منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 14

العرض المتطور

  1. #1

    قرأت لكم من كتب الناقد الكبير/مارون عبود

    السلام عليكم من كتاب:"مجددون ومجترون" اجتزأت نفتة ومقتطفا يعكس فكر الناقد الكبير مارون عبود بطريقته الساخرة العميقة:
    (ص) 5-9 :
    القديم والجديد نضال الأبد صراع الحياة.
    تكون الحماة أرجح عقلا وأوفر علما ,وتقف بالمرصاد كعداد التكسي , إن مشت الكنة رأت خطواتها أوسع من المعتاد,وأشارات بتعديلها لتكون على التمام,كما رسمها السلف الصالح,وإذا حكت فهي ثرثارة لسانها أطول من أذنيها , وإن سكتت فالمسكينة حمارة, الدجاجة تأكل عشاءها , وغن رفعت صوتها كانت وحشة مقطوعة من الحرج,وغن خفتت صوتها فهي حية رقطاء تحكي في عبها,وإن قصّرت ثوبها فهي من سلالة حاتم في الفتنة والإغراء,وما هكذا تعمل بنت الأوادم , وغن عملت بوصايا الله والكنيسة فكل قماش بيروت لا يكفينا,والله يساعدك يا ابني!!.
    إن كبر لقمتها فهي غولة,وإن بينت سنها فالبنت عينها شاردة.
    ما في اليد حيلة.
    كانت الأزياء الأدبية منذ نصف قرن خلا,أن يقدم للكاتب لاسمه :
    يسجعون فيقول ألفه الفقير إلى عفو ربه الرزاق فارس بن يوسف الشدياق ,أو صنفه العبد الفقير الجاني ...
    وكان هناك زي آخر أعظم خطرا وهو أن يصدر المؤلف كتابه ببيتين من الشعر,كما فعل المعلم بطرس فكتب في قاموسه الشهير:
    قل لمن لا يرى الأواخر شيئا=ويرى للأوائل التقديما
    أن ذاك القديم كان حديثا=وسيمسي هذا الحديث قديما
    فزعيم الشعر العربي واحد لا غير هو الذي ضيع ملك أبيه ,ولكن عرش ذلك الوالد المحترم لا يساوي بيتا من قصائد ابنه.
    إن الشعر معمل تصنع فيه التعابير,ولهذ يحق لنا أن نقول للشاعر:كن كيف ,إلا اثنتين فلا تقربهما أبدا:النحو واللغة.
    فتنت العرب التعابير الراقصة فصرخوا بصاحبها:أنت أشعر العرب,وأدركوا أن الشعر موسيقى أولا فقدموا البحتري وأخروا ابن الرومي ,واهتز ابن الأثير "لوطن النهى"في شعر أبي تمام ,وأعجب "بقلب يطل على أفكاره"عند أبي عبادة ,كما نعجب نحن "بضيوف الله" عند شوقي لابقريع الشهباء وكبش البطاح...ما قتل الأدب العربي إلا توسله إلى الفن بلغة"رسمية"لا يحيد عنها.ولو كان في ذلك الأسلوب "الرسمي"خير ,مانزل القرآن الكريم بلغة الناس الفاتنة الطرية الناعمة المصقولة.
    إن باب القياس أوسع من الهاوية ,فدعوا السماع ,واضربوا في مناكب الأرض ولاتكونوا من ذوات المعدتين.
    إن في الأدب أزياء تتجدد,فلنطعّم أدبنا فقد أصبح برّيا.
    قد حان لهذه الوثنية الأدبية أن تتوارى فالفن ليعرف إلا إلها واحدا هو الجمال.
    إن أفلح الشباب ففلاحهم مجد لنا ولهم,وإن أخفقوا فالتبعة عليهم.
    إن الذرية محبوبة إلا في الأدب,إن الحماة لا تدع ثرثرتها حتى يغلق عزرائيل ذلك الفم الذهبي.
    ملّ العرب القديم في كل عصر ففضل الأصمعي ابن برد على مروان ابن ابي حفصة ابن الأ ثير ناديك:
    إن باب الجديد مفتوح.
    منذ دهور وأعيننا في ظهورنا ,فهذا الشعر الذي يقوله شعراء اليوم هو الشعر حقا ,ولكنه في حاجة إلى خلق مستمر ,فقد كاد أن يبصر أدب عصائب طيلا تهتدي بعصائب.
    كان الأعرابي يؤثر -كالأدب بريمون اليوم -شعرا موسيقا خفّ معناه على شعر بلا موسيقى,وإن رجحت كفة معانيه.
    فلنسر على هذه الطريق نفلح,إذا كان يستطاع تبديل حياة النبات بتبديل الضوء,أفلا يستطاع الشعر على ضوء مصباح أديسون بدلا من ذبال امرئ القيس المفتل؟!
    نيسان 1948 مارون عبود.
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  2. #2
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  3. #3

    سلمت يداك استاذتي

    أحسن في قوله :
    إلا اثنتين فلا تقربهما أبدا:النحو واللغة
    يرعاك الله.

