الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله :
هذه للشاعر الناثر الأستاذ المشرق : يوسف الباز بلغيث...
***

(1)
هكذا قصةُ حلمي
***

بينما كنتُ وحيدًا...
أرقبُ البدرَ المنيرْ !
وترانيمُ التماسي.. تملأ الأفقَ غناءْ ..
ونسيمُ الشوقِ يلهو في فؤادي بالرجاءْ ..
عادَني طيفُ الحبيبـهْ..
وجهُ أمي المستنيرْ..

- عادنِي طيفُ الحبيبهْ..
وأنا مثلُ الرضيعْ ...
غرّهُ لونُ الشفـقْ ..
ما أراني – لوْ تراني – غيرَ طيرٍ منْ ورقْ..
إذْ هوَى في النارِ، يبكي لحظةً ثم ٱحترقْ..
عندها طارتْ رُفاهُ .. لمْ تجدْ كفًا رحيمـهْ..
فٱنتشى حُزْنُ المصير ْ.

- عادني طيفُ الحبيبهْ
وأنا كُلي حُطامْ !
قدْ بـَدَا زهرًا.. بألوانِ الظلام ْ..
إذْ تمنى اليومَ يلـقىَ...
روضةً بالحُبّ تبقى...
بينَ أحلامِ الرّكامْ !
بعدها وسْط الجراحْ...
سافرتْ نفسي ..وهامتْ تبذرُ الحُب
ولا تنسى الصباحْ ..
وتُنادي في دُجَانا :
" مَنْ به شوقٌ لِضماتِ الرياحْ !؟ "
والخُطى تقفـُو الخُطى ..
هـدّها طولُ المسيرْ .

- عادني طيفُ الحبيبـهْ
.. فقرأتُ الحزنَ في آهاتِ حُلمي
... عندما حلّ المساء ْ..
علها تغْدو حياتِي مثلَ أُمي
... لحنَ حُبّ ووفاءْ..
لا حروفا هيفاتٍ..
..خانَها لحنٌ حقير ْ.

- عادني طيفُ الحبيبـهْ ..
بعد إذْ رُمتُ الرحيل ْ
في سكونٍ .. وَهْيَ تبكي كالوليدْ ..
وأنا أمسحُ عنها دمعةً صارتْ جليدْ ..
كلمتني ، داعبتْ سَمعي ، وقالتْ :
" يا بُنَيِّ ! ..أغْنتِ الأيامُ عُمري
بالمُنى ، بالشوقِ في عُمقِ التمني..
كنتَ فيها كالندى .. يَسْبي العُيونْ
..صرتَ فيها زهرةً.. كيما تكونْ
لا تسافرْ - يا بُنيِّ– وٱبقَ ، لا تنْوِ الرحيلْ ".
ودموعُ الشوقِ منها جارياتٌ...
قدْ هَوتْ تُملي علي كلماتٍ...
هدّها ثقلُ السنينْ ..
وأنا أكتبُ عنها :
" كيفَ يغْدو الشوكُ يومًا..
- يا حبيبي - زهرةً كالياسمينْ ! "
هكذا قصةُ حُلمي...
.. عندما كنتُ وحيدًا
.. أرقبُ البدْرَ المنيرْ !