خصوصية التراث وخصوصية الهوية.

[يعقوب القاسمي]

خصوصية التراث وخصوصية الهوية. إن التراث العربي بشقيه القديم والحديث رأى النورفي ظل ظروف متغايرة الى حد ما رغم الشبه الكبير في أنماط العيش والطبيعة الجغرافية لإقاليم العرب. وأكثر العوامل التي مهدت للتباين التراثي في أصقاع العرب المختلفة هي طبيعة الكيانات السياسية أو طريقة تنظيم الإدارة السياسية أو حتى رموزها. وبعد هذه التوطئة المقتضبة فإن في مقدور القول أن فرقة العرب تكمن في تراث العرب وأن عوامل تفرقة العرب تطفح الى السطح بمجرد إشخاص البصر في أو تملي تراث العرب بإمعان. إنك إن لم تك على علم بالتراث فمصيبة وإن تك على علم فالمصيبة أعظم. وويل لعالم أمر من جاهله. إن بذور الفرقة بين العرب بذرت في سحيق وغابر الأيام. ورأت الفرقة النور حتى قبل البعث المحمدي. إن من نافلة القول أن العراق وبلاد الشام وجزيرة العرب ميزت نفسها وعلت الى الشمس بتراث متميز. و لعمري فإن عنصر التميز هذا ثبت وتوطد بمرور الأزمان.

[أبو فراس]

اولا اهلا بمقالك الجديد
ثانيا عفوا ماعلاقة التراث بفرقة العرب؟
ولنفرض اين ادلتك على ذلك؟
وكيف ان بلاد الشام متميزة هنا وعلى اي اساس لنفرض ان كان الامر فعلا مميزا كما نسلم للامر !!
ثمة نقص في المقال استاذنا او ربما هو مقال غامض يحتاج تفسيرا
ابو فراس

[يعقوب القاسمي]

أخي أبو فراس ولماذا هذه الوثبة القوية علي. ليت العرب كانوا دوما من أهل وثبتك. أولا إن ما كتبته لا يندرج تحت درج المقالة الصحفية. وإنني مقبل على الأسترسال في ما قلته. ومن يقلب صفحة من صفحات تاريخ الشام والعراق يجد مصداقية ما أقوله. رغم ذالك فإنني لست من دعاة الفرقة العربية وإنما من أنصار جامعي شمل العرب. القاسمي

[جوتيار تمر]

التراث العربي مليء بالتنافر والعصبية القبلية ...والتاريخ يشهد على ذلك ........لكن التراث بحد ذاته يعد امرا ذا ايحاء متعدد ، فهي يشمل جوانب عديدة ، ومفاهيم عديدة ، ونصك يدل على كونك ممن يحملون الهم العربي بكل تصنيفاته.

محبتي
جوتيار

[يعقوب القاسمي]

متى لاحت الى العين تباشير وعلائم الفرقة التراثية ومتى بذرت بذور النعرة الأقليمية في صدور العرب. سؤال من المحال الأجابة عليه رغم ما في السؤال من المنطقية التاريية والجعجعة الجمالية. دول ودويلات العرب كما تقف اليوم في رأد الضحى متشابهة إلى حد ما ومتباينة الى حد ما. ووجه الشبه كبير بين البعض من هذه الدول دون البعض الآخر . ذات الشئ بالنسبة الى القرابة والجيرة لتاريخية. فطابع الأقليمية يضرب العين وبشدة. والأقليمية عامل صحة وسقم. إذ أن الاقليمية أعطت الحرية للجميع أن تقف على قدم المساوات حيال بعضها البعض في الإعطاء التراثي والإمتطاء التاريخي لصهوة حصان المجد. ويقف حيال عوامل التشتيت قواسم التجميع والتقريب. التراث اللغوي دون الإرث السياسي ربما يكون عاملا حاسما في شد وتحزيم أوصال الشمل العربي وتقريب أوصال الجسد الواحد الى بعضها بعضا.التراث اللغوي أي التراث بشكله المنقول إلينا من صرف ونحو وشعر ونثر إذا نهل العرب من مناهلها دون الألتفات الى المصدر والمعين والمعدن. ومتى ما حك بالظفر حكاك هذا السطح المستوي والمصقول من التراث ليتأكد من صفاء المصدر والمورد أو من روافد رفدها وإغناءها ظهرت قوابل الأقليمية في تراث العرب. ودبت في النفس نعرة التعصب وداعي الفرقة. والجميل في هذا التراث أن كل أصقاع العرب كانت في سالف عهدها بؤرة إشعاع فكري وأدبي وثقافي. بيد أن حظ بعض هذه الأصقاع أكبر من البعض الآخر. وكانت الأيام دولا بين أقاليم بلاد العرب المترامية الأطراف. وما أن أفلت نجمة منطقة وخبا بريقها إلا وسطعت بريق نجمة أخرى. يعقوب القاسمي.

[يعقوب القاسمي]

خصوصية التراث وخصوصية الهوية .إن المتقلب لصفحات المناذرة والغساسنة يجد أن للمناذرة جذورا غير جذور الغساسنة رغم أن الأصول قد تكون واحدة وهي عرب اليمن . ويجد أيضا إختلافا وتباينا في الولاء السياسي . وإختلافا في التوجه السياسي . رغم الشبه الكبير في الروحية القبلية . ورغم أن تراث المناذرة وتراث الغساسنة جديرتان بفخر وأعتزاز العربي . إلا أن مسحة الأقليمية مسحة طاغية . مسحة تثبت في النفس خصوصية التراث . وقد يقول قائل أن خصوصية التراث هذا قد أندثرت وعفت عليها الزمن . وربما أن هذه الخصوصية قائمة في أذهان المهتمين بالتاريخ أو من شاكلهم . إلا أنها قائمة . والعاقل المتنور يلم بهذا ومدرك لها . وواعي لها . يعقوب القاسمي