    ولو توقع البحور الجديدة فلربما أضاف إلى كلامه .

    http://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/jadeedah


  4. #4
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خشان محمد خشان مشاهدة المشاركة

    سلمت يداك استاذتي

    أحسن في قوله :


    يرعاك الله.

    ولو توقع البحور الجديدة فلربما أضاف إلى كلامه .

    http://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/jadeedah

    نعم كان ناقدا لاذعا لكنني اخترت الأسلم من كتابه.
    شكرا للاهتمام أستاذي
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  5. #5
    جميل ما كتبت سيدة الحرف / سلمت يداك وقلمك ، تحيتي .

  6. #6
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحيم محمود مشاهدة المشاركة
    جميل ما كتبت سيدة الحرف / سلمت يداك وقلمك ، تحيتي .
    حضورك يسعدني دوما ناقدنا الكبير.
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  7. #7
    **********
    المجترون:
    الأدب كغيره من الفنون الرفيعة صورة من صور مشاهد الحياة ,ونحن أفقر أهل الأرض في أدبنا إلى كل ماهو شخصي ,فالذين يفكرون بصدق وبعقولهم هم أندر من الراديوم.
    والذين يفكرون بعقول جيرانهم لا تحصيهم الأرقام.
    ماأبعدنا عن تمحيص ما نقرأ وما نكتب.
    إن أفتك أوبئة الإنسانية ذلك الاطمئنان الداخلي ,مرض الدهماء ,الذين يعومون دائما في زبد أنفسهم.
    إن التعبير جسد الفكرة,والتي تستعمل بلا كيل ولا ميزان ,ولا تشكيل ولا تغيير ,فما هي إلا مقاييس تخمينية لأفكارنا لا تقومها تماما.
    وهذا سبب الغموض في بيان عباقرة الشعراء.
    إن في ذاتنا حقائق مخفية عنا ولا نحاول كشف غطاءها ,ولو فعلنا لكانت هي وحدها الأدب المنشود.
    إن المتمسكين بالقديم على علاته ,هم كأولئك الشيوخ الذين يتناسون عيوب زمانهم ورذائل جيلهم ويتأسفون على أخلاقه الفاضلة ذامين الزمن الحاضر.
    فالتقليد في الأدب داء أدبنا الوبيل ,هو تصلب شرايين قلب الأدب.
    ***
    وقف امرؤ القيس على الأطلال وبكى واستبكى,فاقتفى اثره الشعراء ووقفوا جميعا!حتى أدرك ذلك المتنبي بعد أجيال فقال:
    إذا كان المديح فالنسيب المقدم=أكل فصيح قال شعرا متيم!
    فهل انتهينا بعد من بانت سعاد؟إن الأحفاد لا يفكرون فقالوا الشعر في غرض واحد,
    قال بول كلوديل في معرض كلامه عن هيغو:
    لاشيء يميت الأمم كالاستنقاع في بؤرة التعفن والفساد,وكالاطمئنان إلى الراحة والارتضاء بالدون, وكترك الواجب والتردد في التضحية ,وهذا ما أصاب العرب في الأدب فقصروا في مضاميرهم.
    أما هؤلاء المتمشرقون فلا أراهم يفهمون لباب الأدب العربي فهما صحيحا,بل يفهمون تاريخه, وتفهم تاريخ الأدب غير تمحيص نصوصه.فنظروا إلى ما قاله الشاعر لا إلى كيف.
    يتبع
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  8. #8
    قال فاليري:الناثر يمشي مشيا والشاعر يرقص رقصا.
    وهل يكون الرقص بلا أوزان؟....
    إن هذا ما أصاب أدبنا المسكين فكثرت الجرأة فيه وصار كزا ,تعابير ككسر يابسة في جراب متكرش,وانشاء متورم كلحم نفخه الجزار,وتقليد طويل العمر فلم يستنبط بعد المتقدمين تعبيرا جديدا الا شعراء قليلون جدا
    وأقل منهم استنباطهم.
    وما أحدث شوقي بضعة تعابير حتى تناقلها عنه شعراء اليوم مثل:رفرف الخلد وجارة الوادي الخ..
    العشر موسيقى قبل أي شيء كالنباتي الذي يخرج من نباتين نباتا ثالثا له خواصهما ولكنه غيرهما.
    أريد أن لا يفهم من هذا أن ندعو إلى نبذ القديم وتركه بجملته ,إننا ندعو إلى ترك تعابير عمت حتى خمت.ندعو إلى أدب جمال الروح والجسد ,فالمعاني هي الخطوط أما التعابير فهي الألوان.
    بعض أدباء اليوم لم يكرموا ابن الرومي هذا التكريم الضخم إلا لابتلائهم بدائه!!!.
    وإذا كان التجديد يسبب لصاحبه غضبا وسخطا في أمة كادت تبلغ الأوج الفني والأدبي ,أفلا نعذر العربي إذا خشي التجديد ولم يجرؤ عليه ,وأرضى الجمهور كروستان؟.
    وهل أكثر خصوم المتنبي غير جنوحه إلى التجديد؟اللغويون يقفلون الباب في وجه اللسان ,واللهوتيون يسدونه في وجه التفكير.
