الأَقدَار






أصبح اليـــوم فؤادي في النّصالْ
حبّ ليلى عفّ عن نيل النّـــوالْ

وسنونَ العمْرِ تمضـي ليـس فيـها
أبداً بعـضُ حــنانٍ،أو جمـــالْ

حجَب الأزهارَ عنـّي ،وارتضــاها
لجهـولٍ يسـتقي الخمر الحــلالْ

ورماني بجـراحٍ كيـف أشـــفى
والأمـانيّ صخـورٌ في رمـــالْ؟
***
ما عهـدتُ الحب فينا غيـرَ نــارٍ
أيّهــا الآفِـــل عن تلك الظـلالْ

هجمَ اللّيل على فجــر حيـــاتي
قبّل النــورَ ،فعيشي بالضــلالْ

إنّنـي أرجو على الهجـر طبيــباً
يُبرئ الأمـس فيغـدو كالخــيالْ

قد سئمتُ السير وحـدي في دروب ٍ
تحجِل الخطوةَ أكـــداسُ الجبـالْ

يحسـب الخلقُ زهوراً ملء عودي
خاشــعاً عينـي على سـرّ اللّيالْ

أرشِفُ الأضـواء أنجـو بالكمـالْ
تعصِف الأغـوالُ حـولي،والصّلالْ

قد زهـدتُ العيـش حـتى إنّنـي ما
خـلتُ يومـاً جنتي قبـراً لضــالْ

أيّـها المـوتُ إلـينا بنعـــــيمٍ
أيّ دنيـا تنتشـي نبضـــي زُلالْ؟

علّمتْنـي كيـف أشـــدو بالمعاني
كـلّ لحـنٍ نـازف ٍمـدّ النّصــالْ
***

جـفّ نهر الفرْح في القَفْـر جديداً
ظمـئ المجـداف،غشّــاه الكلالْ

ملكَ الموتُ على ســمع الثـواني
يابـسَ الأحشـاء،أنفاسـاً ثُمَــالْ

من يعيد النّهـر ريّـانَ الوصـالْ؟
من يفـكّ القيـدَ يسـخى بالنّـوالْ
***

الصّبــا هل تذكريه ،والظــلالْ
مربعَ الأزهـار أعـراس الـدوالْ

وصباحاً صـادح الأصـداء موفورَ
الجنـى أورثه الحــسنُ الجَـلالْ

كم تلاقيـنا بـه،والشـــوقُ فيّ
فاضحـي ،والعين تُخفـي ما يُقالْ

حذِرَتْ فالغـُرْبُ ترنو في نعيـق ٍ
كُدّر الصحوُ ،فناجتنـي الظّــلالْ

يسـقط الحظّ ،فأمضـي في زوالْ
ليتنـي جـاوزتُ أسـوار الخيـالْ

ويحَ من شــاهتْ به الأيام حــبّاً
طـاهراً صلّى له عُمْـرٌ ،فطــالْ
***

موطـنُ الذكـرى تناسـتْه اللّيـالْ
شَـقّتِ الألوان ،واجتُثّ الهــلالْ

وجلا الأيكُ عيـوناً مـات فيــها
السّــحرُ،والأصـداء شوهاءَ اللآلْ

يا جحيــماً،عـاد يطغـى في دمائي
هـدّني الحـرمان أعمــاني المنالْ

ما الذي يرجــوه من ميْـتٍ وليـدٍ
هـام بالأحـلام عبّـادَ الجـــمالْ؟

كلَمـا جاهــدتُ ظنّــي لرحـيلٍ
لم ألاقـي من يُحاكيــها مثــالْ

قد أرادتْ شـــوك غيري في جناها
ويـلَ قلبـي ،للهــوى فيـنا دلالْ

أنكـرتْني ،ودعتْنـــي لجــنوني
كم أسـالَ الشّـوقَ أفـواهُ التّــلالْ
***

جسـمه لا تســألي عنــه الثواني
هشّم الإزميــلُ أعطـافاً خَــوالْ

صرتُ طفــلاً تشـتكي منه عيوني
يُجلـس الجـدرانَ ،يرتـاد الكمـالْ

مفعمُ الإحســاس،موتـورٌ بوجْـدٍ
يجـرف الدمـعُ إذا ثار الخيـــالْ

ينزِفُ المـاضي ،ويخـلو بجــديدٍ
يلمح الغـــيبَ،فَيَعْــرُوه البَـلالْ
***

لـيـس من تبكـي لآلامـي بدربي
أتَرانـي سـاكناً فِـكْـراً ،وبــالْ؟

أتَراها تسـأل الأنســــام عنّــي
كلّمــا رِيعـتْ بأزهـــارٍ ذلالْ؟

ذلك النّحـرُ شـريــفاً من طـلاه؟
غـرّروا الجهــل المفــدّى باللآلْ

لم تزلْ تهـوى مناغــاة ً دُمـاها
شعرُها المجـدول مطلــولٌ بشالْ

طفـلةٌ ترعـى صغيراً في حشـاها
ثغرُها الفرحــان لا يدري بحـالْ

هذه الخُطْـوةُ ما آلمهــــا! يا
طفلتي ،هـذا الذي شــئتِ رجالْ؟
***

إنها الأقـدار لا تعيَــا لشــاكٍ
تســلِبُ المرءَ أمـانَاً ،أو جلالْ

وعسـى أن يدفع الأشــباح عنّـي
ذلك الفـنُّ الذي ينعــى الجمــالْ

غالتِ الريحُ ،وقد عـزّ مجيـــري
وارتمى الحســنُ يتيمــاً طـيّ آلْ




مجدي يوسف