لم أعلم بواقعة تصفية بقالة طيبة – أو أسواق سكة الحديد – أعمالها إلا مصحوبة بهذه الأحرف التي تتحدث عن نفسها،والتي كتبها الأستاذ عبد الرحمن محمد الأمين الحسين،ونصها :(كلنا طيبة"سكة الحديد" .فجع الشناقطة بخبر إغلاق البقالة بعد الحج والله لست من أصحابها ولا بساتيا { يقصد قبيلتهم – محمود} ولا أنصاريا { أي محتدهم – محمود} للأسف الشديد لكني ذاكر جميلَ أهل الفضل والمنة"ولا تنسوا الفضل بينكم" وعلى قول أحدهم :ولو أنني أوتيت كل بلاغة وأفنيت بحر النطق في النظم والنثر لما كنت بعد القول إلا مقصرا ومعترفا بالعجز عن واجب الشكر.فأصحباها أحبهم القريب والبعيد لأنهم بهروا الناس بحسن أخلاقهمهم مأوى كل مكروب في الحي فتقضى حاجتههم لا يأتيهم جيعان إلا ويطعم ولو لم يكن عنده مالهم من ذهبت أموالهم في ذمم الناس بعفوهموهم من يقدرون العلماء والضعفاءهم من يتعاونون مع كل خير للناسهم من تعففوا عن بيع المحرمات{يقصد "الدخان" .. جزاهم الله خيرا – محمود}هم الخازن الأمين على أمانات الناس ورسائلهم ..لا نقول إلا جزاكم الله عن ضعفاء الشناقطة خير الجزاء .اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلفنا خيرا منها).لم يترك لي الأستاذ عبد الرحمن ما أقول ..ومع ذلك فسيبقى في إخواننا القائمين على بقالة "طيبة"ما يقال .. ومن أفضالهم ما يذكر.. فيشكر.ولعل النقطة التي تخطر في بالي... أنهم – عند الحاجة – قد يعطونك مالا،إذا لم تجد عندهم السلعة التي تبحث عنها .. لتذهب وتشتريها من غيرهم ..وقد يعطونك المال .. دون أن تبحث عن سلعة ليست لديهم. أستطيع أن أضيف أيضا .. أنهم صنعوا "مدرسة"في التعامل مع الناس .. بمختلف أصنافهم ... و"الابتسامة" عنوان تلك المدرسة ..وحين أقول"مدرسة" فأعني السلوك الممتد .. من جيل إلى آخر .. فكأنه سلوك عام،أو درس تلقوه جميعا .. هذا مع الممازحة والملاطفة ..فتحية عطرة لتلك الوجود المتوضأة باللطف والابتسام.عذرا .. كيف نسيتُ"الثقة" التي وصلت حد إعطاء "الدفتر"لمن أراد أن يسجل دينه بنفسه!!ثقة في الناس ... وهذا السلوك من الأمور النادرة ..عن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(من صُنع إليه معروف فقال لفاعله : جزاك الله خيرا . فقد أبلغ في الثناء)فيا أحبتنا في طيبة ... جزاكم الله خيرا.أبوأشرف : محمود المختار الشنقيطي المدنيتحية "الشيبة" لبقالة طيبة