ألا إنمـا الأوطــــان جنّــــة شاكــــر****فكـم أزهرت رحب الأمـــان لحائــــر
و في حُضنها دفء السماحة ساريا****يُداوي هموم الصدر عن طيب خاطـر
على تُربها تكســـــو الأمانــيُ حلّــة****تَسُــرُّ بما تزهــو به عيــــنَ ناظــــــر
و تفتـــرُّ بالأنــوار أنجــــمُ حسنهـــا****تُجلّي الدُّجى الأقصى بلمســـة ساحـر
بهـا نخـوة الأيــام ينقـــع جودهـــــا****عطـــاءً حسابــــا يُستســـــاغ لجاســر
نداهـــا شفـــاءٌ بالمكارم ماطــــــر****يُكَسِّـــرُ قيدَ العُسْــــر عنــــد الدوائـــر
هيَ الستر مِنْ غدر الزمان و صَرْفه****و ما فاقهـا في حاجة غمْـــرُ غامـــر
هواهـــا الرضا فيه الحنـــان معطرا****بنشرٍ كريــمِ المســـك غيــرِ مُغـــادر
فكــم نـوّرت درب الفــلاح لراغــب****و كــم أيقظت بالحبِّ هِمّـــة شاعــــر
كأنّــــــي بهـــا أمٌّ تُعِــــزُّ و ليدهـــــا****مُسامِحـــــةً لا تستبــــــدُّ بكافـــــــــر
هي الروح للأنفاس يُنْعِشُ رَوْحهـــا****و وِرْدٌ به يلقـــى الهنـــــا قلبُ ذاكـــر
فيا جاحـــداً أجّ الــغرور جحـــــوده****و ألبســـه فـــي الغَـــيِّ شِقْوة ناكـــــر
بــلادك عشــقٌ فلتصاف عهــــوده****و حافـظ عليــه راعيــا حِفظ ساهـــــر
و لا تبتئس مهمــــا تُلاقــي مشقّــــة****و لا تتّبِــعْ في الحبِّ نهــج مُقامــر
جوى اليــأس نـــارٌ تستشيط مــرارة****إذا يعتدي يهْــوي اتّـــزانُ الضمائـــر
و ليــلُ التّجنّــي كالمتاهــــة مُبهــــم****و مـــا تستوي الأيــــام قطُّ لغـــــــادر
و لَ الضَّيْم في الأوطان أعذبُ نكهة****منَ الفرح عُمْـرا تحت سقْـف مَهاجِـر
فـلا تشتــــه التغريــــب إن هوانــه****يدكُّ زهور الصّبر من ثقـــل حافـــــر
و لله درّ المُستهــــــام بربعـــــــه****يُجِلُّ الحِمى عن هجـــره غير قــــــادر
يجاهـــد كي يبقى لواؤُه عاليـــــا****و يسعى إلى الإسهــــام سعْي مُبــــادر
و إنْ مسّــــه غبـنٌ و ذاق تجشُّمــــا****تَجِـدْه مِنَ العرفـــان أصــــدق صابـــر