نجوم افتقدوا في الليلة الظلماء ( 5 )
( عماد الدين زنكي ) قبس من سيرته ، واخبار من بطولته
.................................................. ..............................
- توطـــــــئة -
...................
رواد صفحتنا الكرام اورد في المنشور التالي كلام نفيس يجعلنا نقف حائرين أمام هذا الجبل الأشم ، والهامة العلياء ، عماد الدين زنكي ، وهو يقرع ويوبخ حكام ورؤساء المسلمين في يومنا هذا ، الذي ما تورع كثيرا منهم عن نهش أعراض شعوبهم واستحياء نساء رجالهم وذويهم دون وجه حق ، نورد هذا الموقف للذيين استحلوا أعراض المسلمات ، نورد هذا الموقف لمن انتهكوا حرمات المسلمين ، هذا الخبر نورده لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد ....
.................
- ذكر غيرته الشديدة على نساء جنده ( لله دره ) -
.................................................. ....................
يقول ابن واصل : " وكان شديد الغيرة ، لا سيما على نساء الأجناد ، وكان التعرض إليهن من الذنوب التي لا تغتفر ، وكان يقول : (( إن جندي لا يفارقوني في أسفاري ، وقل ما يقيمون عند أهلهم ، فإن نحن لم نمنع من التعرض إلى حرمهم هلكن وفسدن )) ، وكان قد تولى قلعة الجزيرة دِزْدارا يقال له ( نور الدين حسن البربطي ) وكان من خواصه ، وكان غير مرضي السيرة ، فبلغه أنه يتعرض للحرم ، فأمر حاجبه ( صلاح الدين ابن أيوب الياغيسياني ) صاحب حماة أن يسير مجدا ، ويدخل الجزيرة بغتة ، فإذا دخلها أخذ البربطي وقطع ذكره وقلع عينيه ، عقوبة له لنظره بهما إلى الحرم ، ثم يصلبه .
فسار مجدا ، فلم يشعر البربطي به ، إلا وهو على باب البلد ، فخرج إلى لقائه ، فأكرمه صلاح الدين ودخل معه البلد ، وقال له : (( المولى أتابك - يقصد عماد الدين – يسلم عليك ، ويريد أن يعلي قدرك ويرفع منزلتك ، ويسلم إليك قلعة حلب ، ويوليك جميع البلاد الشامية ، لتكون هناك مثل ( نصير الدين ) فتتجهز وتَحْدُرُ مالك في الماء إلى الموصل ، وتسير إلى خدمته ، ففرح بذلك ، ولم يترك له من أمواله شيئا إلا نقله إلى السفن ليحدرها إلى الموصل في دجلة ، فحين فرغ من جميع ذلك أخذه صلاح الدين وأمضى فيه ما أمر به ، وأخذ جميع ماله ولم يجسر احد بعده على أفعاله القبيحة " .
....................
المصدر : مفرج الكروب في ذكر آل أيوب ( ابن واصل ) ( 1/104 ) .
صورة لجامع خالد بن الوليد والحدائق المحيطة به، وقد بني بشكله الحالي أواخر أيام عبد الحميد الثاني عام 1908، وهو نمط بارز عن العمارة العثمانية في سوريا.
See Translation