ألو مرحبا...

مازال يتصل مراراً وتكراراً...
مرات ومرات......
كانت تلك صديقتي المقربة عندي أكثر من كل من عرفت ! هل بات الغريب قريبا في زمننا الأعوج هذا؟.
إنها من عجائب الزمان ومن فرائد محدثاته...
في هذه المرة وضعتني في موقف صعب جدا .ولم أتخيل أن تغامر فيه بمواقفي وفكري...
-فلقد اخترق ا المتصل لأبواب...وتجاوز الأذن..ورنا للعقل بالإرغام ,قالت:
-نعم لم يعد للصلح مكان ولا للنقاش...
لقد أغلقت الباب كي لا يمد اليد ولا الحرف..ولا الفضول من جديد فلقد تبين ما فيه من سوء وانتهى الأمر ...
أخذنا للشمال..وقد وعدنا باليمين...أمانة لم يرعها حق رعايتها أبدا أبداً...
-عفوا؟ لم أفهم هلا وضحت لي جيدا ؟....
-لقد تسلل من الحاسب..لحرمة فكرنا ..طلب يد ابنتي...نعم هذا ما حصل .
-أمر عادي ..
-ماذا يعرف عنا أصلا غير نشاطي أنا فقط عبرها؟
كنت وافقت لأنه كان صادق على ما يبدو حينها وكما بدا لي ,لكنه طلب مهلة حتى يتدبر أموره المالية التي بدت لا بأس بها...
-ما هذا الهراء؟وكيف سمحت له بهذا التسلل؟ما أ فهمه جيدا أن لا حديث وخوض في هكذا موضوع دون أن يكون الأمر واضحا ومرتبا منذ البداية..بعناية وأركانه مكشوفة الحواف جيدا..
-لقد تسلل وحسب ما وصلني منها ,بطريقة بريئة جدا ..فقلت لأكن عصرية وأتفهم الجيل الجديد..
-الجيل الجديد؟.. يا جارتي العزيزة هناك مسلمات لا يمكن التنازل عنها بحال ,وحواجز أخلاقية لا يمكن التخلي عنها....
-لا تضيفي لألمي ألما آخر..لقد كانت وفاة زوجي مؤخرا صفعة قدرية أربكتني وفجعتني جدا وفي وقت كنت أحوج فيه إليه..
أنت تذكرين جيدا كيف تسمر في مكانه ودكانه يومها والحي يضرب بكل سلاح..لا ندري من أين يأتينا كل هذا البلاء...
كل هرب في الاتجاهات الأربع..وهو ينادي سوف نعود لا تهربوا..تريثوا أنا لن أبرح مكاني..سأنتظركم..
كانت الحرائق تتعالى , تهبط فوق رأسه وهو يرى ثمرة تعبه تنهار أمامه لكنه لم يبرح..احترق مخزنه عن بكره أبيه ولم يتزحزح..
لقد مات ..نعم مات شهيد العمل والألم والمفاجأة...المرة...
-ليس مبررا كافياً عزيزتي وأنت تدرين أنني أعرف كل هذا جيداً..هو عنيد في طموحه ..
- ..خفت على البنيات.. صارت أمانتهم في عنقي ثقيلة,لم أتخيل أن أتحمل همي وحدي..وأنا أعاني تفرق الأحباب من حولي بسبب تلك الظروف المستجدة...والطارئة.
عليك بالرد عندما يتصل أوقفي هذا الطوفان الأجرب..مازال يحدثني بلا حياء ولا عقل بل باندفاع غريزي كما شممت بحاستي الجديدة.. أنا أعرف...نعم أنا اعرف هؤلاء..
-هناك مائة حل فلم هذا الرد الأجوف؟
-انظري إليها إنها تبكي..وتقول أنني السبب في مد الحبل والإذن..لا لن يكون ولن أسمح أبدا بتجاوز حد وضعته لعائلتي...لن أفرط بما بنيت ..
-ماذا يريد؟
-يريد ما رفضته أنا...يريد أن يتجاوز الأهل والأحباب ويقدم نفسه وحاله التعس.. يقدم كل الأعذار من خلال تلك الظروف ويبيح ما وجدته غير مباح أصلا..
ليجد عملا أولا ويحل مشاكله ويأخذ أمانته...إن كان جادا فعلا..
-نعم فهمت..حسنا هاتي الهاتف...
عندما لم يرن الهاتف حينها..ولم أرم كلمة وداعا كما فكرت..
وجدت حلا أفضل..
نعم وجدت الحل لكن لم أقل لها لأنها فوضتني...
6-1-2013