    ما أصرح الأخطل القائل:نحن معاشر الشعراء أسرق من الصاغة.
    وإن المعري إمعة بل إنه كالرادار تتغلب طفيليات أحيانا على ما يذيع على الملأ.
    خذ مثلا بشارا وعمرا وأبا نواس والمتنبي وابن الرومي وغيرهم فانك تراهم مجددين ومقلدين في وقت واحد.فابن الرومي جدد وقلد في قصيدة واحدة هي:"وحيد"المغنية التي يعجب بها.
    العقاد كتب كتابا ضخما في ابن الرومي سبقه إلى موضوعه المازني ,ولم يزد العقاد عليه إلا دراسة عصر ابن الرومي,وهي بالتاريخ أشبه منها بالدراسة الأدبية الفنية ,دراسة واسعة غير عميقة,كأدب طه حسين الذي عرفه العقاد في هلال يوليو 1935 .
    ثم حاول العقاد أن يجدد في الشعر فنظم ما سماه غزلا فلسفيا فنظم لنا قصيدة خنثى لاهي فكاهة ولاهي جد ,بل هي نظم قنفذي ككل شعر عقادنا الجليل وإليك مطلعها:
    البيلا البيلا البيلا=ماأحلى (سلب) البيلا
    ثم لا يحجم ايضا إيليا أن ينفحنا بالكذبذب ويأخذ تعبير الشاعر الأموي عينه"حز مواسي" ليسد ثلمة قافية في القرن العشرين.
    حت أخونا بشارة الخوري يقول قصيدة وطنية ,مطلعها:
    عش عزيزا أو مت بها مستقلا,فيذكرنا بالمتنبي القائل:عش عزيزا أو مت وأنت كريم.
    ثم ما قولك بالزهاوي -أراحه الله في ضريحه من أنكر ونكير-
    ولقد سرني كما سر غيري=ما بها من نزاهة الأحكام
    زرت بالأمس الروض أمتع عيني=وإذا الورد فيه ذو أكمام
    أي فرق بين هذا الكلام وبين محليات الصحف؟.
    إن قلة التفكيرتولد الاتباع الاعمى,قال طه حسين ,كما قال الشدياق منذ قرن:إن تكلف السجع صناعة ممقوتة فتابعه الكثيرون بلا تبصر حتى أصبحوا يرون كل سجع شنيعا, وكل بديع رديئا!! ولم يقم من يفكر تفكيرا معاكسا غير زكي مبارك فكتب كتابه القيم"النثر الفني"
    يقول الرافعي في نقد صديقه شوقي بعد موته:ومن عيوبه التكرار ,أن له بيتا يدور في قصائده دوران الحمار في الساقية.
    يتبع
    ********
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  9. #9
    الأدب بضاعة تعرض ,وأسواقها القراء,فمنها المستنبط البديع ومنها المزجى والمزيف.
    وما أقل حظ المقلدين ,ويا خيبة من لايزيد على العقد خرزة.
    أظنني في غنى عن يمين الإخلاص ,ولكنني أحلفها لقليلي الإيمان:
    "أنا مارون عبود أقسمت وأقسم بحياة مارون عبود أعز الناس عندي إلا أن أكتب في باب النقد إلا ما أعتقده حقا,وإن أخطأت فأنا غير مسؤول..."
    *******
    (العبارة الأخيرة غريبة من وجهة نظري وهي ثغرة نقدية خاطئة بامتياز لأن كل حرف مسجل علينا وهو أثر يقدم هويتنا ويترك أثرا يخرج من مسؤوليتنا في حمل الصدق ونشره).
    ريمه الخاني
    *******
    بصمة يوسف غصوب الشعرية:
    غفا الأدب العربي بعد بديع الزمان إغفاءة خرساء لم يتخللها حلم , ولولا فارياق الشدياق لم يكن لنا أثر عربي في تلك القطعة من الزمان.
    فأفاق أدبنا المريض من غيبوبته ,ولاح جبران وكان للأدب العربي عهد جديد.
    كان الريحاني من طليعة الأدباء في النثر وكتبه تجمع ما بين الفلسفة والشعر,يقدم بذورا للمزارعين و آخر كتبه"المحالفة الثلاثية"وقد أكثر هذا من لاعنيه ومريديه!.
    وأفلحت مدرسة النثر أكثر منها في الشعر.
    وكان جبران أول بابه فهو أبو المدرسة الشعرية الحديثة التي نسميها اليوم رمزية.
    ولن ننسى جديد ابن بطوطة الذي درس الأقطار والأقاليم العربية وصورها باللغتين الانكليزية والعربية.
    أما جبران فقد ركب رأسه وطمح إلى أبعد ما يطمح إليه الناس.فكان أثره أبعد لأنه خاطب النفس.
    أما فيلسوفنا الريحاني فملّ التدروش في زمن المادة .
    هنا نرى ضآلة ملامح القديم وليس بضاعتهم إلا الألفاظ.,وقد نعى عباد القديم ضعفا في التركيب وخروجا على لسان العرب , وهذا مايعنينا نحن حين ننظر إلى التطور في أدبنا.
    فنهض الشباب متأثرين بالفواعل الخارجية ,فكانت ألوان أدب جديدة,
    لقد كانت المشادة عنيفة بين اللبنانيون دعاة التجديد والمصريين المفطورين على عبادة القديم.
    **********
