لسان الضاد: مشكلات وثقة بالله





كتبها: فيصل الملوحي




لماذا هذا الموضوع؟






رحم الله علماءنا

كانت الأمّة ترضع منهم لبان العلم، ممزوجاً برحيق التواضع،

كان يقولون:

رأينا صواب يحتمل الخطأ،

و راي غيرنا خطأ يحتمل الصواب.


فما بال قوم أعطاهم الله أدوات مجانية سمح لهم ملاكها أن يبدعوا بها استنساخات!! لا يدرون منها كلّ شيء، ثم ّ إذا أرادوا أن يعبّروا عن استيائهم من شخص كشف زيف ادّعاءاتهم وتهافت ما يسمّونه علماً،

} فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضّوا مِنْ حَوْلِكَ، فَاعْفُ عَنْهُمْ ،وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ، وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ، فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلينَ.۞ آل عمران 159 {




تقديم




كنّا ثلاثة، جمعنا الله بغير ميعاد تواعدناه، أمّا الأوّل محمود (أو قل الثالث إنْ أحببت) فابن البلد، وبقي اثنان أحمد وسليمان من بلد شقيق واحد، تعارفا في أرض الميعاد.

وتسامر الإخوة، وشكا بعضهم لبعض ما يُعانون، يريدون التنفيس عمّا أهمّهم وأغمّهم.

وبغير إنذار، قال أحمد لسليمان: أو صَدقْتَني أن قلت إنّك من بلدي؟!

فردّ سليمان: و لم ارتبت في كلامي؟

قال أحمد: لهجتك التي تتكلّم بها تفضحك، متى كانت هذه لهجتنا؟!

فتبسّم سليمان ضاحكاً من قوله، وقال:أوعجبت أنّي أبتعد بعض البعد عن الأمراض في ألفاظ العامّة؟! هل تريدنا أنْ نجمع أخطاء لهجته و أخطاء لهجتتنا ليكون لدينا(كوكتيل)من خلائط ماأنزل الله بها من سلطان!




الموضوع


كان ذلك بفضل القرآن أنْ أبقى عربيتنا حيّة خالدة بعد نزوله، فلم تمت كما ماتت اللاتينيّة وغيرها، كل ما في الأمر أنّ لهجاتها تباعدت، كان ذلك
أولاً: بعامل الزمن الذي يؤثّر في كل لغة،
ثانياً: وبعامل اختلاطنا بالأمم الأخرى:
- اختلاط أخوّة أو جوار ومودّة،
- أو بعامل الجبر والقهر والتخريب( أمّا مصطلح استعمار، فإنّ معناه اللغويّ الصحيح يناقض واقعه!).





تباعد اللهجات:

1 – نطق الحروف:
- الضاد الذي سمّيت به العربيّة، وهو أعظم البلاء، فمن تحريفاته أن يلفط دالاً زاد تفخيمها، أو ظاء، ولا يلفظ لفظه الصحيح إلا المقرئون المتمكّنون، وبعض الخاصّة من أهل اللغة - ظابط -
- الظاء تلفظ ضاداً أو محرّفا كما تُحرّف الحروف اللثوية.. – ظهر تصبح ضهر..
- القاف تلفظ همزة أو كافاً أو جيماً الأوربية أو بينهما.. قال تصبح آل أو كال أو gal,
- الكاف تلفظ شينا أبوك تصبح أبوشِ
- الجيم تلفظ إذا سُكّنت شيناً عند قوم، مجتمع تصبح مشتمع
وبطريقة بعض أهل عُمان و بعض أهل الكنانة.. جيماً أوربية ( لن أناقش نظريّة أصلها العربيّ، فالمعتمد لدينا جميعاً ما استقرّت عليه عربيّتنا بعد نزول القرآن( طبعاً كل لهجات العرب التي جاءت بها قراءاته ) .
تصوّر كلمة ( جواد ) إذا لفظها كنانيّ وسمعها بدويّ!
- الحروف اللثوية: تلفظ الثاء( سيناً)والظاء(زالاً زاد تفخيمها)والذال( زالا).
2- المفردات اللغوية: فقد بقيت في لهجة مفردات أصلها فصيح لا تجدها في لهجة أخرى لعوامل تاريخية لا مجال لتفصيلها كاستقرار قبائل عربية في أرض واستقرار أخرى في أرض أخرى،
ومفردات اكتسبت بسبب تباين الأمم التي اتّصلوا بها اتصال أخوّة أو جوار ومودّة، أو اتصال جبروت وتخريب ( كلمتهم الشائعة: استعمار، فإنّ معناها اللغويّ يناقض واقعها!).
3 – التركيب اللغوي و التصوير و المجازات والأمثال....

