ليست آخر الأحلام ( قصة من الواقع ) .

كان يعمل في سلك التربية كمعلم وكان صاحب خلق وتدين لكنه كان يعاني من الفقر وهي حالة تكاد تكون عامة في أوساط المجتمع العراقي في عقد الثمانينيات من القرن الماضي واستمر الحال في تدهور في تسعينيات القرن .. كل هذه الظروف الصعبة لم تقيده من الزواج من ابنة عمه التي كانت بمثابة حلم حياته ..
وقد تكلل جهده بالزواج منها وقد كان الزواج متكافئ فهي أي ابنه عمه كانت في ا...لسنة الأخيرة من الثانوي لكنها لم تنجح في الامتحان ، وأيضا هي من عائلة ميسورة الحال .
استمرت الحياة الزوجية بهدوء وانسيابية تدل على الصفاء وفهم أحدهما للآخر .
حاول الشاب أن يتحصل على الشهادة الجامعية وكان له ما أراد حيث التحق بالدراسة المسائية
وقد تحصل فعلا على شهادة البكالوريوس وكان هذا النجاح حافزا له للتقديم للدراسات العليا رغم أنه كان يعاني من الفقر حيث الظروف المعيشية الصعبة .
استمر بجهد وكفاح وبمساعدة زوجته وأبناء عمه من زوجته وتكللت مسيرته بالنجاح والفضل يعود بالإضافة إلى عزيمته إلى زوجته وما قامت معه من واجب الزوجة تجاه زوجها .
تحصل الرجل أخيراً على شهادة الماجستير وانتقل من وظيفة معلم في وزارة التربية إلى مدرس للمراحل الجامعية وانتقاله الوظيفي ساعده على تحسين نمط حياته المعيشية بشكل لافت للنظر .
كون الفارق كبير في سُلم الرواتب في الخدمة الجامعية خصوصاً بعد مرحلة الاحتلال الأمريكي
تغير نمط الحياة للزوج قد جعله يحلم بالحصول على الدكتوراه فكان هذا شغله الشاغل على مدار الليل والنهار فقد كان يقولها مرارا وتكرارا حلمي الأخير أن احصل على الدكتوراه ليكون حرف الدال سابقاً لأسمي .
هذا الحلم حاول تحقيقه على أرض الواقع وكان له ما أراد حيث حصل أخيراً على شهادة الدكتوراه وأول عمل قام به هو الزواج بامرأة أخرى بما يتناسب ولقبه الجديد .