اليوم ٤ شباط عيد ميلاد اذاعة دمشق . اذاعة الجمهورية العربية السورية
ليبلغ عمرها اليوم ٦٨ سنة .. عريقة بلادنا حتى باذاعتها
اعيد نشر النص الذي كتبته مع رحيل الاعلامية الام فريال احمد بمناسبة عيد اذاعتنا الرائعة
مرحبا يا صباح
_________ __________________________________________________ ___
لي مع إذاعة دمشق العريقة ذاكرة مترعة .. ذاكرة قد لا يعي أبنائي مدى رحابتها ... علاقة إنسانية ابتدأت في زمن كان يمشي على مهله قبل أن يمتلك دراجة ثم سيارة ثم أسلاكا لاسلكية عابرة للقارات تخرج إلى فضاء خارجي تقبل وجنة القمر الصناعي ثم تعود و قد فقدت روحها و طعمها و حياتها
مع إذاعة دمشق تعرفنا إلى أصوات لا نعرف وجوه أصحابها و لنا معهم موعد ثابت على امتداد أيام الأسبوع
يوم السبت الاعلامية الأم الوقورة نهلة السوسو
و الاحد مع الصوت الدافىء القدير الاستاذ طالب يعقوب
و الاثنين مع الصوت الملون سلوى الصاري
و الثلاثاء مع الصوت العميق لجمال الجيش
و الاربعاء مع جمال الشيخ بكري و لكنته المميزة و الاعلامية نهاد تلاوي
و الخميس مع الحنونة الهادئة فريال أحمد
و تتوقف ذاكرتي هنا فيوم الجمعة لم يتح لي الاستماع للإذاعة
كانوا اصدقاء يحضرون يوميا الى مائدة فطوري معهم صرة كلمات ملونة ممتعة ذات فائدة تثير في فكري عاصفة من الاسئلة و التكهنات تدور حول هؤلاء الأصدقاء و عما يثيرونه من أفكار
لكن هناك صوت وحيد صديق حميم ياتي في السابعة صباحا بجملة اثيرة لم تتبدل ابدا في مرمى قلبي ؛ مرحبا يا صباح
في كل مرة اسمعها أتنسم رائحة الياسمين و الخبز الطازج و رائحة الحقول عند افتضاض بكارة الصبح و يهمي هلي اللحن الرحباني مثل غمامة ماطرة
هي الاعلامية التي لم ار صورتها في حياتي سوى اليوم
فريال أحمد تلك الأم الكريمة التي أهدت لنا الصباح مزينا بأقراط و قلائد من سحر عباراتها الدافئات و صوتها الأكثر دفئا
اليوم حزمت حقائب صباحها الجميل و غادرت نحو الضفة الأخرى
تسألني سوسن : كيف تنهمر دموعك لرحيل من لا تعرفين ؟
ويحك يا سوسن بعد كل هذا العمر و لم أعرفها ؟