أشعة النجفي
قرأت قول أحمد الصافي النجفي الشاعر العراقي الكبير (1897-1977)، بكتابه "أشعة ملونة":
سألتنيَ الشعراء أين أميرهم
فأجبت "إيليَّا" بقولٍ مطلق
قالوا: وأنتَ! فقلت ذاك أميركم
فأنا الأمير لأمةٍ لم تُخْلَقِ"،
الذي رسمتُه على هيئته فيه؛ فخطر لي أن يكون هو الذي حفز إلياس أبو شبكة (1903-1947)، الشاعر اللبناني المعروف -وإيليا أبو ماضي الشاعر المهاجري الكبير المذكور في البيتين، لبناني مثله (1889-1957)- إلى كلمته التي احتفى فيها بالكتاب وصاحبه حفاوة كبيرة، حتى قال: "في مجموعته أشعة ملونة، طعام من القلب والفكر، هممت في إحدى الليالي بأن أنال قسطا منه، فما استطعت إلا أن ألتهمه كله (...) يكفيني للتدليل على أن النهضة الشعرية هي أصح ما في الأدب العربي اليوم، أن أذكر طائفة من الشعراء شقت للشعر طريقا لا عهد له بمثلها، وفي طليعة هؤلاء أحمد الصافي النجفي"، أشعة ملونة: ١٠، ١١؛ فلم يملك ناشر الكتاب اللبناني (صاحب مكتبة المعارف البيروتية)، إلا أن يتوج بها أول طبعته الرابعة عام ١٩٨٣، التي بين يديَّ، تخليدا كما ذكر بين يديها، لروح النقد الحر!
وعلى رغم شبهة العصبية اللبنانية في حماسة أبي شبكة وصاحب مكتبة المعارف، لا أغفل عن جسارة النجفي على تفضيل بعض أقرانه على غيره، جسارة تردنا إلى سلفنا من الراسخين في علم الشعر رسوخهم في عمله، عن معاصرينا من المتجنبين تسمية غيرهم، بلهَ أن يفضلوا بعضهم على بعض!
وكتاب "أشعة ملونة"، 1140 بيت عمودي، في 527 قطعة ونتفة ويتيما، قرأت نسخته التي بمكتبة جامعة السلطان قابوس، مرتين بينهما 16عاما و5 أشهر: الأولى في 25/1/1423= 7/4/2002، والثانية في 27/12/1439= 7/9/2018؛ فلم يكن أدعى من ذلك عندي إلى التأمل!