ليلة شتاء
فوضى عارمة إجتاحت منزلى أثر غياب زوجتى القهرى لمرافقة أختها المريضة بالمستشفى .
أبحث فى المطبخ عن الأقداح والأطباق وأعواد الثقاب , وبكل صبر وحكمة تمكنت من تجهيز طعام العشاء للغالى " ابنى الوحيد " .
جلست على الأريكة بالصالة الخارجية أنتظر عودته من الكلية , مرت برهة قصيرة كلمح البصر , إنتفضت من مكانى , وبعينين ثاقبتين راقبت الطريق من خلف خصاص النافذة ,
ياخبر
تأخر الغالى كثيرا , الساعة تدق منتصف الليل , رباه , أين ذهب الغالى ؟؟
الشتاء يودع الدنيا بصخبه المعتاد , والرياح تصدر صفيرا حادا يقبض النفس
ماذا أفعل ؟
التليفون معطل منذ اسبوع , وتلفونى المحمول مع زوجتى بالمستشفى ,
ماباليد حيلة ,
وضعت معطفى على كتفى وخرجت من المنزل أتخبط فى الظلام , تكتنفنى أمواج من الرياح المتدفقة وهى تزفر زفيرا مخيفا كما تزفر الحية قبل أن تنقض على فريستها ,
هاهو مكتب تليفون يهم صاحبه أن يغلقه
حثثت الخطى وأسرعت المسير , ورجوته معتذرا بقلب واجف وعينان فيهما
ماء الأمل , قدًم لى التليفون بعد أن أمليته رقم الغالى
وجاء صوت الغالى
- أين أنت ياوالدى ؟؟
- أين أنا !؟ بل أين أنت ؟!
- أنا فى حجرتى ياوالدى !!
- منذ متى ؟
- حضرت فى موعدى وفتحت الباب وكنت مستلقيا على الأريكة فلم أشأ أن أزعجك , ولم أكن جوعان فدخلت إلى فراشى ونمت !
- ولكن أين أنت ياوالدى ؟
- آه ياإبن ال ....
ٍٍإبتسمت إبتسامة لاأعرف حتى الآن معناها ؟
لماذا إبتسمت ؟؟
لماذا قبضت يدى ؟
ولماذا فردت أصابعى
******************