    الشعر شعران :شعر يولده ويركبه العقل,وشعر مركب في النفس .العرب تحب في الشعر الجهود العقلية فكلما أكثر شاعرهم منها كان متفوقا.
    إنهم يضعون الجمال بعد الحقيقة في الفن فقالوا: أعذب الشعر أكذبه.والشاعر من يرى في الأشياء أشياء غيرها.
    ******
    عناوين القصائد:
    نحا شعراء اليوم نحو شعراء العالم حتى في تسمية دواوينهم مثل:القفص المهجور ,والعوسجة الملتهبة ...
    وكان الشاعر يوسف غصوب صاحب تلك القصائد والدواوين يعلم ما يجب أن يتم في المنظوم ليكون شعرا طيبا.
    إن شخصية يوسف غصوب نفس مخضلة نفس لم تتألب حولها الظواهر الجوية لتتكون لآلئ بديعة في غصون الشعر:
    هذي أناشيد موقعة=أنغامها الحريّ على كبدي
    لا حكمة فيها ولا عظة=بل صورتي صورتها بيدي
    حالات نفس في مسرتها =أو في كآبتها ولم أزدِ
    وهي حد جامع مانع للشعر الرومانطيقي:قال زعيمهم هيغو:إذا حدثتك عن نفسي حدثتك عن نفسك.
    غير أن غصوب أمهر في تصوير الناس منه في تصوير نفسه وما أصعب على الإنسان معرفة نفسه.
    إضافة لأتقانه فن القصيدة ذات الوحدة الكاملة والناس تعجبهم الوحدة.
    **********
    أما الجو الشعري عنده فجو أغبر ,ففي قلبه صوفية تذيبه ولعل الكبت يؤدي بهم إلى التسامي خاصة أنه أعزب ومتدين:
    قالت مدام دي ستال:كانت الأنا هي كل شيئ في الشعر.
    كان يتأبى الشعر المبتذل الرخيص, وهو أول من ألف ديوانا في غرض شعري واحد.
    لقد كان يطهر الشعراء من كل ريبة ولا يبقى إلا أن تشق قلوبهم وتغسل وتزال منها النطفة السوداء.
    وهذا مصداق لقول القائلين:إن الدنيا تعطي وتأخذ كما أصاب أخاهم أبي الصلت الذي آمن شعره وكفر قلبه.(اقرا حكايته في الاغاني كيف شق الطائر قلب أمية,ثم رده في موضعه وكيف أنذره الغراب بالموت ومات لساعته.
    أما الجو الشعري فهناك ما يرى وهناكم ما لايرى
    ******
    ولعل خير أغراضه الشعرية الحب العفيف:
    قربت ساعة اللقا وغاضت=في دجى الليل كبرياء النهار
    أرقب الحب خاشعا كنبي=يرقب الوحي في ظلال الوقار
    ليته استعار لهذا النبي مسوحا بدلا من ظلال فتجد كبرياء
    ********
    يتبع
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  10. #10
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريمه الخاني مشاهدة المشاركة
    **********
    المجترون:
    الأدب كغيره من الفنون الرفيعة صورة من صور مشاهد الحياة ,ونحن أفقر أهل الأرض في أدبنا إلى كل ماهو شخصي ,فالذين يفكرون بصدق وبعقولهم هم أندر من الراديوم.
    والذين يفكرون بعقول جيرانهم لا تحصيهم الأرقام.
    ماأبعدنا عن تمحيص ما نقرأ وما نكتب.
    إن أفتك أوبئة الإنسانية ذلك الاطمئنان الداخلي ,مرض الدهماء ,الذين يعومون دائما في زبد أنفسهم.
    إن التعبير جسد الفكرة,والتي تستعمل بلا كيل ولا ميزان ,ولا تشكيل ولا تغيير ,فما هي إلا مقاييس تخمينية لأفكارنا لا تقومها تماما.
    وهذا سبب الغموض في بيان عباقرة الشعراء.
    إن في ذاتنا حقائق مخفية عنا ولا نحاول كشف غطاءها ,ولو فعلنا لكانت هي وحدها الأدب المنشود.
    إن المتمسكين بالقديم على علاته ,هم كأولئك الشيوخ الذين يتناسون عيوب زمانهم ورذائل جيلهم ويتأسفون على أخلاقه الفاضلة ذامين الزمن الحاضر.
    فالتقليد في الأدب داء أدبنا الوبيل ,هو تصلب شرايين قلب الأدب.
    ***
    وقف امرؤ القيس على الأطلال وبكى واستبكى,فاقتفى اثره الشعراء ووقفوا جميعا!حتى أدرك ذلك المتنبي بعد أجيال فقال:
    إذا كان المديح فالنسيب المقدم=أكل فصيح قال شعرا متيم!
    فهل انتهينا بعد من بانت سعاد؟إن الأحفاد لا يفكرون فقالوا الشعر في غرض واحد,
    قال بول كلوديل في معرض كلامه عن هيغو:
    لاشيء يميت الأمم كالاستنقاع في بؤرة التعفن والفساد,وكالاطمئنان إلى الراحة والارتضاء بالدون, وكترك الواجب والتردد في التضحية ,وهذا ما أصاب العرب في الأدب فقصروا في مضاميرهم.
    أما هؤلاء المتمشرقون فلا أراهم يفهمون لباب الأدب العربي فهما صحيحا,بل يفهمون تاريخه, وتفهم تاريخ الأدب غير تمحيص نصوصه.فنظروا إلى ما قاله الشاعر لا إلى كيف.
    يتبع
    استاذتي الكريمة

