الموظف السعودي .. وسوء الحظ!

"الحظ"قضية يطول فيها،وعنها الحديث ..
أتذكر أنني قلتُ – قديما - لأحد الزملاء"فريقكم" .. "محظوظ" .. فاعترضَ.
فقلتُ له .. "الحظ"عندي"التوفيق" .. فرد .. كدا معليش.
لا أستطيع أن أحصي "الكاريكاتيرات"التي تصور حال الموظف وهو ينتظر اليوم الخامس والعشرين من الشهر الهجري .. يوم نزول الرواب .. فمن "نائم عند الصرافة" .. إلى نااظر إلى ساعته يعد الدقائق ... إلخ.
وكلها تحيل إلى معنى واحد .. جعل الموظفين بتلك الصورة المؤسفة.
نعود إلى "سوء حظ الموظف" :
استلم الموظفون رواتبهم عن الشهر الماضي يوم الثلاثاء 8 /4/ 1439هـ
26/12/2017م
5 الجدي
وكان من المفترض أن يستلموا راتب هذه الشهر هذا اليوم .. الخميس 8 /5/1439هـ
25/1/2018م
5 الدلو.
ولكن .. بحكم التعديل الجديد،والذي أُقر مع"بدل غلاء المعيشة،و صرف العلاوة"سوف يتم نقل يوم صرف الرواتب من اليوم الخامس من كل"برج" إلى اليوم السابع والعشرين من الشهر الميلادي.
وهذا معناه ببساطة أن الرواتب ستصرف يوم السبت القادم – 27 يناير – ولسوء الحظ فإنه يوافق يوم السبت!! ... وهذا يعني حسب "النظام" – وينص على أن يوم صرف الرواتب إذا وافق يوم الجمعة،يُقدم إلى الخميس،وإذا صادف يوم السبت يُؤخر إلى الأحد – يوم الأحد 28 من يناير!!
وهذا بشكل أبسط يعني أن هذا الشهر أطول من كل الشهور .. فهو "34"يوما!!
وإذا لم ننس "كاريكاتيرات"انتظار لحظة نزول الرواتب،يوم 25 من الشهر الهجري .. فسندرك معنى سوء الحظ!!
الغريب أن الأمر في غاية البساطة .. كان للقرار أن يجعل بداية النظام الجديد .. من شهر فبراير !!
ولكن .. مرة أخرى .. من الواضح أن لدى "وزارة المالية"تصورا عن حالة الناس المعيشية غير الذي نقرأ عنه .. غير الذي نراه .. أي واقعا لا فرق فيه – عند الموظف – بين نزول الراتب متقدما .. أو متأخرا .. يومين أو ثلاثة!!
نختم هذه الأسطر .. بجولة حول "الحظ" .. يقول جان كوكتو :
( لا بد أن نؤمن بالحظ .. حتى نستطيع تفسير النجاح الذي يحققه من لا نحبهم)!!
والحظ سيقودنا إلى"الستر" .. وهذه "قصة" لا شك أنها وُضعت من قبل الغرب ضد جمال عبد الناصر .. تقول القصة أن"ناصرا"تنكر ونزل إلى الشارع .. وسأل موظفا عن راتبه ،فقال له ..
يخلص نص الشهر!!
فسأل "ناصر"،عن كيفية قضاء بقية الشهر ؟ فرد الرجل:
"التستر"
وفي اليوم لثالي "أمم جمال الستر"!!
بطبيعة الحال هذه "القصة"ردا على تأميم قناة السويس.
وهذه"قصة"اخرى .. تشجع على"الأعمال الحرة"!
تقول .. أن موظفا "مستور"الحال .. كان يستدين،في منتصف كل شهر،من "عامل البوفيه"خمسة جنيهات .. وأول يوم في الشهر التالي يعيدها .. حتى منتصف الشهر التالي .. وهكذا.
وبعد سنوات .. سدد الموظف المبلغ،ولكن "الساعي"لم ينصرف .. فسأله عن السبب،فقال،بعد تردد :
هي الخمس دنيه دل الوقت بقت بتعتي والل بتعتك!!!
وهذه "قصة"ختامية .. سمعتها قديما ،عبر مقابلة مع"سوداني"ذكر أنه عمل في"أرامكو"سنوات طويلة .. والقصة تدور حول"الحظ" ..
رجل بحث عن مقعد في الطائرة ..
لحسن الحظ حصل عليه .. لسوء الحظ .. تعطلت الطائرة .. لحسن الحظر وجد سترة تحت المقعد ..لسوء الحظ لم "تعمل" .. لسحن الحظ كانت تحته مباشرة كومة من القش ... لسوء الحظ كان في وسطها عمود .. لحسن الحظ لم يسقط على العمود .. لسوء الحظ لم يسقط على الكومة!!
كما ختم حديثه :
"حظ واللي مو حظ"

أبو أِشرف : محمود المختار الشنقيطي المدني