السلام عليكم
قرات في مجلة العربي العدد 633 أغسطس 2011
بحث بعنوان: الدائرة المفرغة ومجافاة المنطق اللغوي.\.مصطفى عليّ الجوزو
ما لفت نظري فيه باختصار حسمه لمعنى جلس وقعد وهو ان جلس تكون من عل إلى أسفل والعكس قعد .
بينما لمابحثت عبر غوغل وجدت اختلافا بين الباحثين في تحديد معناها :
إليكم ماوجدته:
فهد أبو سارة:
قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انشُزُوا فَانشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ }المجادلة11
وقال تعالى: {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ }آل عمران191
وقال تعالى : فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاَةَ فَاذْكُرُواْ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَّوْقُوتاً }النساء103
قال أبو هلال العسكري:
الفرق بين الجلوس والقعود ، الجلوس: هو الانتقال من سفل إلى علو.
والقعود: هو الانتقال من علو إلى أسفل. فعلى الأول يقال لمن هو نائم: اجلس، وعلى الثاني لمن هو قائم: اقعد. قيل: وقد يستعمل جلس بمعنى قعد، كما يقال جلس متربعا، قعد متربعا، وفي حديث القبر: إذا وضع الميت في القبر يقعدانه، ويجوز أن يراد به الإيقاظ تجوزا واتساعا. اهـ
والعسكري من القائلين بعدم وجود الترادف في اللغة 0
قال ابن منظور في مادة "جلس" :
الجلوس :القعود ، والجِلْسَةُ الهيئة التي تجلس عليها ، والمجلس موضع الجلوس.
وقال في مادة قعد: القعود: نقيض القيام. اهـ
ومعنى كلامه أنه ترادف بين المعنيين0
التفريق الذي ذكره العسكري رحمه الله ، ترده الآية الأولى ،ويرده استعمال الكلمة في بعض الأحاديث ،مثل حديث: " ... هم الجلساء لايشقى بهم جليسهم... " أو " ... هم القوم لايشقى بهم جليسهم..." أو كما قال صلى الله عليه وسلم ، ونحوه.
والذي يظهر- والله أعلم - أن المجلس: هو المكان الذي يقعد به ، لأن قولنا : جلس الشيء ، أصله أقام ، أما القعود فهو ضد القيام0
ولي عودة إن شاء الله.
*******
ابو عبد المعز:
وقد تتبعت بعض الاستعمالات فى الحديث الشريف فلم أجد فرقا بين الجلوس والقعود
قعد بمعنى حركة من أعلى إلى أسفل....
-عن عبد الله بن عمر أنه كان يقول :إن أناسا يقولون إذا قعدت على حاجتك فلا تستقبل القبلة ولا بيت المقدس.
-حدثني عن مالك أنه بلغه عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :إذا عاد الرجل المريض خاض الرحمة حتى إذا قعد عنده قرت فيه أو نحو هذا.
أخبرنا مالك أخبرنا نافع عن ابن عمر : أنه كان إذا وجد الإمام قد صلى بعض الصلاة صلى معه ما أدرك من الصلاة إن كان قائما قام وإن كان قاعدا قعد حتى يقضي الإمام صلاته لا يخالف في شيء من الصلاة .
لاحظ أن قاعدا بالنسبة للامام حركة من أسفل الى أعلى....لأن القعدة تأتي بعد السجود....وقعد بالنسبة للمأموم حركة عكسية لأنه لم يسجد معهم.
-عن أبي هريرة مرفوعا : لأن يقعد أحدكم على جمرة فتحرق ثيابه فتخلص إلى جلده خير له من أن يجلس على قبر .
لاحظ ذكر الجلوس بمعنى القعود كلاهما من أعلى إلى أسفل.
قعد بمعنى حركة من أسفل الى أعلى:
-وعن ميمونة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سجد أهوى بيديه وإذا قعد اطمأن على فخذه اليسرى أخرجه النسائي.
-نافعا يقول سمعت ابن عمر رضي الله عنهما يقول
: نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يقيم الرجل أخاه من مقعده ويجلس فيه .
-أنس بن مالك رضي الله عنه أنه حدثهم
: أن رسول صلى الله عليه وسلم قال ( إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه وإنه ليسمع قرع نعالهم أتاه ملكان فيقعدانه فيقولان ما كنت تقول في الرجل ......
***********
ام فاطمة:
الجلوس :تقال للمكث مدة قصيرة,والقعود للمكث الطويل,ويتضح ذلك من الآيات القرانية:
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ
فهنا قال (المجالس) لأن مجالس العلم مجالس موقوتة لها وقت محدد قصير غالبا.
ويقال:جليس الملك لأن جليسه لايطيل المكوث لديه.
أما قعد فتدل على طول المكث والاستقرار كالقواعد من النساء .
فتقول لمن رغبت طول بقائه لديك اقعد عندنا ومن لا ترغب في بقائه اجلس.
ووفقكم الله.
المصدر اهل ملتقى الحديث:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=34578
**************
مصدر آخر:
فروق لغوية ( 1 )
القعود والجلوس
قد يعتقد البعض أن ( القعود , والجلوس ) كلمتان مترادفتان تحملان معنىً واحد من غير فرق ولكن في الحقيقة أن في ( قعد ) معنى ليس في ( جلس )
نقول : قام ثم قعد و نقول أخذت الشرطة المقيم والمقعد , وقعدت المرأة عن الحيض
ونقول أيضاً كان مضطجعا فجلس ..
فأصل الجلوس لغة : الارتفاع في الشيء وهو يُطلق في حالة الانتقال من السفل إلى العلو .. والقعود هو الانتقال من العلو إلى الأسفل
وليتضح القول أكثر لاحظ هذه الأمثلة :
يُقال لمن هو نائم أو ساجد (( اجلس )) ... ويقال لمن هو قائم (( أقعد ))...
آية :
(( فاذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم ))
حديث :
عن عبدالرحمن بن أبي بكرة رضي الله عنه قال : قال صلى الله عليه وسلم : ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ( ثلاثاً ) قالوا : بلى يا رسول الله قال الشرك بالله , وعقوق الوالدين , ( وكان متكئاً فجلس ) فقال : ألا وقول الزور فما زال يكررها حتى قلنا باليته سكت .
فمن ملائمة المقال للمقام أن تختار اللفظة الصحيحة بين القعود والجلوس ليستقيم المعنى الذي تريد أن تصل به لمن يسمعك فلا تقل لمن هو نائم أو ساجد .. اقعد ..
ولا تقل لمن هو قائم اجلس ... فالقعود يقابله القيام
وهناك فرق آخر بينهما إذ أن القعود يكون للمدة الأطول .. بخلاف الجلوس لذلك نقول قواعد البيت .. ولا نقول جوالسه .. قال تعالى : ( وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت ... ))
ومن هنا نقول للمرأة الكبيرة في السن قاعد وجمعها قواعد .. قال تعالى : (( والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحا))
ومن هنا يُقال : جليس الملك .. ولا يُقال قعيده , إذ أن من حسن أدب الجليس عدم المكث طويلا مراعاة وتقديرا
قال تعالى (( وإذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فأفسحوا )) ولم يقل المقاعد ..
خلاصة :
مما تقدم تبين إن الفرق بين الجلوس والقعود فروقا تتلخص في أن الجلوس انتقال من الأسفل للأعلى , وأن القعود من العلو للأسفل .
وأن القعود يدل على المدة الأطول , بخلاف الجلوس حيث يدل على سرعة التحول والتغير .
كتبه : فهيد العامري
***************
هل نستنتج انهما مترادفتان ؟
مع التحية