أحبب بها
***
شعر
صبري الصبري
***
بــبــشــارة فــيــحــاء كــــــان زواجـــهــــا
بـحـبــيــبــنــا ونــبــيـــنـــا الــعـــدنـــانـــي
آيُ الــســـمـــاء تــنـــزلـــت بــبــشــائـــر
فـيــهــا لـــهـــا عــــــزٌّ بـــديـــعٌ هـــانـــي
فـهــي الــتــي نــالــت مـكـانــة قـربـهــا
مــــــن (أحـــمــــد) بــرعــايـــة وأمـــــــانِ
وهــي الـتـي حــازت شـهــادة طـهـرهـا
ب(الــنـــور) واقـــــرأ مـحــكــم الــقـــرآنِ
فــي صــدق حـــب للحـبـيـب حيـاتـهـا
بــــعــــبـــــادة لــــلــــواحـــــد الــــــديـــــــانِ
أحبـب ب(عائـشـة) الضـيـاء تقـلـدت
فــخــرا تـسـامــى فــــي أجَـــــلِّ عــنـــانِ
وروت أحــاديـــث الـنــبــي الـمـجـتـبـى
بــفــصــاحــة الـــبـــرهـــان والإتــــقـــــانِ
ففـقـيـهـة الـتـشـريــع نــالـــت حــظـــوة
عــــنــــد الــنـــبـــي بــــرأفــــة وحــــنــــانِ
أفـتــت فتـاويـهـا بـمـحـض خشـوعـهـا
لله رب الــــــــعــــــــرش والأكــــــــــــــــوانِ
وثـــوت تـعـلِّـم كــــل مــــن رام الـسـنــا
مـــن شـــرع وحـــي الــواحــد الـحَـنَّــانِ
وبـسـنـة المـخـتـار طــــه المـصـطـفـى
بـــثــــت تـفــاصــيــلا لـــهــــا بــلــســـانِ
عــــذب الــكـــلام مـطــهــر مـسـتـرســل
فـــــي الـفــقــه والإرشـــــاد لــلإنــســانِ
وبـــــدت بـعـلــيــاء الـمـكــانــة قـــدرهـــا
قـــــــدر رفــــيــــع شــــامــــخ الــبــنــيــانِ
تهـدي الجميـع علومـهـا فــي حكـمـة
مــــبــــرورة بـضــيــائــهــا الإيـــمـــانـــي
وتــوضـــح الأشــيـــاء جــهـــرا لـــلـــذي
بــســؤالـــه فـــــــي لــــجــــة الــحـــيـــرانِ
فـهــي الأمـومــة لـلـذيــن استـمـسـكـوا
بـيـقـيــنــهــم بــشــريـــعـــة الـــفـــرقــــانِ
عــاشــت تــــدرس لــلأنــام دروســهـــا
بــعــلــوم ديــــــن الـــواجــــد الــرحــمـــنِ
عـــن قـــدر زهـــراء الـبـتــول تـحـدثــت
عــنـــهـــا بــــأوفــــى ذمــــــــة وبــــيــــانِ
واذكر(خـديـجـة) فــــي روايـتـهــا لــنــا
بـــتـــألــــق بــفـــصـــاحـــة الــتـــبـــيـــانِ
من صدق (عائشة) تفيض محاسن
شــتــى لــنــا ل(خـديـجــة) الإحــســانِ
حــتـــى بـغـيـرتـهــا الـرقـيــقــة أكــــــدت
بـالـصـالـحـات طـبـيـعــة الــنــســوانِ !
وزهــــت مـكـارمـهـا بـنـضــرة وجـهـهــا
وذكـــائــــهــــا بـــتــــدفــــق لــمـــعـــانـــي
فــلأم (عـبـد الله) (عـائـشـة) الـصـفـا
مـــقـــدارهـــا بــفــضــائـــل اســتــيــقـــانِ
أنــعــم بــــأم الـمـؤمـنـيـن ومـــــا لــهـــا
فــي الفالـحـات مــن الـعـطـا الـربـانـي
أكـــــــرم بــــهــــا وبــــأســــرة مــــبــــرورة
كــانــت بــصــدق مـثـمــر الأغــصـــانِ
فـمــآثــر الـصــديــق هـــلـــت لـــلـــورى
عــبـــر الــدهـــور وطـيــلــة الأزمــــــانِ
فـأبــو الـكـريـمـة أمــنــا فــــي صــدقــه
صــدِّيـــق خــيـــر بــالــفــؤاد الــحــانــي
بـالــحــب لـلـمـخـتــار مــــــزق ثـــوبـــه
فـــي الـغــار يـحـمـي نـعـمــة الـمـنــانِ
ولأخـتـهـا (أســمــاء) شَــــقُّ نـطـاقـهـا
ذاتُ الـنـطـاقـيـن ازدهــــــت بـتـهــانــي
فــي هـجــرة المـحـمـود فـــاح أريـجـهـا
فــــــــي ســــيــــرة دريـــــــــة الــعِــقــيـــانِ
أحـبـب بـ(عائـشـة) الـنـديـة روضـهــا
روض جــمــيــل نـــاضـــر الـبــســتــانِ
ولـهــا محبـتـهـا الأكـيــدة فـــي الـمــلا
بـعـبـيـر شـــــوق الـــــروح والـريــحــانِ
بـقـصـيــد إعــجـــاب بــمـــدح مــثــبــت
بـصـحـائـف الـتـاريــخ فــــي الــديـــوانِ
يـا مـن حباهـا المصطـفـى حـبـا لـهـا
واخـتــصــهــا بــوشـــائـــج الــــوجــــدانِ
واخـــتـــار حـجـرتــهــا مـــقـــر إقـــامـــة
بــــزيــــادة فــــــــي مــكـــثـــه بـــمـــكـــانِ
فــــيــــه الــلـــقـــاء بــــربـــــه بــرفــيــقـــه
الأعــلـــى بــفـــردوس عـــــلا بــجِــنَــانِ
يـــا أمـنــا مـــا كـــان مـدحــي هـاهـنــا
إلا الـمـحـبــة قـــــد ثــــــوت بِـجَـنَــانــي
فـلـك الـســلام عـلــى الـــدوام تحـيـتـي
لحبـيـبـتـي أمــــي بـمـحــض حـنــانــي
والله أســــــأل أن نـــكـــون بـصــحــبــة
يــــوم الـلـقــا فــــي جــنـــة الــرضـــوانِ
صــلــى الإلــــه عــلــى الـنـبــي وآلـــــه
مـــا بـلـبــل غــنــى عــلــى الأفــنــانِ !