مات جدي حسين عقيل أبو شمالة، مختار عائلة أبو شمالة، مات في غرفة قرميد من مخيم خان يونس، مات صاحب البيارة والأرض وبئر المياه، مات على فرشة من الشرايط، يغطيها يجاعد خروف، مات جدي سنة 68، وعلى بعد مئات الأمتار من فقره المدقع، مات دون أن يقطف ثمرة من بيارته، ودون شربة ماء من البئر الذي حفره سنة 29، مات المختار لاجئاً فقيراً جائعاً معدماً طريداً، في الوقت الذي ما زال فيه اليهودي يستمتع بخير الأرض.
فكيف نقبل الصلح مع اليهود؟ كيف نتخلى عن الأرض والعرض والذاكرة؟
وكيف تقبلون يا أنصار السلام على أنفسكم أن تعترفوا بإسرائيل؟
أبعد هذه التجارب المتشابهة الحزينة المريرة، تفاوضون؟ وعلى ماذا تفاوضون؟
إلى أي جحر ضبٍ ستهربون؟