فُرادى ..


..





جَمَعتُ إِلَى طُولِ النُّحُوسِ عِنادا=فَعُدتُ شَدِيدَ الباسِ ؛ ما النَّحسُ عادا
وَ عِشتُ أَصُدُّ الياسَ عَنْ حَوضِ فِكرَتِي=وَ أَكبَحُ وَحشَ القَهرِ ؛ إِمَّا تَمادى
وَ لَكِنَّنِي - وَ اللَّهِ - مِنْ بَعدِ هَجرِها=تَخَذتُ سُهادِي وَ المَواجِعَ زادا
فَقُولُوا لَها : ( أَرهَقتِ قَلبَ مُتَيَّمٍ=وَ زِدتِ عَلَى لَيلِ المَشُوقِ سَوادا )
أَضاحِكَةٌ لِي ؟ أَمْ عَلَيَّ ؟ وَ هَلْ أَنا=لَدَيكِ مُفَدَّى ؟ أَمْ أَنا مَنْ تَفادى ؟
أَما رَفَّتِ الأَشواقُ حَتَّى تَحَطَّمَتْ ؟=أَما تاهَ عَنْ مَعنَى النِّداءِ المُنادى ؟
أَما تَذكُرِينَ الأَمسَ ؟ أَمْ بِتِّ عُنوَةً=تَناسَينَهُ ؟ أَمَّنْ تَناسَيتِ بادا ؟
فَكَيفَ لِيَ النِّسيانُ ؟ وَ الحُبُّ مُتلِفِي !=وَ كَيفَ لِحُزنِي أَنْ يَمَلَّ الحِدادا ؟
وَ كَيفَ ! وَ قَدْ أَضرَمتِ أَخبُو ؟ وَ مُهجَتِي=عَلَى جَزَعٍ حَيرَى تُشِعُّ اتِّقادا ؟
أَنا أَوَّلُ العُشَّاقِ , لَستُ بِمُدَّعٍ=أَنا أَظمَأُ الصَّادِينَ ؛ مُذْ غِبتِ " صادا "
لَوَ انِّيَ لَمْ يَستَهلِكِ الدَّمعُ مُقلَتِي=بَكَيتُ , وَ لَولا الهَيضُ عَظمِي استَزادا
صَرَفتُ سِنِيَّ العُمرِ أَشدُو قَصائِدِي=وَ أَعدُو عَلَى شَوكِ الصُّرُوفِ جَوادا
فَما نِلتُ إِلَّا البُؤسَ مِنْ حَيرَتِي , وَ ما=نَفَختُ فَكانَ العُمرُ إِلَّا رَمادا
رِدِينِي ؛ فُصُولُ الحُبِّ تَنضَجْ ثِمارُها=وَ يَسلُ الأَسَى شَوَّالُ ؛ تَضحَكْ جُمادَى
جِدِينِي ؛ فَبَعدَ الهَجرِ ضَيَّعتُ وُجهَتِي=وَ عُودِي إِذا زادَ الجَمِيعُ ابتِعادا
صِلِينِيَ حَتَّى أَستَعِيدَ مَلامِحِي=وَ جُودِي ؛ فَما كُلُّ الذِي جادَ جادا
وَ عُودِي ؛ فَقَدْ مَلَّتْ جُرُوحِي نَزِيفَها=وَ شَقَّ عَلَى التَّلقاءِ أَنَّا فُرادى