الانسحاب الامريكي المبكر ودلالاته
[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image002.jpg[/IMG]
كان من المفروض ان تسحب الولايات المتحدة الامريكية وحداتها المقاتلة في نهاية هذا الشهر الا انها استعجلت وانهت الانسحاب المخزي و المذل لقوات الاجرام والغزو فجر يوم الخميس الماضي في عملية فرار مخزية من جحيم العراق الذي لا يطاق دون ان ينجز الامريكان المهمة التي جاءوا من اجلها وهي تامين الكيان الصهيوني بشكل نهائي بتدمير العراق رمز الاقتدار العربي واذلال الشعب العراقي ومن ورائه كل شعوب المنطقة لتنخرط فيما سمي الشرق الاوسط الجديد تحت الهيمنة المشتركة للصهاينة و الامريكان ولكن الامريكان يهزمون في العراق شر هزيمة وينهار اقتصادهم انهيارا غير مسبوق وتنكشف عورات اعلامهم المخادع وتتعرى ديمقراطيتهم الزائفة عبر انهار الدماء الزكية التي سفكوها في العراق دون اي مبرر اخلاقي او قانوني وملأت فضائحهم الدنيا بالصور المخزية لحضارة النهب والاجرام الفظيع الذي لم يكن له مثيل في التاريخ و اتضح بالملموس أن العراقيين المنتمين لحضارة عريقة لايمكن اذلالهم الى ما لا نهاية له ولم يعترضوهم بالزهور و الأهازيج بل بالعبوات الناسفة والرصاص وقد بهت الذي كفر من هول ما رأى من بطولات جعلتهم ينتحرون على أسوار بغداد حقيقة لأن من قال هذا الكلام يعرف حقيقة شعبه و عزة نفسه وصلابته في الملمات الكبرى وانه هذا الشعب متعود على الملاحم الكبرى و طرد الغزاة من التتار و المغول
و الصليبيين فصلاح الدين الأيوبي من هذا الشعب .
وبالعودة الى هذا الانسحاب الفرار نتذكر ما حدث غير بعيد عن العراق منذ عشر سنوات عندما قرر الصهاينة و بفعل الضربات الموجعة للمقاومة اللبنانية الباسلة الانسحاب من لبنان خلال شهر حزيران ولكنهم فروا قبل الموعد الذي حددوه باسبوعين وتركوا عملاءهم لمصيرهم فمنهم من فر للصهاينة حيث أذاقوه من صنوف الاذلال ما جعل الكثير منهم يعود الى لبنان و يسلم نفسه كذلك يفعل الامريكان مع الخونة والعملاء حيث معاناة ما يسمى بالصحوات وكذلك فان العملية السياسية التي تمت في ظل الاحتلال لا يمكن لها ان تحقق أي نجاح بحكم أن القائمين عليها من اللصوص والمجرمين الذين تلطخت أيديهم بدماء العراقيين كما نهبوا ثروة العراق بطريقة فظيعة جدا ولكن العراق سينهض من جديد ونأمل أن يعود أقوى مما كان يسهم في الحضارة الانسانية التي تعود أن يدلي بدلوه فيها عبر مفكريه و علمائه و شعرائه .
ان الذي حصل للعراق فظيع بكل المقاييس حيث يعاني العراقيون من نقص في المياه والكهرباء وهم أهل الرافدين وعلى أرضهم مخزون كبير من المواد الطاقية ولكن آثار الاحتلال ستظل تلاحق العراقيين لبعض الوقت الا انهم قادرون على تدارك ما فاتهم ولكن نريد أن نوضح شيئا آخر يتعلق باعلان امريكا في تزامن مع هذا الانسحاب عن بدء المفاوضات المباشرة للفلسطينيين مع الصهاينة وقد وضحت في كثير من المناسبات أن التفاوض مع المحتل لن يكون بغير المقاومة و المقاطعة حتى نجبره على الانسحاب من أرضنا فهل فاوضت المقاومة العراقية المحتل بغير الرصاص الى أن أذعن وما يزال الاذعان عندما يعوض الشعب العراقي عما لحق به ولن يسكت عن هذا الحق المشروع مهما طال الزمن .