    أرى أنه ينبغي دوما التفريق في أمر الشعر بين القالب والمضمون

    القالب أداة للحس السمعي وكلاهما محدود التغير

    المضمون موجه إلى الفكر ولا حدود لتطورهما

    الكأس للفم . لم يتغيرا منذ عرف الإنسان إلا قليلا جدا جدا والتغير - إن وجد - دائري لا تصاعدي
    الشراب للذوق يتغير بلا حدود. دون أن يتطلب ذلك تغيير الكأس.

    يرعاك ربي.

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. من هو الناقد السوري " حنا عبود"
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى أسماء لامعة في سطور
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-27-2017, 03:32 PM
  2. مؤلفات مارون عبود - المجموعة الكاملة (14 مجلدا فى ملف واحد)
    بواسطة جريح فلسطين في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 12-16-2013, 05:01 PM
  3. مارون عبود شذرات من سيرته والتماعات من آرائه
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان الأبحاث والدراسات النقدية
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 11-23-2012, 03:18 AM
  4. مارون عبود الناقد الساخر والمتمرد1886-1962 -08/06/2006
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان الأبحاث والدراسات النقدية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 06-22-2011, 08:53 AM
  5. حوار مع الدكتور والمخرج الكبير الفنان كريم عبود
    بواسطة ابراهيم خليل ابراهيم في المنتدى لقاءات الفرسان
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 04-07-2008, 03:52 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •