فخاخ منطقية:
اجتزانا من مقال: من مصائب المكتبات هذه الفقرة:
...الله على من سرق كتبي ومكتبتي !!!
2000 كتابا ، و1000 شريط كاسيت ، وتعب ربع قرن في جمعها وشرائها !!!
إنها قطعة مني وجزء من حياتي وهي أعز أصدقائي ، أمتع ناظري بالنظر إليها ، وأجد راحة في الجلوس إلى جانبها ، وكل كتاب فيها كأنه فرد من أفراد الأسرة ، جمعتها من مدن وبلدان شتى !!!.
لا يمكن إطلاقا أن أسامح من فعل ذلك ، ولو دفع لي وزنها ذهبا !!!, لأنها مكتبة فكرية ثقافية علمية دعوية متكاملة !!!
كنت أستلف المال لشرائها ، وأقتطع ثمنها من قوتي وقوت عيالي !!!, ولي مع كل كتاب منها ذكرى ... كنت أشتري الكتاب وأفتحه وأشم رائحته ، وكنت قارئا نهما ، أنام والكتاب على صدري ، وأتناول الطعام والكتاب بجانبي !!!
أراد أحد أساتذتي أن يحضر رسالة ماجستير في موضوع ما ، فبحث عن مراجع في مكتبات عدة ، فلم يجدها إلا عندي ، فزودته بـ 37 كتابا في ذات الموضوع !!!
وأراد غيره أيضا من العلماء والدعاة أن يعد رسالة ماجستير في موضوع ما ، فزودته بأحد عشر كتابا نادرا !!! وأراد آخر أن يحضر رسالة دكتوراه في موضوع ما ، فزودته بثلاثة عشر كتابا !!!
فياض العيسو
******
تسرق مكتبة في زمن الجهل المنطقي؟, لقد باتت الكتب مخبأ أمينا لأن أحدا ما لن يفتح أي كتاب ولن يلفت نظره بحال.
من سرق المكتبة ؟؟, ونحن ندري جيدا , أن أحدا ما لن يستفيد منها أبدا, لأنها تعتبر في نظره ورق على ورق فقط... لا فائدة ولا عظة ولا عطاء من خلالها , وهي تصور الفقر والعوز في زمن المعرفة العربية المعاصرة.
وقس على هذا سلوكيات منطقها غائب عنا ونحن نعتني بمتابعة مظاهرها الخداعة, كعالم الفن التجاري والذي يتاجر بالأجساد والأرواح لملء الجيوب ونحن نتابع بكل سذاجة وانجراف كل جديد يصدر عنه.
*********
حقيقة الأمر ,أننا نحن نعيش وسط حقول من الفخاخ المنطقية, فماهي هذه الفخاخ؟:
إن العقل البشري لم يتكيف بعد مع استخدام المنطق بكل دقة، فهناك فخاخاً منطقية تنجذب عقولنا إليها، فيجب أن نكون واعين بها ونحاول أن نتفاداها.
وهناك ميل إلى البدء من النتيجة قبل بناء حجة تدعم هذه النتيجة، وأغلب الناس سيستخدم المغالطات المنطقية ليبني حجة تؤدي إلى النتيجة المطلوبة:
في الحقيقة، إذا كانت النتيجة غير صحيحة فيجب استخدام إما معطى خاطئ أو مغالطة منطقية لبناء حجة تؤدي إليها. تذكّر، إن الحجة السليمة لا يمكن أن تؤدي إلى نتيجة خاطئة ابداً. لذلك يجب أن نتعلم كيف نتعرف على المغالطات المنطقية لكي نقدم حججاً منطقية سليمة قوية.[1]
من المغالطات المنطقية الشائعة والمكشوفة حولنا:
1-كل المغالطات المنطقية تشترك بعدم الترابط مثال:
عمار يعيش في عمارة كبيرة؛ إذاً، عمار يعيش في شقة كبيرة.
العيش في عمارة كبيرة لا يعني العيش في شقة كبيرة، فالعمارة الكبيرة قد تحتوي على شقق صغيرة.
2-التحريف:
هو تحريف حجة الطرف الآخر لتسهيل الانتقاد ولجعل حجتك تبدو قوية وسليمة، مثلاً:
قال صالح، “يجب أن نزيد ميزانية التعليم والصحة.” ورد علية مازن، “أستغرب من كره صالح للوطن لدرجة استعداده لترك الوطن بدون أي دفاع بتقليصه لميزانية الجيش.”
مازن لا يملك أي انتقاد هادف لحجة صالح، لذلك ستخدم حجة التحريف للهجوم على صالح وجعل حجته تبدو أقوى من حجة صالح.
3-حدث بعده، إذاً هو سببه:
هذه المغالطة الأكثر شيوعاً, ولكن في الحقيقة ربما يكون هناك حادثة ثالثة تسبب الحادثتين أو سبب حدوث الحادثتين مجرد صدفة.
4-إلتماس المشاعر:
وهي لعبة اجتماعية بامتياز تفوق الرجل مؤخرا فيها على النساء من خلال رصد النتائج الظاهرة .
مازن يحاول بيع جهاز محمول لصالح، “هذا الجهاز لم يصنع منه إلا ألف جهاز، الكل سيحسدك على امتلاكك لهذا الجهاز، الكل سيريد أن يكون مثلك، لا يملك هذا الجهاز إلا من أراد التميز, وإعلامية أكثر منها واقعية, تقديم حجة سليمة وقوية. من المهم الملاحظة أن في بعض الأحيان قد تثير حجة سليمة منطقياً بعض المشاعر, أو إثارة موضوع يمس المخاطب.
5-الشخْصَنة:
هي محاولة رد الاعتبار حالة شعور الطرف الآخر بضعف موقفه:
بعد ما قدمت ساره حل مقنع يقضي على مشكلة الطلاق، سأل مازن الجمهور، “هل تصدقون ما تقوله هذه المرأة؟ فهي لا تملك شهادة جامعية وغير متزوجة.”
6-الاحتكام إلى سُلطة:
هو الأسهل في التعرف عليه، و يحدث عندما يتم إسناد النتيجة على حكم شخص أو أشخاص خبراء بموضوع الحجة:
أستاذي في الجامعة صاحب شهادات عِلمية ولدية خبرة بالموضوع، يقول أن الأرض مسطحة؛ إذاً، الأرض مسطحة.
ونوع آخر هو الاحتكام إلى الأفكار المتوارثة
7-مغالطة المغالطة:
وهي التي أرودها رسولنا الكريم بقوله: لعل حجته ألحن...:
هي افتراض أن استنتاج حجة ما خاطئ لسبب احتوائها على مغالطات منطقية أو كونها غير سليمة. ففي بعض الأحيان تُربح المناقشة ليس بسبب صحة حجة الفائز ولكن بسبب أن الفائز هو الأفضل في النقاش وبناء الحجج.
فيجب علينا أن لا نتسرع بالحكم هنا أبدا.
هذه المغالطة تستخدم لتتجنب مناقشة الحجة وتحول الانتباه إلى أمور أخرى افتراضية.
8-وأنت كذلك:
هذه المغالطة تدخل تحت مغالطة الشَخْصنة، ولكن تستخدم كثيراً لذلك تستحق أن تكون في جزء خاص بها، فهي تحدث عند تفادي مناقشة الحجة ومحاولة عكسها على صاحب الحجة، مثلاً:
9-حجة من جهل:
هي انتقاد صحة أمرٍ ما لعدم وجود أدله تثبت عدم صحته، مثلاً:
قال صالح، “لا توجد أدلة علمية تدعم تأثير الظواهر الفلكية بحياة الأفراد على الأرض، إذاً التنجيم خرافة.” ورد مازن، “في وقتنا الحالي لا نملك المعرفة الكافية لنستطيع تفسير كل الظواهر الفلكية، فلا نستطيع أن نثبت أن التنجيم خرافة ولذلك، التنجيم ليس خرافة.”
10-اِلتماس الأعذار:
هو تقديم أعذار عند إدراك عدم صحة الحجة، فبدلاً من المصداقية مع النفس والاعتراف بالخطأ نخلق أعذاراً لنستمر بتصديق معتقداتنا
11-خلط الارتباط بالأسباب:
وهو نتيجة انتشرت كان ظاهرها مسبب ما ,لكن الارتباط المنطقي ضعيفا إن دققنا, لكن لتمرير فكرة ما.
12-مغالطة التمويه:
وهي تغيير الفكرة وتمويهها وتغطيتها بفكرة إيجابية لتعطيها مظهرا اخر يمنع من أخذ فكرة ظاهرة للعيان مثال:
لا يمكن وصف مازن بالصلع، فمازن ليس أصلع الآن. لكن، إذا سقطت شعره واحده من مازن لن تجعله أصلعا. وإذا سقطت شعره ثانية، أيضاً لن تجعله أصلعا. فلذلك، مهما كان عدد الشعر المتساقط من مازن، لا يمكن وصفه أصلعا.
13-التقسيم الخاطئ:
وهي تحدث في الأفكار والطرح العميق ,لمخاطب لا يملك نفس العمق الفكري:
وهي تقليص عدة احتمالات لشيء ما إلى احتمالين فقط،
إما أن تكون معنا، أو علينا!!!
14-المغالطة الواقعية:
وهي طرح مثال واقعي وجعله مثلا ومقياسا.
15-مغالطة القناص:
هي انتقاء البيانات التي تدعم الحجة مع تجاهل البيانات التي لا تدعم الحجة:
صرحت شركة مشروبات غازية أن ثلاثة من الخمس دول الأولى في قائمة المبيعات، تعتبر من الدول العشر الأولى في قائمة الصحة
16-الحجة الدائرية:
وهي استخدام الاستنتاج المراد الوصول إليه كأحد المعطيات، مثلاً:
أنجح محافظ على الإطلاق هو المحافظ مازن لأنه أفضل محافظ بتاريخ المدينة.
وهي مغالطة فاشلة ,خاصة أنها تستخدم من خلال متعصبين يملكون قوة الصوت والمقاطعة والنفوذ غالبا.[2]
*********
يقول بعضهم كما نقرأ الأن:
الجهل العلمي والجهل المنطقي؟؟ تعاني المنطقة العربيّة وخاصة منطقة المغرب العربي ، من جهل كبير للعلوم، ويظهر ذلك في التأخّر التكنولوجي والحضاري والمعرفي[3] .
ونحن نقول :ليست المعرفة فقط هي الغائبة عن المجتمع العربي المقصود تجهيله, بل المنطق السليم الذي يجعله يتخبط عند أي مغالطة تظهر فتسكته عن الكلام المباح وكانه شهرزاد فاتنه تريد اغتصابها طواعية.
*****
والسؤال كيف تراجع المنطق الديني والدين الإسلامي منطقي أصلا :
يقول ابن حزم في مسائل القياس وغيرها من الامور الشرعية:
وكل من العقلي والشرعي وكل ما يسمى قياسا ينقسم : إلى قياس تمثيل وقياس شمول . فالأول إلحاق الشيء بنظيره والثاني إدخال الشيء تحت حكم المعنى العام الذي يشمله ثم كل منهما متصل بالآخر ; لأنه لا بد بين المثلين من معنى مشترك يكون شاملا لهما ولا بد في المعنى الشامل لاثنين فصاعدا من تسوية أحد الاثنين بالآخر في ذلك المعنى فالقياس ثابت فيهما وهو التقدير والاعتبار والحسبان [4]
*******
إن أول من يحاربنا في العالم هو أعداء المنطق العقلي العربي ,لغاية في نفس يعقوب,فمتى غاب عنا غابت معه قضيتنا وتخبطنا وصار نظرنا متراجعا ونظرتنا المنطقية وبصيرتنا كذلك, بفضل نظارات المتحكمين القديمة المحكومة بالمتابعة الخارجية.
أما أنواع الجهل التي باتت منتشرة في عقولنا فهي على أنواع :[5]
تابع الرابط التالي:
ما هو التعريف المنطقي المختصر للعلم والجهل والشك والظن والوهم؟
العلم هو ادراك الشيء على ما هو عليه ادراكا جازما
الجهل على قسمين
مركب وهو ادراك الشيء بخلاف ما هو عليه
بسيط وهو عدم الادراك بالكلية
الشك وهو إدراك الشيء مع احتمال مساو
الظن ادراك الشيء مع احتمال راجح
الوهم وهو إدراك الشيء مع احتمال مرجوح
********
باختصار شديد :هناك عطب في ميزاننا المنطقي يحتاج إعادة تأهيله لأننا بدانا نفقد مخزوننا ليس الطاقي لو جاز التعبير, بل المخزون القديم الأصيل, فنبهر بأي جديد لا يمت لأصولنا بصلة ,ولا يفيد بحال.
يقول الدكتور خير الدين عبد الرحمن عن التفكير العربي غير المنطقي:[6]
إن العقل العربي بات متعبا أكثر من أي وقت مضى ,وهو في الأصل كذلك, فهو تأسره الثنائيات بسهولة وسرعة, ثنائيات الأبيض والأسود ,الحب أو الكراهية ,الوطنية أو الخيانة ,الروح أو المادة ,العروبة أو الإسلام ,العاطفة أو العقل ,الإعجاب أو الازدراء, العلم أو الفن ,عقل متسرع يبحث عن أسهل خيار من دون أن
يبذل جهدا, فيصعب عليه قبول حقيقة أن في طيف الألوان من تدرج كثير وتعدد لوني فيما بين الأبيض والأسود.

ريمه الخاني 13-3-2014


[1] http://mnteq.com/logical-fallacies/

[2] اقتباس بتصرف:
http://mnteq.com/logical-fallacies/


[3] اقتباس بتصرف:
http://tn-blogs.com/41398


[4] المصدر:
http://library.islamweb.net/newlibra...k_no=22&ID=581


[5] اقتباس بتصرف:
http://noon-52.com/vb/showthread.php?t=8534


[6] بحثه عن أحاديث عن عزلة الشعر ,بل وعن موته:
المعرفة العدد 606ىآذار 2014: