نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

أقفلُ باب الحانة بكعب ِ القدمْ
وأبدي الندمْ
في جوفي عصارة الألمْ
ولون خمرة ٍ صيرني إلى عدمْ

سكير من نسل سكير ٍ
أنسل ُ كما الخرقة البالية ِ
نحو مصابيح الشارع أعوز ُ رفقتها
فتهديني
أنا المترنح
كعقب سيكارة قذف في الهواء

تفوح من عيني رائحة الدمع ِ
وعلى فمي بقايا ابتسامة ٍ
أتخبط بالرأس ِ نحو البلاغة ِ فلا أدركها
وتتراقصُ الكلماتُ حروفاً غير مترابطة ٍ
فتخرج ُ تلعثماً مربوط َ القدمين ِ

وأتذكرُ أني أنسى ستة َ رؤوس ٍ من اللحم ِ
وأنثى تلتف ُ حول مِخدة ٍ
لا تفوحُ منها رائحتي
وجدرانٌ معتقة ٍ بالعفن ِ
وبابٌ يشبه أبواب المدينة التي احتوتني

إني أنسى
أحب ُ أن أنسى
أعشق ُ أن أنسى

مواقفَ الباصات ِ الصدئة ِ
ونبشَ القمامة ِ
موتَ الاخضرار ِ على الشجر ِ
مقاهي الرصيف باهظة ِ الثمن ْ

أنسى
ثوبها المتطاير ِ على حبل الغسيل ِ
قسوة َالرغيف ِ
رائحة ُ اللحم ِ المشوي
صفعات ٌ على الخد منذ زمن القهر ِ
أسئلة رمتْ بي للتحدي

كم أحب أن أنسى

هو الخمرُ
هو الأمر ُ
فأنا السكيرُ وأنتم تصحون على سكري
فأنا المعاق ُ بخمر ٍ
وأنتم سادة ُ الأمرِ

ويلحسني إسفلت ُ الشارع
قد توسدتُ الأرض َ
والسماءُ تهمرُ مطرها
توقظ الأنا .... تحرضُ الأقدامَ على الإقدام ِ
وأنا المستسلمُ المستلقي
أفتحُ فمي
ألتقط ُ القطرات
أشربُ النقاء
وأشربُ و أشربُ فلا أتعب ْ

نعم لقد تذكرت ُ للتو ِ
أني سكيرٌ من نسل ِ سكير ٍ
وأخبرتني السماء ُ أنه آخر مطرْ