بسم الله الرحمن الرحيم
نَخْلةُ الأنْوارِ
د.ضياء الدين الجماس
هي نخلةٌ جادت بطيبِ ثمارِ = وبرأسها عَسَلٌ من الجُمَّارِ
في واحةٍ نبتت وطابَ نباتها = وسقاؤها من خالصِ الأنهار
وبأرضها رسخَتْ تغوصُ بجذرها = شُعَباً من المرْجان كالحوّار
في رأسها سَعَفٌ يطول بفرعه = يُرخي نعيم الظلِّ للزوار
وتمدُّهم رُطباً تدلّى عِذْقها = ولَطعمها من أطيب الأثمار
حلو المذاق من الجنان رحيقه = للخلق من بشرٍ وللأطيار
والشمس تغمرها بضوء فاره = والكون طوّقها بخير سوار
أضحى لها نورٌ ينير ثمارها = فأمدَّت الأكوانَ بالأبرار
من جذعها انبثق الفسيل منوّراً = فشعاعُهم من نخلة الأنوار
نعم الكمالُ خديجة بشرى لها = بجنانها، ولَنِعْمَ عقبى الدّار
جبريلُ أقرأها السلامَ مباركاً = من ربها لـمَّـا أتت للغار
ولَبَيْتُها قصبٌ بلا صخبٍ ولا = نصبٍ به، يخلو من الأخطار
هي أمُّ آلِ البيت جلَّ مقامها = ومحمدٌ زوجٌ لها بفخار
من فرع فاطمةٍ همى جودُ الورى = غيثٌ يمدُّ بنعمةِ الأمطار
حسنٌ، حسينٌ خيرُ جدٍّ جدُّهم = وأباهُمُ نورٌ مِنَ المختار
بالمصطفى روحِ الكمالِ تكمَّلوا = وتدفَّقوا في الساح والأمصار
فيبدّدون بنورهم ظُلَمَ الدُّجى = نورٌ على نورٍ علا بمنار
والبحر يردفُهم بموج علومه= والأرض تردفهم من الأنصار
فاقوا الورى خُلُقاً وعلماً ساطعاً = أدناهُمُ حَبْرٌ من الأحبار
صلى الإله على الحبيب محمدٍ = والآلِ والأصحاب والأخيار