و لا أدّعي لنفسي أنّي حصرت كل الانحرافات في هذه العجالة.





تقارب اللهجات




بعد انتشار وسائل الإعلام تقاربت اللهجات العربية تقارباً بيّنا:

1- اقتربت من الفصحى ( اقتراباً فحسب! ) بألفاظها و وتراكيبها، وهجرت ألفاظاً دخيلة قديمة، وإن غزتها من جديد ألفاظ أعجميّة واحدة يفهمونها جميعا.

نحن نستبشر خيرا بالتوحّد إنْ دام هذا الحبّ للفصحى و قويت شوكته في نفوسهم!

2- استطاع المثقّفون غالبا أن يتفاهموا،رغم أنّ كل مجموعة احتفظت بلهجتها (التي اقتربت من اللهجات الأخرى)، بل صار العامّة قادرين على هذا، فوسائل الإعلام غزت كل فرد!





مكمن المشكلة




نقبل انحرافات اللهجات العاميّة، أمّا أنْ تتسلل هذه الانحرافات إلى ألسنة منْ تصدّروا المجالس، وأشير إليهم بالبنان إلى أنّهم من أرباب العربية، فتلك مصيبة لا نقبل بها، و علينا العمل على إزالتها، بل أعتقد جازماً أنّ من واجب الناطقين بالفصحى ألا تكتشف لهجاتهم الخاصّة إذا تصدّروا المجالس بالكلام.
إنّي أُ لحّ على هذا لأنّه واجبنا نحن المدافعين عن العربية، و لا يعنيني إن كان الخطأ في أهلي الأقربين أوالأبعدين، مادامت أُرْضي عربيّتي، وأنا داع بهذا إلى صلب التلاحم، عامل على إزالة الفرقة.

وعلى الله قصد السبيل.

ملحوظة: أوردتُ ألفاظاً شاع استعمالها على غير ما تواضعت عليه المراجع العلميّة كاللهجة واللغة والتفاهم... متجنّباً الإطالة والملل!!




خاتمة


بعد انتشار وسائل الإعلام تقاربت اللهجات العربية تقارباً بيّنا:
1- اقتربت من الفصحى ( اقتراباً فحسب! ) بألفاظها و وتراكيبها، وهجرت ألفاظاً دخيلة قديمة، وإن غزتها من جديد ألفاظ أعجميّة واحدة يفهمونها جميعا.
نحن لا نرى التوحّد مُحالا إنْ كان لدينا حبّ للفصحى وإيمان بها، و سيبقى دائماً فرق بين لغة الخاصّة ولغة العامّة!
2- استطاع المثقّفون غالبا أن يتفاهموا، رغم أنّ كل مجموعة احتفظت بلهجة( اقتربت من اللهجات الأخرى)، بل صار العامّة قادرين على هذا، فوسائل الإعلام غزت كل فرد!



القرآن الكريم خالد،

والعربيّة معه،

والانحسار عنهما واقع،



ولكن العودة إليهما يفرضه هذا الانتماء،

فرغم التهاون باللغة العربية لدى كثيرين ممن يسمَّوْ ن، مثقّفين،


ولكنّي أوازن بين عاميّة جيل آبائي و أجدادي الذين عشت معهم قبل ستّين سنة، وعاميّة أجيال اليوم، فأرى أنّ الأخيرة ترجح على الأولى.


لا قنوط، فمثل هذه الحالة من الخضوع لهيمنة قوى كبرى، ليست بجديدة علينا، لقد سبق إليها الاحتلال الصليبيّ( وأحذّر دائما إخوتي أن يظنّوا الدين دافعه، إنّما كان استغلال الدين لصالح المتسلّطين )، و زال، ولن تخلد أمريكة ولا لغتها، لقد أثبت التاريخ انقسام اللغةالواحدة إلى لغات، ثم اندثارها، وقل مثل هذاعن اللغات الأخرى.



فهل نتخيّل إذا قلنا:



إنّ العربيّة هي الاستثناء؟!