الدستور السري الحقيقي يا نايمين
عبد السلام البسيوني
aabasuni@hotmail.com
أعود ثانية لمزاعمي يا قارئي الكريم؛ لأحدث سيادتك عن مواد دستورية فلولية توافقية، وروادع جزائية، ومكافآت تنويرية، وضعتها نخبة من الحريصين على الوطن، المستشرفين لمستقبل مصر، أثناء اجتماعهم في غرزة المعلمة باتعة، تحت سحائب الدخان الأزرق المنعشة.. وأشك قارئي الكريم أن سيادتك قرأتها من قبل؛ فاقبل مني هذه التحفة الفلولية، والهبة النخبوية، التي أسفرت عنها قرائح الشلة في ساعة مزاج، وأنس وحظ وابتهاج.. واقرأ وافهم، وسيادتك كلك نظر:
· المادة البرادعية: أ- مصر دولة علمانية، ليبرالية هولوكستية، وبهائية بوذية، وليبرالية فرعونية، وملحدة ساينتلوجية، تسمح للشواذ بالعلانية، وللنصيرية والشيعية، وترفض التزمت والرجعية، وتقبل المذاهب كلها؛ إلا الإسلام السني عدوَّها، وتعلن تركها إياه، ورفضها لجدواه؛ لأنه ماضوي ظلامي، في حين أن بوذا وواضعي التلمود، وعبدة البريص واليهود، أصحاب فكر مستنير أوي!
· ب- عند الاقتضاء؛ يستدعى من الخارج أنصار الخنفشارية الشرعية، ولجان التفتيش الدولية، للبحث عن أسلحة الإسلام الشامل، واستئصال شأفته بالكامل، ومعاقبة من تسول له نفسه تحريم الحرام، أو تحليل الحلال، وقطع لسان كل من ينكر الهولوكوست والمحارق، أو يحرم النبائذ الحمراء، أو الخمور الشفافة أو الصفراء!
· المادة الأديبية: من يرفض مرسي بنُّورة مبنَّرة، ومن يعادي الدستور فلة وشمعة منورة، أما من يصوت لمرسي، أو يسمح لإسلامي أن يحصل في مجلسٍ على كرسي، أو ييسر أمرًأ للدين والمتدينين، أو يناصر أولئك المنغلقين؛ فهو خائن عميل، وبايخٌ رذيل، وأقول من القلب: دول ولاد ستين كلب، دول مطلعين دينَّا، ومكفرين سنينا!
· المادة الجمعوية: يحرم على المواطنين الخروج للتصويت يوم السبت، فهو عطلة دينية، لا عمل فيها، بل السبت، ومن لم يسبت آثم مطرود من رحمة الحزب، ومن اعترض انطرد، ومن ذاق عرف واغترف!
· المادة الحواسية: يعطى نيشان الخنفساء السوداء ، وعين حورس الزرقاء، لكل من ثبت أنه من نسلٍ فرعوني، ويكرَّم ببناء هرم مدرج له في جبانة الدرّاسة، أما من لم يثبت أنه فرعوني فيُلبس بالقانون برنيطة عبيطة، تشبهًا بالمعلم يعقوب الفرنساوي، وأما أما المصريون المسلمون فليذهبوا إلى إبليس، عليهم لعنة رعمسيس.
· المادة الدغيدية: أ- يسمح بالتوسع في إقامة مؤسسات قومية للدعارة والرذيلة؛ لما لذلك من مزايا صحية، وحرية إنسانية، كما كان الحال أيام سادتنا الإنجليز، وعهدهم الحلو (اللذيذ)!
· ب- تعاقب من يثبت أنها بكر عند زواجها ، ويغرم أبوها أو ولي أمرها، وتلزم بالعمل في مبغًى حكومي مرخّص، أو في فيلم من إنتاجي وإخراجي للانفلاتِ مخصص!
· المادة الإلهامية: أ- من يختر مرسيًّا في استفتاء فعليه لعنة الله، ونقمة زيوس، وبلاء باكّوس! ولتحل اللعنات على من ثار على مبارك رمز العدل والديمقراطية وآله وصحبه وفلوله! (ربنا ينتقم من كل اللى اختار مرسى.. الله يخرب بيت الثورة واللي عملها)!
ب- ليكن معلومًا للكافة أن بطلات أفلام الفراش محصنات غافلات، قانتات مؤمنات، وأنهن يرفعن مصر في السما، وآفاق السمو الروحي والعلاء، ويوصلن رسالة مقدسة، لا انحراف فيها ولا مهلسة.
ت- يطبق على المعترض حد القذف، ويملأ فؤاده بالترهيب والخوف، ويرمى في جوف سجون أبي علاء، أو يعاقب عشرين مرة برؤية أفلامي وصوري (اللي للكبار فقط) الخالية من الفحشاء!
· المادة العكاشية: تزغيط البط فريضة قومية، ووظيفة وطنية، ويجرى لكل مرشح اختبار في تزغيط البط، و(قياس) الفراخ، وحلب المعيز، وتجهيز الخبيز، وإلا يسحب منه حق الترشح لأي منصب عام؛ خصوصًا منصب رئيس العزبة!
· المادة العَمْرية: من لم يشرف السيجار، ويذق الكافيار، ويَطعَم لحم الليفنيّات (الأطهار)، فهو مجرم زنديق خالد في النار!
· المادة الجلادية: من تمام النخبوية، أن تحجز إمكاناتك التصويتية لابن كبير الحرامية، وأن تكون الأدمن المستور، للأسف للرئيس الدكتاتور، وأن توالي أبناء الرفضة، فعطاؤهم يصعب أن ترفضه!
· المادة الحمدينية: يلزم المواطنون بشعاري الرئاسي العظيم (واحد خمنا) ويتخذ شعارًا للثورة، ورمزًا الوطنية، فمن أهانه، أو رفضه، أو هاجمه أو نقضه، جوزي بالحبس والدوس، والصفع و(الرقع).
· المادة الحمالاتية: البس حمالات، وروج لنصر اللات، واجعل من نفسك أستاذًا لخُد وهات، وسب دينك، وأدِن (ملة اللي مخلفينك)، تكن مستنيرًا كبيرًا، وفلاًّ معارضًا خطيرًا!
· المادة الأسوانية: يعزل العمال والفلاحون في معازل خاصة، ويمنعون من التصويت، وإبداء الرأي، ومن رفع صوته جرّفنا أرضه، وحلقنا شعره، وصادرنا ممتلكاته، وألزمناه بالسخرة كما كان الحال أيام جدودنا الميامين، الفراعين القدامى والمحدثين، لمخالفته صريح الدستور!
· المادة اليوسفية: من حق كل مصري أن يلحد كما يشاء، وأن يكفر كما يشاء، ومن حق كل مصرية أن تُفحش وتمارس من الإغراء والإغواء ما تشاء، وأن تعيش حريتها كما تشاء، إلا أن ترتدي الحجاب، أو تضع في اعتبارها مخافة رب الأرباب!
· المادة البدوية: يحظر حظرًا باتًّا الصفع على القفا؛ بالهنا والشفا؛ إلا لإسلامي - معارضًا أم غير معارض - ويخصَّص لذلك جلادٌ متمرس من جلادي حبيب العادلي.. ومن ثبت أنه ضرب أحدًا غير متدين على قفاه، حُشد للصفع مع هؤلاء المتدينين، ولا عزاء عندي للمستقيمين.
· المادة المرتضوية: تستحدث في كل مدينة وقرية غرفة جهنم، ويسجل (سي دي) لكل مواطن، ويحفظ في بلده في غرفة جهنم المحلية، على أن تصب المعلومات كلها في غرفة جهنم المركزية، حتى لو فكر في اللعب بذيله أدبناه، وحجمَه الحقيقي عرّفناه، وإن اعترض: يطلع لي بره لو جدع!
· المادة الشفشقية: يجوز للإخوة المواطنين العمرة إلى نادي دبي للجولف، بلا تردد ولا خوف، وتجوز الاستعانة مع الصديق الشيطان في مواجهة الإخوان، وإذا كان مبارك صاحب الضربة الجوية فأنا أستاذ تحريك الفلول الحزبية، وسفك الدماء الوطنية!
· المادة الحمزاوية: يجوز أن تكون من بطانة أبي الفلول وأم الخلول، وأن تعيش ما شئت تختبر من شئت.. ثم تصير ديمقراطيًّا نخبويًّا، وتصير من عشاق الحرية، وأكل العيش يحب الميكيافيليّة!
· المادة الزندية: خدمة الفل الكبير شرف وارتقاء، وحماية هبشاته حماية للقضاء، ورعاية قضاء أمن الدولة والمحاكم العسكرية شرف وفخار، وعز للقضاة وإكليل غار، وتعيين أبناء القضاة المعوقين زحف مصري مقدس لن تستطيع قوة في مصر إيقافه؛ ولا مجال لتعيين للمتفوقين المميزين، من أبناء الفقراء والفلاحين!
أأكمل بقية المواد أم في السكوت حكمة؟