هكذا كان بيت الشيخ احمد ياسين






(منقول باختصار بعض الفقرات من موقع حماسنا )








نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي كان الشيخ احمد ياسين رحمه الله يُعَدّ من طبقة الفقراء، وذلك رغم أن أموال الحركة والمتبرعين كانت بين يديه، ولكنه كان تقيًّا، يخشى الله سبحانه وتعالى، فلم يستخدمها في منفعته الخاصة ... وقد كان يأتي كثير من الناس إليه، ويعطونه المال، ويقولون له: هذا لك، فيرفض ويوزعه على الفقراء والمحتاجين. فقد كان زاهداً في الدنيا لا يهتم كثيراً للمال، وكان دائما يردد :" كن زاهداً في الدنيا يحبك الله سبحانه وتعالى، ويحبك الناس" ...








نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي








نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي حياة الشيخ كانت طبيعية متواضعة مثل كل بيت فلسطيني ، وكان منزله الذي يضمه وعائلته، يتكون من طابق واحد ، وضع على باب المنزل من الخارج لافتة صغيرة مكتوب عليها «منزل الشهيد أحمد إسماعيل ياسين»





أما البيت من الداخل فكان يتسم بالتواضع الشديد، ضيق المساحة،حار جداً في الصيف، وبارد جداً في الشتاء حتى إن مياه المطر كانت تنزل على رأسه أثناء نومه في المنزل، يتكوَّن من غرفتين شبابيكه متهالكة جدًّا ، من يدخله لا يصدق أنه بيت الشيخ احمد ياسين





- يقول أحد ابناءه إن الشيخ رفض طلب أبو عمار وحركة حماس بتجديد بيته ، فيحكي ابنه ان الشيخ قد عاد مرة إلى غرفته وقد تملكه الغضب ، فتساءل الجميع: ماذا الذي أغضب الشيخ؟ فقال الشيخ: "هذا الولد عبد الغني (ابنه) يريد هدم البيت وبناء فيلا مكانه، هذا بيتي الذي بنيته من تعبي"، حيث كان الرئيس الراحل ياسر عرفات -رحمه الله- قد طلب من عائلة الشيخ هدم البيت وبناء بيت جديد لهم على نفقته الخاصة، فرفض الشيخ ليبقى بيته حتى الآن شامخا بتواضعه وتلاصقه ببيوت أهالي حي المجمع الإسلامي بغزة.





وتقول ابنته مريم: عرض على أبي أن يكون له بيت مثل بيوت الرؤساء، عرض عليه من السلطة بيت ضخم في أرقى أحياء غزة، لكنه رفض هذا العرض لأنه يريد الآخرة، ولا يهتم بهذه الشكليات الدنيوية رغم انه كان بإمكانه أن يحيط نفسه بالكثير من مظاهر الكبر والعظمة.







نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي حجرة المكتب: والمكتب هو غرفة في المنزل، لكنه يقوم مقام حكومة بل دولة بكل مؤسساتها، ففيه تجري اللقاءات السياسية، والحوارات الصحفية، كما تلقى الدروس الدينية، وتنظم فيه أعمال الحركة، وفيه تجمع الزكاة والصدقات لتوزع على محتاجيها، وفيه القضاء وفض المنازعات وحل المشاكل الأسرية، كل ما يجول في خاطرك وأكثر، حتى من يبحث عن وظيفة أو زوجة أو من لديه مشكلة دراسية يتوجه لمكتب الشيخ





كانت لديه مكتبة كبيرة ضخمة وكرسيه المتحرك والبطانية التي كان يضعها علي قدميه، اما جدران الغرفة مغطاه بصور للشيخ في مراحل عمره المختلفة كان أقدمها صورة للشيخ وهو طالب في جامعة عين شمس يتناول فيها الإفطار مع زملائه بالجامعة وهم يضعون أمامهم أطباقاً من البيض المسلوق، وصورته عقب خروجه من الأسر عام ١٩٩٤ بعد أن أمضي في السجن خمس سنوات، وصورة أخري للرئيس عرفات منحنيا عليه يقبله، وغيرها من الصور التي جمعته بزعماء وقادة العديد من الدول العربية والإسلامية، بالإضافة إلي مجموعة من الهدايا التي قدمت له من أحبائه في مختلف الدول






نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي






- وكانت مكتبته تضم ما يزيد عن ألفَي كتاب، إلا أن كتابات الشهيد "سيد قطب"- وخاصةً (في ظلال القرآن)- كانت تمثِّل له زادًا مستمرًّا، كما كان لكتابات الداعية الإسلامي الكبير والمفكر العراقي الشيخ "محمد أحمد الراشد" نصيبٌ كبيرٌ من مطالَعات الشيخ، لا سيَّما وفي أواخر أيام الشيخ أُهديَت له سلسلةٌ نادرةٌ من كُتيبات الراشد مكونة من 8 كتب: (أصول الإفتاء)، و(الاجتهاد التطبيقي) 4 أجزاء، و(منهجية التربية الدعوية)، (الفقه)، (اقتضاء الصراط المستقيم)، و(آفاق الجمال).. هذه الكتب الثمانية استُشهد وهو يطالعها، كما كان لكتابات الإمام "البنا" بالذَّات- مثل الرسائل- حظٌّ وافرٌ من مطالَعات الشيخ.





حجرة النوم : أما غرفة نومه كانت تضم دولاباً كبيراً وسريراً ، وعلى الرغم من مرضه إلا إنه لم يكن من القادة الذين يوصدون أبوابهم في وجوه الناس، ولم يعوّد أحد من مرافقيه أن يمنعوا أي أحد عنه حتى وهو نائم رغم أنه كان قليل النوم.


فإذا أتاه أحد وهو نائم يقول: أجلسوني. فيتهيأ للقاء إخوانه، ولم يلق أحداً عاري الرأس؛ فقد كان يحترم إخوانه ويسمع إليهم، ويحل قضاياهم، ويخفف آلامهم









نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي







المطبخ: بجوار حجرة النوم ، وكان صغيرا متهتكا جداً، كانت الأسرة تستخدمه لقضاء شؤونها





وكان أحب الطعام إلى الشيخ الزيت والجبنة، كما كان يحب المرق (الشوربة) والخضراوات وأكلة المقلوبة بأرزها الطري وكان يحب من الحلويات النمورة (الهريسة)، وما كان الشيخ يستطيع رفع يده إلى فمه فقد كان لا بد من أن يطعمه أحد !!






نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي





مطبخ صغير سقفه من "الإسبست"







نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي وعلى الرغم من بساطة البيت وصغره كان لا يفكِّر مُطلَقًا في تجديده؛ لأنه كان مشغولاً في تجهيز بيتِه في الآخرة، كما أن اهتمامه بقضيةِ وطنه ملأَت عليه كيانه، لكنه كان يقتطع من اوقات راحته القليلة ليتابع أمور أسرته، ولم تكن ظروفه المادية تسمح له بأن يُدخل أبناءه الجامعات







- هكذا كان بيت الشيخ إذن وهكذا حقا كان الشيخ رجلاً بأمة، كان شيخاً دؤوباً لا يعرف جسده الكلل رغم مرضه وشلله، ويواصل عطاءه في كل مجال، حتى اجتماعياً وفي أدقها بين الناس، بيته مفتوح للجميع، ولا تراه يملك وقته، هذا ينتظره في قضية، وذاك يريده في مشورة، وتلك تطلب معونة، وهو للجميع مصغٍ وملبٍّ ... فقد كان قائداً متفانياً يسخر كل حياته في سبيل الله