احتمالات
وقف أستاذ الإحصاء يدرس لطلبته كما اعتاد منذ سنوات بعيدة علم الإحصاء ، ذلك العلم القائم على الاحتمالات ، لذا فهو من بين جميع العلوم الذي يتم حساب درجة ثقة له لأن كل اختباراته قائمة على الاحتمال .
وبينما أستاذي يشرح تذكرته وتذكرت حياتي معه . لقد كانت في البداية وأعتقد أنها لازالت قائمة على الاحتمالات .
كان أول الاحتمالات هو احتمال تعرفي عليه وعرفته ، وثانيها هو حبي له وأحببته أما ثالثها فهو حبه لي وأشك أنه حدث !
أستاذ الإحصاء يحسب درجة الثقة للعلاقات التي أوجدها وأنا لا أجد أية درجات للثقة للعلاقة التي أوجدها القدر .
إنه مني يهرب ما إن أمسك به حتى أجده من بين يدي قد تسرب ، كما الطير هو لا تعرف له عشا ولا مسكنا .
رغم أنه سكن قلبي ، بسرعة البرق ترعرع في داخلي ، ومضة لمعت في حياتي أمسكت بها ، تمسكت ، أحكمت قبضتي وبها تعلقت ، اعتقدت أنها طوق نجاة ، لم أكن ادري أني تعلقت بالوهم وأنه طير يستحيل الإمساك به أو اصطياده لأنه كان أسرع من طلقاتي .عشت خيالا أسعدني لحظات وأوجعني ساعات .
أستاذ الإحصاء حسب معامل الارتباط الذي هو بين الصفر والواحد الصحيح .
معامل الارتباط الخاص بي اقترب من الصفر ، أنا وهو كما قضيبي السكة الحديد من المستحيل أن يلتقيا .
ولكنا التقينا فعلا ، كان احتمالا بعيدا جدا ولكنه حدث ، إذا فنحن لسنا كما قضيبي السكة الحديد .
ما سر اقتراب معامل الارتباط من العدم .
يجمعني به الكثير ، أنا وهو لعبت الصدفة في لقائنا دورا كبيرا كما لو أنها تعرف أنه أنا .
إلا أنه خائف ، أعلم أنه يخشاني ، يهاب الوقوع في براثني اعتبرني سجنا وهو الحر الطليق .
أستاذ الإحصاء وصل لحساب درجة المعنوية هل تستجيب عينته للاختبار أم لا ؟
إن درجة المعنوية في حالتي عالية المعنوية !
أتعرفون لماذا لأنه عاد ، قبل بالسجن وبالطوق الحريري فارتفع معامل الارتباط وعلت درجة المعنوية وباتت درجة الثقة أعلى ما يمكن .
قال لي وهو يبتسم : السجن معك أجمل كثيرا من الحرية بدونك .
أحبك ؟
رباب كساب
13/8/2007