بسم الله الرحمن الرحيم


تحت العنوان ( البحور الضائعة) كتب اخي وزميلي معين حاطوم ، الاتي (بحث بقلم معين حاطوم في علم العروض وموسيقى الشعر العربي والبحث عن النغمات التي تهمشت واهملت ومحاولة فريدة في اضافة وبناء اوزان وبحور جديدة !!

يحاول المؤلف في البحث اثبات ان التفعيلات الثمانية التي رُكبت منها البحور لا تفي كل النغمات السليقية ولم تفلح هذه التفعيلات الثماني باللإحاطة بكل النغمات الممكنة شعراً
يقترح المؤلف بحوراً جديدة تحوي هذه النغمات الضائعة , وقبل طباعة البحث قررنا طرح هذه البحور توالياً على الشعراء من أجل التطبيق الشعري على أن تنشر هذه القصائد في البحث مستقبلا !!
البحر الأول هو بحر الغزل , وهو أصعب البحور الخمسة المقترحة لأن الشاعر الذي سيكتب على هذا البحر سيكون ملماً بشوارد اللغة ووارداتها وهو تحد للخاصة من الشعراء المتمكنين !!)

البحر الرابع

بحر السمر


نموذج تطبيقي على هذا البحر
مُتفْعِلاتن مُتفْعِلاتن ** مُتفْعِلاتن مُتفْعِلاتن
ب - ب--\ ب - ب-- *** ب - ب--\ ب - ب--
تَرنَّحّتْ والحنينُ يشْدو ** فَلاحَ حُسْنٌ على المُحيّا
فَهلَّ سَعْدٌ وحَلَّ وجدٌ ** لوى وِقاري وفاضَ فيّا
فقلتُ: إياكَ جُنَّ عقلي** وشيبُ قلبٍ سطا عليّا
يحولُ دونّ الوصال ِ عمداً ** يودُّ وداً وليس غيّا
ينظر البحث كاملا على الرابط :
http://www.3emme3.com/vb/showthread.php?t=8489
**
واراني في حيرتي ودهشتي ، كون أخي معين حاطوم شاعرا ، أعرفه في بلادنا، وهو ليس مبتدئا ، وأسأل كيف غاب عنه مخلع البسيط حتى اعتبر المخلع وزنا جديدا ؟
فما ورد عنده ليس الا المخلع بابهى صوره.
قراءة المخلع (مستفعلن فاعلن فعولن) ، هي نفس القراءة (متفعلاتن متفعلاتن) ، لا تختلف في أي شيء ، الخلاف يكون اذا وردت التفاعيل (مُسْتَفْعِلاتُنْ مُسْتَفْعِلاتُنْ) ، وهي هنا ليست المخلع بل اللاحق ، الذي استحدثه حازم القرطاجني ووضع اسمه.
لا اجد ضرورة لذكر شواهد على المخلع الذي سماه اخي معين ( السمر) ، ذلك ان الوزن موجود منذ الجاهلية وليس جديدا ولا طارئا ، ولا شك أن معين يعرف معلقة عبيد بين الابرص ( أقفر من أهله ملحوب) ، ونقتبس منها ما يطابق ايقاعه :
وَبُدِّلَتْ مِنْهُمُ وُحوشًا ** وَغَيَّرَتْ حالَـها الْـخُطوبُ
عَيْناكَ دَمْعُهُما سَروبٌ ** كَأَنَّ شَأْنَيْهِما شَعيبُ
نكتفي بالبيتين ، وهما من معلقة جاهلية ، وهذا وحده كاف لرد وزن الاخ معين الى أصله – مخلع البسيط .
وقدنا في الكلام أنه يخرج من المخلع في حال جاء شطر(مُسْتَفْعِلاتُنْ مُسْتَفْعِلاتُنْ) صحيحتين ، أو داخلتهما زحافات لا تكون الا فيهما ، فلو وجدت ( مستفعلاتن متفعلاتن) فهذه يمكن ردها الى المخلع ، لكن لو وجدت ( مستفعلاتن مُسْتَعلاتن) فهذه لا يمكن ردها الى المخلع ، وهنا نبدأ الحديث على اللاحق وما يليه :

بحر اللاحق

بحر اللاحق بحر منفصل ، ذكره حازم القرطاجني ، وهو من أسماه بهذا الاسم ، ويقول في هذا الصدد: [ ومما بني على أربعة أركان ، الوزن الذي قدمت أن المحدثين هم الذين علم من أقوالهم ، ولا يبعد أن يكون من وضع العرب ، فإنه متناسب الوضع ، فيجب أن يلحق بما يستعمل من الأوزان ، ولنصطلح على تسميته بـ " اللاحق " ، لهذا المعنى قد قدمنا أنه يوجد فيه ساكن لا يوجد في مخلع البسيط ولا يقبله ، ويوجد في مخلع البسيط ساكن لا يوجد في هذا اللاحق ولا يقبله ، فلهذا حكمنا أنه وزن قائم بنفسه ، وبناء شطره مُسْتَفْعِلاتُنْ مُسْتَفْعِلاتُنْ ]. ينظر / منهاج البلغاء وسراج الادباء ص 256.
ويورد حازم شاهدين على هذا البحر فيقول : [ ومما جاء على أصل الوزن قول بعض الأندلسيين :
وَحَيِّ عَنِّي إِنْ فُزْتَ حَيًّا ** أَمْضى مَواضيهِمُ الْجُفونُ
والبيت من عدة أبيات لم يذكرها حازم ولم يذكر صاحبها ، وهو محمد بن غالب الرصافي :
وهذه الابيات بتمامها :
يا راكبًا وَالِّلوا شِمالٌ ** عَنْ قَصْدِهِ وَالْعَصا يَمينُ
نَجْدًا عَلى أَنَّهُ طَريقٌ ** تَقْطَعُهُ لِلصَّبا عُيونُ
وَحَيِّ عَنِّي إِنْ جُزْتَ حَيًّا** أَمْضى مَواضيهِمُ الْجُفونُ
وَقُلْ عَلى أَيْكَةٍ بِوادٍ ** لِلْوُرْقِ فِي قُضْبِها حَنينُ
يا أَيْكُ لا يَدَّعي حَمامٌ ** ما يَجِدُ الشَّيِّقُ الْحَزينُ
لَوْ أَنَّ بِالْوُرْقِ ما بِقَلْبِي** لاحْتَرَقَتْ تَحْتَهَا الْغُصونُ
ينظر / المغرب في حلى المغرب / ج2 .ص 350 - 351 .
والشاهد الثاني عند حازم قال / وقول أبي بكر بن مجبر :
إِنْ سَلَّ سَيْفًا بِناظِرَيْهِ ** لَمْ تَلْقَ فينا إِلاَّ قَتيلاَ
ينظر / منهاج البلغاء وسراج الادباء /ص 239 / وفي هامش الصفحة ورد أن البيتين من فرائد المنهاج .
وقد أثبتناه كبحر مستقل في عروضنا ، ومنه اللاحق التام ، وهو ما بني على - مستفعلاتن مستفعلاتن×2
وكمثال قول خليل مطران :
يَضْحَكُ نورًا يَعْبِسُ ظِلاَّ *** يَطْغى عُبابًا يَهْمِرُ سَيْلاَ
مُسْتَعِلاتُنْ / مُسْتَعِلاتُنْ** مُسْتَعِلاتُنْ / مُسْتَعِلاتُنْ
لَوْناهُ حُسْنٌ لا فَرْقَ فيهِ ** وَالنَّاسُ فيهِ حِزْبانِ مَيْلاَ
مُسْتَفْعِلاتُنْ / مُسْتَفْعِلاتُنْ**مُسْتَفْعِلاتُنْ / مُسْتَفْعِلاتُنْ
ينظر / خليل مطران/ديوان الخليل / ج 2 .ص 513 .
وهناك تكملة للشعر ، وهو مثبت في عروضنا .

اللاحق المنصوف

اللاحق المنصوف ، وهو ما جاء شطره ( مستفعلاتن) لوجود شواهد وقصائد على الوزن،
كقول ميخائيل نعيمة على سبيل المثال :
أَطْلَقْتُ قَلْبِي *** عِنْدَ الْغُروبِ
لِيَتَسَلَّى *** مَعَ الْقُلوبِ
فَعادَ قَلْبِي ** بَعْدَ الْغُروبِ
يَشْكو إِلَيَّ ** ثِقْلَ كُروبِي
ينظر مجموعة الشاعر ( همس الجفون .ص 65 .) والشعر من قصيدة له.
كذلك أحمد شوقي /مسرحية علي بك الكبير :
مُحَمَّدُ اسْمَعْ ** مُرادُ غادِرْ
اِقْضِ عَلَيْهِ** وَأَنْتَ قادِرْ
ينظر /الموسوعة الشوقية / ج 7 .ص 300 .
ولشوقي أيضا : وهي باللهجة العامية المصرية :
تَحْتَ الظَّلامْ / كَيْلا يَنامْ / اِلشَّنْقِ جايْ / وِالضَّرْبِ دايِرْ / فِينِ الْمُحامي / مافِيشْ كَلامْ .
ينظر / الموسوعة الشوقية / ج 9 .ص 269 .
وكقول د. فاروق مواسي :
كُنْ مُسْتَعِدَّا *** شَهْمًا أَشَدَّا
كَشَّافَ نورٍ ** لِلْحَقِّ عَبْدَا
تَحْمي ذِمارًا** لا تَأْلُ جُهْدَا
تَسْمو بِحُبٍّ ** وَالْحُبُّ يُفْدى
ينظر / د. فاروق كواسي / الأعمال الكاملة / ج1 . ص 226 .
وكذلك هناك الملحق والملحق المنصوف ، وهما من استحداثنا ، وهما تام ومنصوف أيضا، وهذا بعض تفصيل عنهما ، ننقله من كتابنا العروض الزاخر.

الملحق التام
نظرا للعلاقة بين الرجز والكامل والتي يعرفها كل من لـه إلـمام بالأوزان ؛ فبينما يبدأ اللاحق بسبب خفيف ، فإن الملحق يبدأ بسبب ثقيل ، تماما كالرجز والكامل .
بهذا نصل إلى المقصد والهدف الذي رسمناه ، فشطر اللاحق" مُسْتَفْعِلاتُنْ مُسْتَفْعِلاتُنْ " وشطر الملحق " مُتَفاعِلاتُنْ مُتَفاعِلاتُنْ " وقد تأتـي مُتَفاعِلاتُنْ مضمرة ، فتشبه "مُسْتَفْعِلاتُنْ " وربما جاءت موقوصة ، فتشبه " مُسْتَفْعِلاتُنْ " المخبونة .
ولم نعثر على شواهد على الملحق التام ، فنظمنا شواهد :
أَتُراكَ تَدْري بِلَهيبِ صَدْري ** طَفَحَ الْهَوى بِي وَكَتَمْتُ أَمْري
فَعَساكَ تَأْتِي بَعْدَ اغْتِرابٍ** لِيَعودَ فَجْري وَيَطيبَ عُمْري

الملحق المنصوف

د. فاروق مواسي :
فَإِلَى الأَمامِ ** صَفًّا وَيَدَّا
البيت من نفس قصيدته على الملحق المنصوف ، وقد فصلناه لاشتماله على ( متفاعلاتن/ فإلى الأمام).
ينظر / فاروق مواسي / الأعمال الكاملة / ج1 . ص 226 .
ومن شعري عليه :
اَلْفَجْرُ يَعْلو ** وَلِقاهُ يَحْلو
وَصُداحُ طَيْرٍ ** لِلْهَمِّ يَجْلو
يمكن الوقوف على اللاحق واللاحق المنصوف ، كذلك الملحق والملحق المنصوف ، في كتابنا ( العروض الزاخر واحتمالات الدوائر) الذي نشر على الشبكة.