خارطة حزبية ملبدة في إسرائيل
د. فايز أبو شمالة
ستظل الخارطة الحزبية في إسرائيل ملبدة بالغيوم، وسيظل جميع المراقبين يجهلون التشكيل النهائي للأحزاب التي ستخوض الانتخابات البرلمانية القادمة بعد شهرين تقريباً، وسينتظر الجميع، ولن تنجلي الخارطة الحزبية إلا بعد انجلاء الانتخابات الأمريكية، وظهور نتائجها على الملأ، لتبدأ بعد ذلك الساحة الإسرائيلية في ترتيب أحزابها وشخصياتها بما يتوافق وشخصية سيد البيت الأبيض !.
إن المراقب للتشكيلات الحزبية التي تتفاعل تحت السطح في إسرائيل، والتي تستعد للظهور العلني بعد عدة أيام، لا يجد حالياً جواباً شافياً على كثير من الأسئلة، ومنها:
هل سيعود "أولمرت" إلى الحلبة السياسية، ويترأس تحالفاً سياسياً قوياً قادراً على اختطاف القيادة من نتانياهو؟ هل سينشق "موشي كحلون" من حزب الليكود، ليشكل ضربة موجعة للحزب الذي صار اسمه الليكود بيتنا" بعد تحالفه مع حزب إسرائيل بيتنا؟ هل سيلتقي "موشي كحلون" مع "تسفي لفني"، وكلاهما تعود أصوله إلى حزب الليكود، ليشكلا معاً حزباً جديداً قادراً على التأثير في الخارطة السياسية الإسرائيلية القادمة؟ هل سيتم تشكيل تآلف حزبي بين زعيمة حزب كاديما السابقة "تسفي لفني"، وبين زعيمة حزب العمل الحالية "شيلي يحيموفتش"، لتضاف لاحقاً إلى تحالفهن زعيمة حزب ميرتس "زهافا قالئون؟ وهل سينظم "مائير لبيد" لهذا التحالف؟ أم هل سيحافظ حزب الليكود بيتنا على وحدته، ويعمل على استرضاء "موشي كحلون"؟ أم هل سيقرر "يهود أولمرت" اعتزال العمل السياسي نهائياً، وعدم المنافسة في الانتخابات 2013؟
ستنجلي الحقيقة الحزبية في إسرائيل في نهاية الأسبوع الراهن، أي بعد يومين من ظهور نتائج الانتخابات الأميركية، ففي حالة فوز المرشح الديمقراطي "أوباما" فمن المتوقع أن ينشق "موشي كحلون" عن حزب الليكود بيتنا، الذي ستنهار اسهمه وفق التوقعات، ليحصل على 30 مقعداً فقط بدلاً من 43 مقعداً، وستقبل "تسفي لفني" أن تكون الشخصية الثانية أو الثالثة في تكتل حزبي جديد قادر على إسقاط نتانياهو"، وسيحرض بعض اليهود العجوز "شمعون بيرس" ليقود تحالفاً حزبياً يهدف إلى إسقاط "نتانياهو"، إذا توانى "إيهود أولمرت" ولم ينجح في التحالف مع "مائير ليبد"، والهدف من ذلك هو الحيلولة دون بقاء "نتانياهو" رئيساً للوزراء، وخشية انعكاس التناقض القائم بينه وبين الرئيس الأمريكي "أوباما" على مصالح إسرائيل العليا، وستحرص إسرائيل على أن تقدم نفسها عدوة التطرف، وسيدة الاعتدال، والحريصة على السلام، وستبدي استعدادها غير المشروط للتفاوض مع الفلسطينيين. التفاوض فقط دون الوصول إلى نتائج.
أما في حالة فوز المرشح الجمهوري"مت رومني" فإن شيئاً ذو شأن لن يتغير في الخريطة الحزبية الإسرائيلية، لأن مكانة "نتانياهو" الحزبية ستتعزز، وسيتم انتخابه رئيساً لوزراء إسرائيل القادم بلا منازع، وسيعمل مع ليبرمان على تحقيق أحلام اليهود بعيدة المدى، وسيقول للفلسطينيين بصوت قوي: لا حقوق سياسية لكم فوق هذا التراب اليهودي.
فماذا أعدت القيادة الفلسطينية للمرحلة القادمة ؟ !.