عندما يتصدى أو تتصدى صحافية أو صحافي لفتح برنامج حواري عليه أن يكون محايدا تماما حتى وإن كان له ميل نحو فكر ما ، فالمحاور الذكي يوجه الحوار بلا تدخل مباشر لنصرة فكرته ، ولا يكشف أوراق انحيازه المحروقة بالكامل ويسوق محاوريه سوق الأغنام ليطعمهم من نفس برسيمه ، فالحوار يجب أن يتصف بالموضوعية ، والحياد ، وإتاحة الفرصة للرأي والرأي المضاد لا فقط الرأي الآخر .
فالأحداث في مصر الحبيبة الغالية علينا تؤلم كل عربي حر ، فالإعلام يوجهها نحو سلخها عن عروبتها وقضاياها القومية والعربية كقضية القدس والأقصى والقضية الفلسطينية عموما ، وقضايا نهر النيل والمسؤولية المصرية نحو أمتها باعتبارها الدولة الأم .
تلك الأحداث التي نظمتها قوى الشر العالمية في صربيا وأوروبا وأمريكا والدوحة القطرية ، وواضح أن ما جرى بعدها هو من صنع أيد غير عربية مرتبطة بأجندة تتعارض مع توجهات الأمة .
وقد برزت في أثناء الانقسام والانقسام المضاد حملات كريهة نتنة الريح تدعو لسلخ مصر عن أمنها وقضاياها القومية ، فبرزت موجة التكفير والتخوين ، وتدخل الجيش مع فئة ضد فئة ، ووصلت الحالة لإباحة الدم تحت ذرائع بيع الوطن والتفريط بأمنه ، والتخابر مع العرب المسلمين الصامدين بغزة !!
لم أفرح لوصول الإخوان للحكم ولم أحزن لعزلهم بالقوة ، ولكني حزين على المستوى الهابط للإعلاميين الذين يطبلون لكل من ملك السلطة ، وتحكم بمراكز القوة إلى حد أنني صرت أتمنى لو بقي حكم مبارك وتم التوريث ولا حدوث هذه المهزلة الفكرية والتشرذم والتمزق ومصادرة الفكر وتخوين النصف للنصف الآخر وتكفير النصف الثاني للنصف الأول ، لو أن حمك مرسي أسقطه صندوق الانتخابات لكنت أسعد الناس ، ولكن ما يحدث الآن هو مهزلة : إما أن تؤيدني أو أن تسجن ، وقوائم التهم جاهزة .
الصحافي هو من يخدم الحقيقة وليس يكون ذيلا مصفقا لتيار ومناهضا لنصف شعبه ، هذا يصب الزيت على النار ويودي بمصر لهاوية لا أرجوها للحبيبة الكنانة ، فصداقة الدب تؤدي لقتل الصاحب !!