منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 6 من 6
  1. #1

    Lightbulb أيدٍ برائحة الخبز

    أيدٍ برائحة الخبز

    < هناك أشياء لا تزول>


    - أعرف الناس من أكلهم للخبز .. الفقير تصل أسنانه لمنتصف الرغيف قبل أن يتذوق أطرافه, والغني يقطعه أرباعا بحد سكين ثم يأكله , أما الذي يقطع أطراف الرغيف بيديه فاعلم أنه عفيف يتصنع الشبع !!
    صباحا كان يدعوني لداخل مخبزه الصغير بحارة النور ليقدم لي كعكا وفنجان قهوة يواصل أثناءها غناءه مع فيروز بطلاقة وانسجام تاركا ليديه مداعبة كيس طحين يرشه بالماء من حين لآخر وهو يؤدي تمرينات العجن باعتياد ..
    - لو أن سميراً هنا لأصبحتما صديقين بالتأكيد ..هو الآن بعمرك !
    ويعاود الغناء وهو يفرك الطحين بدلال ثم يقطعها أجزاء متساوية يرميها بفرنه فتثور خجلا وتنتفخ بحرارة الفرن ليتلقفها مشتاقا ..
    كان بحاجة أن يتحدث عن هذا السمير _ الذي تركه صبيا ليهاجر مع عمته إلى لندن ويصبح فيما بعد طبيبا يغدق عليه شهريا ما يفيض عن حاجته فيدخره لحين عودته _ ولم أكن أسأله عن سمير أبدا ..
    - العالم كله يتحرك احتراما للرغيف .. الحروب تقوم وتقعد وفي كواليسها رغيف !!
    في حزن يوم ما لم يدو به صوت فيروز في المخبز ؛ أخبرني أن رسالة سمير الأخيرة تطالبه ببيع المخبز وشراء بيت أنيق في حارة نظيفة . كانت المرة الأولى التي أرى بها ملامح الزمن على وجهه كرغيف لم يخبز جيدا !!
    أصبح يجلس أمام فرن الشقة الأنيقة – وقد عاد سمير و زوجته ليعيشا فيها - , يشعل الفرن ويراقب اللهب الأزرق يرغب في قطع أجزاء عجين لا يجدها حوله ..
    تذكرت هذا فقط حين أخبرني المغسل أنه ضاعف كمية المسك وهو يغسله ولم تذهب رائحة الخبز المشعة من يديه ...

    تمت
    فبراير 2007

  2. #2
    شـكــ وبارك الله فيك ـــرا ...
    http://www.fursan.ws/wisam2.gif


    من العذاب ... إن تكتب لمن لا يقرا لك
    وان تنتظر من لا يأتي لك
    و ان تحب من لا يشعر بك
    وان تحتاج من لا يحتاج لك
    من المؤلم ... إن تحب بصدق
    وتخلص بصدق .. وتغفر بصدق
    ثم تصدم في النهاية بموت
    كل الصدق الذي قدمته
    "ثم تكتشف إن أجمل العمر كان سراباً"

  3. #3
    قصة تحمل في طياتها...ملامح حداثه جردتنا من اصولنا...
    شوقنا لماضينا الحافل...
    تخبئ بشاعة النزاعات...
    وفقك المجدان...
    تبئ...الما أصبح دفين قلوبنا الجريحه
    دمت في خير وأبداع
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  4. #4

    العزيزة احلام..
    ايد برائحة الخبز..عمل ادبي زاخر..من حيث الاسلوب..والومضات التي تخترق السردية من حين الى اخر..
    الفكرة عميقة جدا.. لم تحل لغة خطابها بالرغم مما شابها من بعض الاضطراب.. دون التفاعل مع دلالتها البعيدة الغور .. إذ انطلقت من حالة معرفية دالة على تمازج واقعي بين الساردة والمعيش اليومي.. واستحضار ليوميات اشبه ما تكون بمذكرات..ومن الغوص في عالم اخر مرئي واخر غير مرئي..في الاول ترى العين وتشاهد.. وهنا تبرز مشهدية الومضات هذه..وفي الثاني يبدأ التخيل..وهنا تبرز اهمية التفكير.. واستدراج المتلقي الى ذلك العالم..الموضوع بلا شك انساني في طرحه الاول..ومن ثم ثمة علاقة بين الظروف التي تؤل بالانسان للهجرة..وكذلك عميلة التغيير الانساني قبل الواقع العياني المادي..حيث الانسان يصبح هو اداة بيد المادة..وتقبر الجوانيات القديمة التي رافقت الانسان في رحلته..الاولى واوصلته الى ماهو عليه..لست هنا انتقد الصراع هذا..القديم الحديث..لكني اقول بانه لم يزل حاميا.

    محبتي لك
    جوتيار

  5. #5

    الاستاذة الفاضلة.... أحلام الزعيم


    تلك اليد التي تعطي.... وتعرق وتلسعها النيران حيناً حتى بدأت مسمره

    تلك اليد التي لاغنى عنها فهي من تقدم راس الطعام وهو الخبز والذي نجده

    في مائدة الغني المترف مع تلك الاصناف الباذخه.... او مائدة الفقير حتى ولوكان

    وحيداً!!

    تلك اليد هي يد الخباز يد عشقناها ونحن نترقب في لهفة خروج الخبز من الفرن

    وجه ألفناه ورائحة تجذبنا اليها دوماً ....بلاشك هي يد معطاء

    وان رحلت تبقى خالدة في أذهاننا لاننا نعرفها ونعرف خبزها التي رافقنا ويرافقنا

    الى نهاية ....

    الاستاذة الفاضلة....

    نص رائع من اجمل ماطعت عليه ....


    أتيت خلفه لان رائحة الخبز ويديه هي التي ساقتني بشوق

    لاشتم بعضاً من ذكرياتي

    نورة الدوسري

  6. #6

    رد: أيدٍ برائحة الخبز

    قصة تحتاج إلى وقفة وعبرة، وتامل فيماوصلنا إليه اليوم....
    شكرا للكاتبة والقراء.
    تعددت يابني قومي مصائبنا فأقفلت بالنبا المفتوح إقفالا
    كنا نعالج جرحا واحد فغدت جراحنا اليوم ألوانا وأشكالا

المواضيع المتشابهه

  1. صحفيو فلسطين ... فجر مجدٍ يتسامى
    بواسطة غسان مصطفى الشامي في المنتدى فرسان الأبحاث الفكرية
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 05-16-2014, 06:37 PM
  2. أديش طالب بسيارتك؟...بقلم آرا سوفاليان
    بواسطة arasouvalian في المنتدى فرسان المقالة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-06-2013, 12:59 PM
  3. زاى بس دى محدش يعرفها ؟
    بواسطة عبد الرحمن سليمان في المنتدى فرسان التمريض والصيدلة
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 06-13-2012, 03:46 AM
  4. الريف اليوناني يفوح برائحة الياسمين
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان السياحة.
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 03-12-2009, 09:39 PM
  5. قصه برائحة السجائر!!!
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان القصة القصيرة
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 11-24-2008, 07:15 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •