
كوكبَها الذُّرّىْ
كوكبُها ..
لا يسكنُهُ
إلا عشَّاقٌ فقراءْ !
***




* هىَ
نورٌ يمشى
يهتزُّ الشارعُ طربًا
يَرْتَجُّ ..
يَنسى حكمتهُ
يصيرُ الشارعُ حانةَ عشقٍ ..
والناسُ ..
رؤوسٌ يتخطَّفها الطيرُ !
***





* البنتُ المعشوقةُ ..
قالت للولدِ العاشقِ :
يا مجنونْ ..
لن أُسْكِنَ جسدى
إلا روحًا مدهِشَةً
هل تملك روحًا
مُدْهشةً ؟
يا مجنونْ !
قالَ العاشقُ :
آهٍ .. آهٍ ..
فالرُّوحُ المدْهِشَةُ ..
هرَّبَها الشَّاعرُ فى جُعْبَتِهِ ..
وأنا مسكينٌ ..
لا أملكُ
إلا قلبًا
عشَّاقًا
مَسْنُونْ !
……





* كلَّ مساءٍ ..
فى دفترهِ المتْخَمْ ..
يستودعُ شَيبَتَهُ ..
ينسلُّ وحيدًا
من بين الفقراءْ ..
ينسلُّ ..
يصادقُ روحًا
لا يقْربُهَا الدُّودُ
ولا يسْرِقُها الطاغوتْ ..
هىَ رُوحٌ ما زالتْ ..
تشدو فى كَبَدٍ
للخالقِ ..
للملكوتْ !
***




* قالتْ :
عُدْ من حيثُ أتيتْ ..
لا تتبعْنى ..
فأنا نارٌ !
قلتُ :
للنَّارِ سأمضى ..
علِّى أشْعِلُ بعضًا
من ثلجِ السنوات !
***




* موالٌ شرقىٌ
أغوى صبَّاره
فتَّحَ كلَّ نوافذَ فتْنَتها المخبوءَةِ
ولاذَ بالفرارْ !
***





* الرَّبَابُ
ما زالَ مشدُودًا
وأنتِ ..
هناكَ ..
وأنا ..
هنــا
رغْمَ ذلكْ ..
طارتْ عصافِيرُنَا
لِتَبْلُغَ المنتصفْ !
***





* طارَتِ الفراشاتُ من يدىَّ
إلاَّ فراشةٌ
عَبُوسْ …
قلتُ :
لِمَ المكوثُ والجَمْعُ طارْ ؟!
قالت :
يا طبيبُ …
لَمْ أُشْفَ بَعْدْ !
***



* فى مقهى الشيشةِ ..
كلَّ مساءٍ ..
يأتى النادلُ
بالشاى
بالنرجيلة
بالنار ..
ويهمسُ :
“هل قابلتَ امرأةً ” ..
( لَمْ تَذُقْ حلاوةَ القُبَلْ ،
لَمْ يضاجِعْ عُرْيَها أحَدْ ) (1) ؟!
- ………………… هل ؟!

</I>